تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل أفل نجم الكاتب المسرحي ؟

مسرح
الأربعاء 4-1-2012
هل نبالغ إذا قلنا إن النص المسرحي أفل نجمه وقارب على الانقراض؟.كانت الستينيات والسبعينيات هي العصر الذهبي للكاتب المسرحي، كان للمؤلف وجوده حتى في العرض على الخشبة فكريا وبصريا، وكان دوره أقرب للمفكر منه للمسرحي الفنان.

‏‏

كثير من كتّاب المسرح أصدروا بياناتهم المسرحية في ذلك الوقت، مثل يوسف ادريس وسعد الله ونوس وعصام محفوظ.. ولم يستطع المخرج وقتها الخروج من عباءة النص، وحلوله لخلق حالة التمسرح.. منذ ذلك الوقت لم يظهر اسم مؤلف مسرحي بقامة سعدالله ونوس ومحمود دياب وتوفيق الحكيم والطيب العلج..‏‏

انحسرت الكتابة المسرحية، وبدأ الحديث عن بداية عصر المخرج والتأليف الجماعي على الخشبة، وتم اعتماد الكثير من الأساليب الاخراجية على لغة الجسد وعناصر العرض الأخرى كلغة تعبيرية.‏‏

بدأنا نرى الاعمال المسرحية في المهرجانات برؤى جديدة لنصوص عربية أو عالمية قديمة أو اعداد لقصص قصيرة أو روايات، بل إن بعض المخرجين تصدوا بأنفسهم لمهمة الكتابة المسرحية، وأصبح هناك ما يسمى بالمخرج المؤلف.‏‏

الكتابة المسرحية نوع أدبي بدأنا نفتقده، وصوت المؤلف المسرحي الأقرب لصوت رجل الفكر والسياسة بدأ يتلاشى.‏‏

فهل تجاوز المسرح العربي سحر الكلمة وعبودية النص، وذهب باتجاه مسرحة المسرح.. بهذه الأسئلة توجهت الباحثة ليلاس سويدان لعدد من المختصين لاقتفاء أثر لهذه الأجوبة:‏‏

الناقد والأكاديمي الكويتي د. خالد عبد اللطيف رمضان تساءل إن كان غياب القامات المسرحية ظاهرة خاصة بالمسرح، أم أنها ضمن أزمة تطال كل جوانب الإبداع مضيفاً كل فنون الإبداع تعاني عقماً في ميلاد مبدعين عظام، لعل الحالة التي يعيشها الوطن العربي من تخلف وفساد وغياب الحرية والعدالة هي السبب في انكسار النفس العربية، فلم يعد المناخ مشجعا لميلاد مبدعين عظام، والمسرح يتميز بخصوصية الاتصال المباشر بالجمهور، فاذا كان الجمهور ناقماً محبطاً مبتعداً عن المسرح فكيف يزدهر الفن المسرحي، وكيف يستقطب كبار الكتّاب للكتابة؟ فلا المناخ السياسي يشجع على ذلك ولا المناخ الثقافي أيضا يشجع على الابداع، وغياب الجمهور عن صالات العروض يجعل الانتاج قاصرا على عروض سطحية توجه للاطفال والشباب، ولا يغامر أي منتج في تقديم عروض كبيرة لكتاب كبار.‏‏

الناقد الأردني د. نادر القنة يجيب: إن أزمة المسرح تتمحور حول غياب الكتابة النوعية بالتحديد، التي تنتج نصا مسرحيا قادرا على قراءة الواقع وفتح المزيد من الأسئلة حوله:‏‏

اليوم نرى زخما من النصوص المسطحة التي تثرثر من دون أن تقول شيئا.‏‏

أما الحديث عن المخرج المؤلف أو السنوغرافي المؤلف حلول ترقيعية لا تغني عن وجود كاتب مسرحي محترف يزاوج بين الرؤية الابداعية والرؤية الفنية. لا يوجد لدينا نص اشكالي يدخل في اشكالية جدل مع السلطة أو المتلقي، فكل النصوص المنتجة إما تداعب المتلقي أو تقدم صحيفة براءة للسلطة.‏‏

لابد أن ننتبه إلى أن كتّاب المسرح الكبار ساعد على انتاجهم مناخ فكري وثقافي كان سائدا في القرن العشرين، وعلى وجه الخصوص الأحزاب السياسية اليسارية والليبرالية التي أنتجت كتّابا ينتمون في الأصل إلى تلك الايديولوجيات فدافعوا عنها في كتاباتهم، مثل نعمان عاشور وسعدالله ونوس، اللذين جاءا من الحاضنة الاشتراكية، وممدوح عدوان، وفرحان بلبل اللذين ظلا وفيين للعمل في المسرح العمالي في سورية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية