إذ اعتبرت هذه الأخيرة وسيلة لتشجيع الكتاب والمبدعين على أن يستمروا في الكسل الفكـري والإنزواء والابتعاد عن التعمق في التفكير ونتيجة لهذا الوضع المزري الذي أصبح عليه الكاتــب والمبدع الإسباني توجه هذا المبدع إلى الدراما للهروب من واقعه اليومي والمعيشي.
وعرف هذا العصر ظهور عدد كبير من الكتاب المسرحيين ومن أبرزهم: سرفانتس، جوان رويز دي، كالدرون ولوب دي فيغا... وقد كان هذا الأخير يعتبر الكاتب المسرحي الوحيد الذي استطاع أن يخرج مسرحيات للوجود لم يكن يتصورها العقل. إذ فاق عدد مسرحياته 2000 والتي تجمع التراجيـدي والكوميدي.
ويمكن أن نستخلص من مسرح لوب دي فيغا أنه قدم في عهده عصارة ما تقدم هوليود اليوم.
أما الكاتب الثاني الذي ذاع صيته خلال هذا العصر هو: بدرودي لابركا ولا تختلف مسرحياته عن مسرحيات لوب إلا في شيء واحد هو أن مسرحيات هذا الكاتب كانت أكثر شعرية أو ربما أكثر صقلا ومن أفضل مسرحياته: «الحياة حلم» ولولا الأوضاع التي كانت عليها إسبانيا خلال هذه الفترة وقوانينها لأصبح هذا المسرحي مثل شكسبير.
ونتيجة للتفاهة التي عرفتها إسبانيا خلال العصر الذهبي على يد كل من «كالدرون ولوب دي فيغا» سيشهد القرن العشرون انتفاضة للروح الدرامية.ويعد خاسينتوبينافنتي الذي عاش في الفترة ما بين 1866 إلى 1954 وهو يشبه (لوب دي فيغا) في مواضيع مسرحياته، وقد حصل على جائزة نوبل عام 1922. ومن معاصريه نجد غريغوري سييرا الذي عاش في الفترة ما بين 1881 إلى 1947 ونجد أن رقته تقترب من رقة المرأة التي تظهر جلية في مسرحيته الدينية الخالدة: «أنشودة المهد».
ويعتبر «فيدريكوغارسيا لوركا» 1889 - 1936 أكبر مؤلفي إسبانيا الحديثة وكان مخالفاً لإنتاج المؤلفين المسرحيين في إسبانيا إذ لا يتعدى إنتاجه المسرحي أكثر من 12 مسرحية، تنوعت مسرحياته بين الشاعرية مثل مسرحية: «زوجة صانع الأحذية الهائلة» ومسرحيته: «بيت برناردا البا» التي تمتاز بالقوة والمرارة.
عالج لوركا مسرحياته بالكوميديا تارة والتراجيديا.. وبالشعر.. ما جعلت مواهبه الفريدة العبقرية يحقد عليه فرانكو ويضع حدا لحياته بعدد من الرصاصات القاتلة.