|
لو كان مسؤولاً أبجد هوز كأن تقول شفهيا في الصحف: لو كنت مسؤولا لبادرت إلى إقامة شبكة تلفريك بين حي المالكي والطبالة, تخفيفا لأزمة السير ولتقليص الفوارق الطبقية بين الحارات, أو أن تقول على سبيل المثال ولا يمكن الحصر: لو كنت مسؤولا لقمت بوضع حاويات مزودة بريموت كنترول ليزري يسحب القمامة من يد المواطن قبل أن يهم برميها في الطريق, ولا يستبعد أن يشطح بك الخيال فتعطي وعدا بإقامة بحيرات يندلق من نافورتها الكازوز أو العرقسوس بدلا من الماء, أو أنك لو كنت مسؤولا فستقعد وعلى حسابك الخاص كل يوم من السادسة مساء وحتى منتصف الليل في مقهى الروضة للاستماع إلى شكاوى المواطنين وحل مشاكلهم بدلا من اضاعة الوقت مع الزوجة والأولاد أو الاصدقاء والصديقات في المطاعم الفاخرة.. إلى آخره من تلك اللواتي التي مفردها لو, وإليكم أيها السادة بعض القصص من أجل التسلية. أحد دعاة الحداثة وحرية المرأة والمساواة حين تزوج, وبعد نصف شهر العسل أمر زوجته بوضع الحجاب وترك الوظيفة وتقبيل يد حماتها أي أمه كلما التقتها حتى ولو عند سمان الحارة, وآخر كان يعتب بمرارة على معارفه من أصحاب السيارات الذين يمرون به و(يعملوا حالهن مو شايفينو) حتى لا يضطروا لدعوته إلى التوصيلة بطريقهم. وحين أنعم الله عليه بسيارة كان يتعمد اطلاق العنان لزمور سيارته كلما التقى بأحد أصدقائه المشاة بهدف لفت نظر الصديق ليراه متبروظا وراء الدركسيون وأحد الموظفين كان دائم الانتقاد لمدير الدائرة التي يعمل بها لأنه رسمي مع الموظفين. وحين ترقى هذا الموظف إلى رئيس شعبة على أربعة موظفين قام بتركيب وجه جديد محذوف منه الابتسامة كما عمد إلى شطب كلمات الشكر والثناء والتحيات من قاموس لقبه الجديد تمشيا مع مقامه الجديد. المواطن يحلم بأن يكون مسؤولا لتحقيق المكاسب لغيره من المواطنين . أخي المواطن لا أدعي أنه لدي احصاءات دقيقة أو مشكوك بأمرها, لكني أميل للجزم بأنك لو صرت مسؤولا فعلى الأرجح أنك لن تتصرف إلا كالمسؤولين.
|