وحرائر جبل العرب الأشم كما حرائر سورية الأبية هن المدافعات والمضحيات الأوائل عن عزة وكرامة الوطن وربين ابناءهن على حب الوطن ورسخن مفاهيم الحب والجمال والخير والتجذر بالأرض، فوطن الهوية والانتماء ومالمسناه من جميع أهالي الشهداء من تحد وصبر وعنفوان والإيمان بالشهادة ومعانيها ودلالاتها السامية هذا ماوجدناه عند كل من التقيناه من أهالي وأسر الشهداء ومن والدة الشهيدتين رجاء ودعاء أبو محمود،
السيدة يسرى أبومحمود التي قالت وهي تلملم ماتبقى لها من دموع على فقد ابنتيها، لقد زفيت وردتين من أجمل الزهرات إلى جنان الخلد، وردتان حالت يد الإرهاب والإجرام دون اكتمال فرحتيهما في الدنيا بالزفاف إلى عريسيهما وهما في مقتبل العمر وأضافت : لقد ربيت بناتي على حب الوطن والصدق والأمانة والإخلاص والعادات والتقاليد العربية الأصيلة التي تربينا عليها في جبل العرب الأشم ،لقد كانتا بارتين بوالديهما لم انزعج منهما في يوم من الأيام يحترمان الكبير ويعطفان على الصغير .
نعم لقد فقدت قطعتين من كبدي كانتا تملآن علي حياتي ولن أنساهما أبداً. وأضافت والدة الشهيدتين قائلة: إن فظاعة الأعمال الإرهابية التي وقعت في دمشق تؤكد على فظاعة وإجرام وحقد من يقف وراءها ومن فعلوا ذلك لايمتون للإنسانية بصلة ولايخافون الله وإن جرائمهم لن تنال من صمود السوريين وعزيمتهم ولن تزيدهم إلا إصراراً على الوحدة الوطنية وتصميمهم على إلحاق الهزيمة بكل الذين يضمرون الشر والعدوان لسورية .
وأقول لجميع أمهات الشهداء على امتداد مساحة الوطن أن يفخرن باستشهاد أبنائهن لأن الشهداء لايموتون فهم أحياء عند ربهم يرزقون وإن دماء الشهداء التي امتزجت مع بعضها البعض لن تذهب هدراً بل سترسم ملامح النصر والمستقبل الواعد لسورية التي ستخرج من هذه الأزمة أكثر قوة ومنعة ورسالتي كفاكم تحريضاً اتقوا الله فالفتنة لعنها الله وهي أشد من القتل وكفاكم سفكاً للدم السوري الغالي. ودعت إلى الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن واستقراره وترحمت على روح الشهيدتين وجميع شهداء الوطن .
السيد فريد أبومحمود والد الشهيدتين رجاء ودعاء قال:
لقد زفيت ابنتيّ فلذتي كبدي شهيدتين فداء للوطن مضيفاً أن مشيئة الله
أنني لم أرزق بأولاد ذكور ولكنني اعتبر بناتي ال7 هن أخوات الرجال وحفيدات المجاهدات في جبل العرب الذي لاينام على ضيم ،المجاهدات اللواتي كن جنباً إلى جنب مع المجاهدين في مقارعة ومقاومة الاستعمار وكل من يحاول أن يدنس تربة هذا الوطن وينتزع سيادته واستقلاله وكنت أطلق على الشهيدة رجاء أبو علي لماتتمتع به من شخصية قوية وصلابة وعنفوان بقدر ماتحمل من عطف وحنان وأخلاق رفيعة فكنت أعتمد عليها اعتماداً كلياً وكانت ساعدي الأيمن وشقيقتها الشهيدة دعاء لم تكن أقل من ذلك .
وأكد والد الشهيدتين أن كل نقطة دم تسقط على أرض هذا الوطن ستزيدنا إصراراً على التمسك بتراب هذا الوطن ونحن كلنا مشاريع شهادة وجاهزون لتقديم الغالي والنفيس عندما ينادينا الوطن ولي الفخر والاعتزاز والشرف بأنني والد الشهيدتين.
السيدة هناء أبومحمود شقيقة الشهيدتين رجاء ودعاء قالت:
أفتخر وأعتز باستشهاد شقيقتي وأرفع رأسي عالياً بهن وأنا بصفتي مغتربة في النمسا أفتخر وأعتز بأنني من سورية، سورية الساكنة في قلوبنا والتي عيوننا ترنو إليها باستمرار فسورية بلد الأمن والأمان والاستقرار وأقول لقنوات الفتنة والتحريض: مهما حاولتم أن تشوهوا صورة بلدنا خسئتم فسورية أسمى وأنقى وأبقى من دسائسكم وفبركاتكم ومنتصرة على جميع أعدائها بإذن الله، ودعت إلى عدم التساهل مع هؤلاء المجرمين والإرهابيين الذين يعبثون بأمن الوطن واستقراره وإن من يحب وطنه ويريد الإصلاح والازدهار له لايعمل على قتل أبنائه ويحرم الأطفال من رعاية آبائهم والأمهات من فلذات أكبادهن والأخوات من توائم أرواحهم.
وأضافت إن رجاء ودعاء تركتا فراغاً كبيراً ستملؤه أخلاقهما الرفيعة وسجاياهما وخصالهما الحميدة وسيرتهما العطرة.
وعبرت صفاء أبو محمود عن حزنها على فراقهما وعزائها بأنهما قد سجلتا اسميهما في سجل الخالدين مع شهداء الوطن مؤكدة أنها وطفليها ليث وليا قد فقدوا حنان وعطف الشهيدتين.
بدورها قالت ولاء شقيقة الشهيدتين : لقد كانت الشهيدة رجاء عندما تجلس أمام التلفزيون العربي السوري وتشاهد مراسم تشييع الشهداء وماترتكبه المجموعات الإرهابية المسلحة من جرائم تحزن وتبكي حزناً كثيراً على هؤلاء الشهداء وعلى مايجري في سورية الغالية، وعلى جميع أبنائها الشرفاء والشهيدة دعاء كانت توءم روحي وحنونة وطموحة وتحب كل من حولها من الأسرة، وهذا العمل الإرهابي عمل إجرامي يندى له الجبين.
نداء شقيقة الشهيدتين تحدثت عن مزاياهما وخصالهما الحميدة وقالت: إن هذا العمل الإجرامي والإرهابي يستهدف جميع أبناء الشعب السوري ويستهدف حضارة سورية وشموخ وعزة سورية، ولكننا نقول لهؤلاء المجرمين ومن يقف وراءهم أنهم مهما فعلوا لن يزيدونا إلا حباً لوطننا.
ودعاء ورجاء إن رحلتا عنا جسداً لكن أخلاقهما ونبلهما وحنانهما باق فينا ولن ننساهما فهما خالدتان في الذاكرة والقلب .
الطفلتان مايا وميران أبو كرم ابنتا شقيقة الشهيدتين قالتا: إن رجاء ودعاء كانتا بمثابة أمهما تحضران لنا الهدايا وتقيمان لنا أعياد الميلاد ولن ننساهما أبداً .
يذكر أن الشهيدة رجاء أبومحمود من مواليد 1986م والشهيدة دعاء أبومحمود من مواليد عام 1990م لهن 5 شقيقات، نالتا شرف الشهادة في التفجير الإرهابي الذي وقع في دمشق أثناء توجههما لعملهما بتاريخ 23/12/2011م.