تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية أقوى من إرهابهم

شؤون سياسية
الأربعاء 4-1-2012
محمد عبد الكريم مصطفى

سواء كانت الأيادي الآثمة من القاعدة كما أشارت التحليلات الأولية ، أو كانت بأياد أخرى لعناصر تكفيرية مجرمة ، فإن الرسالة وصلت وامتزج الدم السوري بتراب الوطن في يوم الجمعة الحزينة،

حيث اختلطت فيها مشاعر الحزن بعنفوان الإباء والشموخ لدمشق التي بقيت عصية على أعداء الأمة ، ثابتة كقلعة صامدة في وجه كل من يُريد بها شرا ، وهكذا ابتعدت الجريمة بأبعادها السياسية والإنسانية كثيراً عن الهدف الذي أراده لها مخططوه من أعداء الوطن ، وارتدت عليهم غضباً شعبياً واسعاً ورفضاً لحريتهم وسلميتهم المزيفة التي يتشدقون بها على شاشات الفضائيات المضللة ، وانعكست في الشارع تعاضداً وتلاحماً وطنياً فاق كل التوقعات ، وإصراراً للوقوف بقوة في وجه كل من يريد شراً بسورية .‏

إن توقيت هذه الأعمال الإرهابية مع وصول طلائع لجنة المراقبين العرب ليس مصادفةً ، بل هو قرار مدروس بدقة فائقة من قبل أعداء سورية بهدف التشويش على آلية عمل لجنة المراقبين وإرباك الدولة السورية في مواجهة مثل تلك الجرائم وخلق رد فعل عفوي يؤدي إلى وقف العمل العربي التوفيقي الذي يقع على عاتق جامعة الدول العربية من الناحية النظرية ، بغض النظر عن الآلية والدور الذي تُخطط له إدارة الجامعة ومن هم خلفها ، بعد أن قلبت القيادة السورية الطاولة على رأس خصومها من خلال التوقيع على بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية والاستعداد لاستقبال المراقبين العرب وتسهيل عملهم على الأراضي السورية إيماناً منها بوحدة المصير العربي وتأكيداً على أهمية استمرار العمل العربي المشترك ودوره في احتواء الأزمات والقضايا العربية المصيرية بعيداً عن أي دور خارجي ، ويأتي حفاظ سورية على بقاء شعرة معاوية متصلة مع الجامعة العربية ، ليس من باب العمل السياسي التكتيكي ، ولا من باب استثمار الوقت الضائع كما تتهمها بعض الأطراف المتطفلة على الخارطة السياسية الجديدة ، لكنه نابع من قناعة القيادة السورية بأن طريق الرجعة يجب أن يبقى مفتوحاً أمام الحكام العرب التائهين الذين لا بدَّ لهم وأن يرضخوا يوماً لتطلعات الشارع العربي الرافض لسياسة الاستسلام والخنوع الأعمى للمخططات الاستعمارية الغربية .‏

نؤكد هنا بأن سورية وضعت الكرة بأمانة في ملعب لجنة المراقبين العرب، وعليهم اثبات حسن النيات من خلال تقديم تقارير صادقة وشفافة عن رؤية وتطلعات الأغلبية الساحقة من الشعب السوري من جهة، وتوصيف واقع المعارضة وتحديد حجمها في الشارع وأدواتها التخريبية التي تُريد تدمير البلد عبر التجييش الطائفي واستخدام التمرد المسلح لفرض واقع جديد بقوة السلاح وبدعم مباشر من قوى خارجية ، ويقع على عاتق المراقبين العرب إثبات حيادية مطلقة تجاه الواقع في سورية، بعيداً عن تنفيذ أجندات معدة مسبقاً من قبل أطراف معادية تريد توجيه الأحداث في سورية في طريق مخالف للواقع معتمدة بذلك على معلومات مفبركة من قنوات التضليل الإعلامي .‏

مهما كبرت المؤامرة، وتعاظمت التضحيات ، فإن سورية ستبقى قوية محصنة بمكوناتها الثلاثة ، القيادة الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد ، والجيش العربي السوري الباسل ، والشعب الأبي الذي يملأ الشوارع والساحات دفاعاً عن وجوده وحريته واستقلال قراره الوطني .‏

Email:m.a.mustafa@mail.sy

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية