تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إيران تسقط الأمن الأميركي

عن موقع Mondialisation. ca
ترجمة
الأربعاء 4-1-2012
ترجمة:محمود لحّام

كشف فيليب غيرالدي عميل الـ(c.i.A) في مقال نُشر على موقع(Anti wear)وذلك نقلاً عن مصادر ذات صلة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقّع على مرسوم رئاسي سري يجيز ويسمح بالقيام بعمليات سريّة سياسية و أمنية و استخباراتية ضد إيران .

وبذلك يكون أوباما قد سار على خطا سلفه بوش الذي كان قد أصدر مراسيم مشابهة، حيث تم اغتيال نخبة من العلماء الإيرانيين وبخاصة في المجال النووي .‏

بالتأكيد تهدف الإدارة الأميركية من خلال إجراءاتها السرية إلى توسيع جهودها وعملياتها ، بهدف خنق إيران من خلال خلق اضطرابات و حالة من الفوضى على امتداد البلاد، وخاصة عبر دعم جماعات إيرانية معارضة للنظام ، بحيث تمارس أعمالاً إرهابية لزعزعة أمن واستقرار هذا البلد .‏

حقيقة إن التهديدات الأميركية خاصة والغربية والصهيونية عموماً لإيران ليست بالجديدة ، فعلى امتداد أكثر من ثلاثين عاماً يمكن القول إن الخطاب شديد اللهجة بين البلدين كان هو السائد ، وعبر هذه المدة اتخذت الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي إجراءات آحادية ضد طهران كانت تطال وبشكل رئيسي قطاعي الاستثمارات والطاقة ، كما أن مجلس الأمن كان قد فرض أربع دفعات من العقوبات ضد إيران .‏

في الأيام الأخيرة ازداد التصعيد بين طهران و واشنطن ، وتسارعت الأحداث إثر إسقاط إيران لطائرة تجسس أميركية من دون طيار من طراز (R.Q.170) شرق البلاد ، إثر خرقها الأجواء الإيرانية ، وتمكنت من الاستيلاء عليها بعد تعرضها إلى أضرار طفيفة ، حيث تم خداع الطائرة و إجبارها على الهبوط من خلال الدخول بالقرصنة ألكترونياً إلى نقطة ضعف في نظام الملاحة الخاص بالطائرة ، وخداع نظام ( G.B.S)، وبالتالي هبوطها في إيران في المكان المحدد لها دون قطع اتصالاتها مع مركز التحكم العائد للقوات الأميركية .‏

إن خسارة الولايات المتحدة لطائرة تجسس من هذا الطراز المتقدم ، هو انهيار حقيقي للنظام الأمني و الاستخباراتي الأميركي ، وتمكن إيران بالذات من رصد هذه الطائرة ذات التكنولوجيا المتطورة جداً ، ونجاح وحدات الحرب الألكترونية و المضادات الجوية الإيرانية من إخراجها من نطاق سيطرة القوات الأميركية ، إنما هو بمثابة صفعة قوية لواشنطن ، أدت إلى إذلالها أمام العالم .‏

دافيد جور – نائب رئيس معهد LEXIGTON - رأى أن الطائرة (R.Q.170) التي كانت تحلق فوق مدينة كاشمار على بعد 225 كم من الحدود الأفغانية في العمق الإيراني ، مزودة ببرنامج يمكنها من العودة إلى قاعدتها في حال فقد الاتصال معها ، وكانت قد جمعت معلومات عبر الطيران على طول الحدود الأفغانية الإيرانية ، وهي من إنتاج شركة الصناعات الجوية ( lockheed.martin).‏

الولايات المتحدة وعوضاً عن الاعتذار طالبت وبكل صلف باستعادة الطائرة ، وذلك عبر الرئيس أوباما ، فردّت إيران أنها لن تتهاون أبداً في الدفاع عن مجالها الجوي ، و أنها تحتفظ لنفسها بحق الرد ، واتخاذ إجراءات ردع على انتهاك حرمة الأجواء الإيرانية ، وطالبت الولايات المتحدة باحترام القوانين الدولية ، وتحمّل مسؤولياتها والرد على هذه القضية .‏

هنا لم يكن أمام واشنطن إلا تحريك حاملة الطائرات (جورج واشنطن ) و مدمّرتين مرافقتين ، وكذلك سفينة إمداد وتموين عبر قناة السويس ، في محاولة استعراض واضح للقوة ، وهذا ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز عن نية البنتاغون زيادة عدد القوات الأميركية المقاتلة في كافة دول الخليج ، وتوزيعها مجدداً في مواقع مقابلة للأراضي الإيرانية ، بحيث تكون على أهبة الاستعداد لضرب أي هدف محتمل .كذلك كشفت الصحيفة عرض الولايات المتحدة على دولة الإمارات العربية بيعها صفقة أسلحة تشمل 4600 قنبلة ذكية ، و أنظمة أسلحة أخرى لتوسيع القدرات الحالية لهذه الدولة .‏

لقد عمدت الولايات المتحدة وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً ( منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران )إلى اتباع سياسة الترويع ، وتهويل الخطر الإيراني لدول الخليج حسب الزعم الأميركي ، ودأبت دائماً واشنطن إلى تحذير حلفائها الأثرياء العرب من النفوذ الإيراني في المنطقة ، وخاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيراني ، وكذلك فبركة حادثة اغتيال السفير السعودي في واشنطن .‏

أما ما يتعلق بالتجسس عبر عملاء إيرانيين و أجانب يعملون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ، ووكالات استخبارات غربية أخرى ، فهذا كثير و غالباً ما تعلن السلطات الإيرانية عن إلقاء القبض على عملاء كما في حالة الجاسوس الإيراني الذي تلقّى تدريبات استخباراتية معقدة ، لكن المختصين تعقبوه و أحبطوا محاولته ، وكذلك اتهام 15 أميركياً و صهيونياً واحداً بالتجسس ضد إيران في الفترة الأخيرة.‏

ترى إيران أن واشنطن و تل أبيب تقفان وراء أي تهديد لإيران ، هذا في الوقت الذي أكد إيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي أن كلا الحليفين مصممان على منع إيران من امتلاك السلاح النووي ، و لو كان ذلك عبر ضربة عسكرية لمنشآتها ، وكانت إسرائيل قد أقامت قيادة جديدة لتوسيع العمليات المشتركة إلى عمق استراتيجي وفق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بيني غانتر .كما أن الرئيس أوباما هدد بفرض حظر على تصدير النفط الإيراني ، فردّت طهران أن إجراء كهذا سيجبر إيران على إغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره أربعون بالمائة من إمدادات النفط العالمية ، واستعداداً لذلك باشرت قواتها مناورات ( الولاية 90) في المنطقة ، حيث رصدت القوات الإيرانية حاملة طائرات أمريكية في عمق منطقة المناورات ،و التقطت لها صوراً .‏

بعد فشل أعداء إيران عبر ثلاثة عقود من الحرب : الحرب الباردة أولاً ، والعقوبات الاقتصادية بعد ذلك ، وكذلك الغزو الثقافي والضغوط السياسية ، هل سيكون الخيار العسكري الخيار الأخير؟.‏

 بقلم:دانييل فانهوف‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية