تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من مكتبة الجولان...مسيرة التحرير

هذا جولاننا
الأثنين 20/10/2008
زهور رمضان

لقد فرض الصراع العربي الإسرائيلي وخاصة في هضبة الجولان على سورية حالة حرب وذلك لما لمنطقة الجولان من أهمية استراتيجية وبعد تكتيكي وإطلالة وإشراف من قمة جبل الشيخ على عدة دول عربية,

وبالتالي يعطيها هذا دوراً استطلاعياً لرصد تحركات القوات ونظراً لما تحقق مياه الجولان أمناً مائياً لإسرائيل ولما ترفد قطاع السياحة الإسرائيلي بالعائد المالي,‏

فقد شكل الجولان في نظر الحكومة والمجتمع الإسرائيلي منطقة حيوية ومهمة وقد عمدت الحكومة إلى اتخاذ قرار بضم مرتفعات الجولان بتاريخ 14/كانون الأول/1981 ورفضه مجلس الأمن بالقرار رقم /497/ تاريخ 17/كانون الأول/1981 واعتبره لاغياً وباطلاً, وسارعت إسرائيل لبناء المستوطنات فيه لفرض سياسة الأمر الواقع, لكن القائد الخالد حافظ الأسد قام بشن حرب تشرين التحريرية عام 1973 بالاشتراك مع القوات المصرية على جبهتين إيماناً بحقنا في استعادة كامل أرضنا لأن (ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة), وقد ساهم جيشنا الباسل في المعارك الدائرة بصمود وقوة, وسطر أروع ملاحم البطولة والشهادة أمام العدو الإسرائيلي, وساهمت قواتنا المسلحة في حرب الاستنزاف على مدى تسعين يوماً في تحرير الأرض واستعادة مدينة القنيطرة التي دمرتها وخربتها آلة الكيان الغاصب تدميراً كاملاً, وحرصاً من مكتب الثقافة والإعداد الحزبي في القيادة القومية على توفير مرجع موثق حول مسيرة تحرير الجولان وارتباطها بالمعارك العسكرية والسياسية التي خاضتها ويخوضها, تم تكليف العميد المتقاعد الدكتور رزق إلياس المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي بتأليف كتاب سماه (مسيرة تحرير الجولان) وهو الذي شارك في حرب عام 1967 كقائد لكتيبة استطلاع الجيش.‏‏

كما شارك في جميع الحروب اللاحقة, وشارك في الوفد المفاوض في محادثات السلام بين الجانبين السوري والإسرائيلي التي انطلقت في مؤتمر السلام في مدريد عام 1991, حيث تحمل موضوعات الكتاب معالم تجربة شخصية عاشها المؤلف يوماً بعد يوم منذ احتلال الجولان, وقد حاول الكاتب رسم صورة متكاملة عن مسيرة سورية في تحرير الجولان, وألقى الضوء على جذور الصراع العربي الصهيوني في الفصل الأول منه والتي تعود لأكثر من قرن منذ انطلاقة مؤتمر بال في سويسرا 29/آب/1897م والذي أقر دولة فلسطين وطناً قومياً لليهود, وعرج في الفصل الثاني إلى جغرافية الجولان كمسرح عمليات حيث يتمتع الجولان بسمات طبيعية وموقع يتميز بها عن غيره مثل جبل الشيخ الذي يضمن رؤية مباشرة كخط نظر لكامل لبنان تقريباً والقسم الشمالي من الأردن والجنوبي من سورية, ويغطي الكشف الراداري والاتصالات اللاسلكية في دائرة واسعة تتجاوز الدول المجاورة, لتشمل القسم الشرقي من البحر المتوسط وسيناء البحر الأحمر ما استدعى أن يطلق على هذا الجبل مصطلح (الأوراكس الثابت) إضافة للمرتفعات الأخرى من الهضبة مثل تل أبو الندى (1200م) وتل الضهور (1189م) وتل الفرس (947م) ومن الصعوبة أن تتمكن أي قوة من تحرير الجولان وتحقيق مفاجأة استراتيجية دون أن يتم رصدها أثناء حشدها وتحركاتها من هذه القمم والتلال, وتطرق المؤلف في هذا الفصل للطبيعة الجغرافية كالمساحة والسكان والتقسيمات الإدارية والمناخ والمياه والخدمات والسياحة.‏‏

في حين تناول الفصل الثالث تفاصيل العدوان الإسرائيلي عام 1967 وكيف انتقل جيش العدو للهجوم البري الواسع بعد توجيهه الضربة الجوية المفاجئة وتطرق للعبر والدروس المستفادة على الجبهات العربية الثلاث السورية والمصرية والأردنية حيث احتلت إسرائيل مساحة 70 ألف كم2 من الأراضي العربية في (سيناء - وقطاع غزة - الضفة الغربية - الجولان) وهذه المساحة تشكل حوالي ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل آنذاك وهجرت أعداداً كبيرة من السكان حيث بلغت إحصائيات الأمم المتحدة أكثر من مئة ألف سوري ومصري و200 ألف فلسطيني, وشمل الفصل الرابع من الكتاب معالم نظرية القائد الخالد لتحرير الجولان والتدابير والإعداد للقوات السورية المسلحة لخوص حرب تشرين في الفترة الواقعة بين 1968 - حتى عام 1973 واختص الفصل الخامس منه بوقائع حرب تشرين التحريرية وكيفية التدخل الدولي للتوصل لقرار وقف اطلاق النار وأيضاً حرب الاستنزاف على الجبهة السورية واتفاقية فصل القوات عام 1974.‏‏

ويحوي الفصل السادس الأسلوب الذي اتبعته سورية لبناء توازن استراتيجي مع إسرائيل من خلال إقامة جبهة الصمود والتصدي وتوقيع ميثاق العمل القومي مع العراق والسعي لإقامة توازن استراتيجي بين سورية وإسرائيل, ويوضح الحالة الراهنة للتوازن الاستراتيجي حتى مطلع العام 2007, ويختص الفصل السابع والأخير من الكتاب بالعملية السلمية لتحرير الجولان واستعادة الحقوق المغتصبة حيث يلقي المؤلف الضوء على المتغيرات في الساحة الدولية والشرق أوسطية في مطلع التسعينيات, وتقديم الولايات المتحدة لمبادرة السلام على أساس إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي - الإسرائيلي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.‏‏

ويعرض الكتاب المعركة السياسية التي خاضتها قواتنا وتخوضها منذ ذلك الحين موضحاً جدية مواقف سورية ومصداقيتها في مقابل مناورات إسرائيل ومراوغتها للتهرب من استحقاقات السلام العادل والشامل في المنطقة.‏‏

ويحوي الكتاب أيضاً مجموعة من الوثائق والاتفاقيات الرسمية والدولية إضافة لخرائط توضح سير المعركة في أرض الجولان والمستوطنات وغيرها من خطوط القتال وخطط الهجوم وتشمل بعض الصور الملحقة بعض الآثار السياحية والينابيع والقلاع والبحيرات إضافة لخريطة الجولان كاملاً.‏‏

تعليقات الزوار

ناصر |  link.sy@hotmail.com | 06/07/2009 01:41

كيف لنا أن نحصل على هذا الكتاب الهام جداً جداً ..... يرجى الرد

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية