تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مبدع وامرأة... مودلياني ومدام ايبوترن

ثقافة
الأربعاء 4-1-2012
أديب مخزوم

رغم أن الفنان الإيطالي الشهير مودلياني (1884-1920) عرف في حياته نساء كثيرات، واتهم بالعربدة وتعاطي المسكرات والمشروبات الروحية. وارتبط بعلاقة حميمية مع الشاعرة الروسية آنا اخماتوفا،

فهو لم يعرف الحب الحقيقي، خلال حياته القصيرة، إلا مع زوجته جان ايبوترن التي بادلته المشاعر والاحاسيس الفياضة بحب أسطوري ونادر، دفعها أثناء تشييع جنازته، وكانت في الثانية والعشرين، لإلقاء نفسها من نافذة المنزل، الذي كان يرتفع عدة طوابق، فتوفيت في الحال مع ابنها الجنين، وبعد هذه الحادثة المأساوية, واثر إعلان خبر انتحار زوجته حزنا عليه، ذاع صيته، وارتفعت أسهم لوحاته في بورصة الفن العالمي، وابدى بعض كبار رجال الأعمال، استعدادهم لشراء أعماله، بزيادة ثلاثة أضعاف على سعر مبيعها السابق, ولقد وصل سعر اللوحة الواحدة، في فترة قياسية،إلى عدة ملايين من الدولارات.‏

وكانت ايبوترن سيدة لوحاته وموديله المفضل وملهمته الدائمة، وكان يركز حين يرسمها لإظهار استطالة وجهها ورقبتها واغمضاضة عينيها، وامتداد الخط الطويل للأنف، ضمن أسلوبه الفني الخاص والمعروف والذي اشتهر من خلاله، وحين طلبت منه أن يرسمها بعيونها بشكلها الطبيعي قال لها: حين أفهم دواخلك وأستشف خفايا روحك وعمق حالتك النفسية أرسم عينيك، وأضاف مؤكدا حبه الخالد لها: مستقبل الفن يكمن في وجهك،واغمضاضة عينيك..‏

ويذكر أن ابنته أصدرت في أواخر الستينات كتابا عن حياة والدها، واعتبر بمثابة المصدر الأكثر أهمية بين كل ما كتب ونشر عنه، ولقد شنت حملة واسعة على كل من شوه قصة حياة والدها, مؤكدة أنه لم يعرف في حياته سوى بيته وعائلته وعمله، ومشيرة إلى أن ملامح والدتها تظهر في مجمل لوحاته ومنحوتاته، ومنوهة إلى أنه كان يحتفظ دائما برغبته في الانزواء على نفسه في محترفه، في الباتولافوار، على الرغم من ارتباطه بصداقات عميقة مع عدد من كبارالفنانين المعاصرين أمثال: بيكاسو وبراك، ومعتبرة أن كل ماقيل عن علاقاته النسائية المشبوهة مجرد افتراءات وتكهنات واقوال تفتقر الى المصداقية والأدلة والقرائن والوقائع الحقيقية.‏

(facebook.com (adibmakhzoum‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية