تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسلوب غربي على منصة صينية

عن The Herald Tribune
مسرح
الأربعاء 4-1-2012
ترجمة رنده القاسم

ضج مسرح (فضاء 8) الجديد في مدينة شينغدو الصينية بالضحك لمشاهدة الممثلات الثلاث في زي الباندا على طاولة ورق اللعب يتبادلن الأحاديث الذكية و يعبرن عن نضالهن لأجل الحب و الكرامة و ذلك في مسرحية(محاربة مالك الأرض).

‏‏

أحد المشاهدين تحدث بحماس عن المسرحية ذات الأسلوب الغربي ، و التي افتتحت مهرجان شينغدو المسرحي الدولي: “شعرت بأن الأمور التي كن يتحدثن عنها قد تمر في حياتي، و في حياتنا جميعا. لقد دخلت مباشرة إلى قلبي”. و المسرحية أبدعها قلم الكاتبة و الممثلة المسرحية الصينية (سون يو) عام 2010 و أخرجها (كافين كوين) من مسرح بان بان الايرلندي.‏‏

“المسرح الناطق” غربي الأسلوب ، كما يعرف في الصين، لا يملك جذورا هناك، حيث تسيطر الأوبرا و أشكال أخرى على المشهد المسرحي. و لكن الوضع الآن تغير، فمهرجانات ، مثل ذاك الذي في شينغدو، هي جزء من نشاط قومي لجلب نوع جديد من المسرح إلى المدن الصغيرة في الصين.‏‏

و بعد بدايات بطيئة و مؤلمة في أواخر التسعينات ، حيث كانت الفرق المسرحية تابعة للدولة و العثور على مستثمرين خاصين أمر شبه مستحيل ، دخل المسرح ذو الأسلوب الغربي في الصين مرحلة من الغنى الاستثنائي وفقا لما قاله مخرجون و منتجون و كتاب مسرحيون. و رغم بقاء الرقابة الحكومية ، غير أن العاملين في المجال المسرحي كانوا خبراء في التفاوض حول حدودها و صلاحياتها. و التوق لدعم الثقافة دفع لزيادة تمويل حتى الأعمال التي تحمل تحدياً، و تم تزويد فرقا خاصة بالنقود من أجل المشاركة في مهرجانات خارجية .‏‏

و يقول (نيك رونغجون يو)، الكاتب المسرحي و نائب المدير العام في مركز الفنون المسرحية في شنغهاي: “ لقد بدأ التطور الحقيقي في المسرح عام 2005 عندما سمحت الحكومة بإنشاء فرق قطاع خاص مسرحية.و في العامين الماضيين بدأ الناس فعلا يعيرون الأمر انتباها. انه وقت عظيم للمسرح”.‏‏

يقول (لياو ييمي) و هو مؤلف مسرحية “وحيد القرن عاشقا”، التي عرضت عام 1999 و اعتبرت نقطة البداية في ازدهار المسرح المعاصر الصيني: “الحكومة الصينية غنية و تريد حقا دعم الثقافة . و الأمور تجري بسرعة في الصين. و بعد التطور الاقتصادي ، تحتاج الأمة إلى ثقافة , و هذا أمر طبيعي ، فالقضية لا تتعلق بإمكانية إقامة مسرح او لا، و لكن بكيفية توسيعه ليشمل مدنا أصغر”‏‏

و حتى مسرح(فضاء 8) الذي كان يعرض المسرحية افتتح قبل ثلاثة أسابيع فقط من بداية المهرجان.و تقول مديرته (لي جينغ) بأنه أول مسرح تجريبي في شينغدو.و تضيف بأن مهرجان شينغدو الذي قامت هي و شريكها برعايته، قد خسر نقودا هذا العام .غير أنها تذكر بأن الكثير من المسؤولين الثقافيين قد أدلوا بتصريحات في المهرجان الإعلامي السابق للمهرجان، و بالتالي هي تأمل بأن الحكومة سوف تموله في السنة القادمة.و تعبر(لي) عن رغبتها بالتركيز على مشاكل حقيقية يعاني منها الناس في حياتهم و القضايا العملية التي يواجهونها لأن هذا ما يجذب الجمهور أكثر.‏‏

أما السيد (يو) فيقول: “ أعتقد أنه من قبل كانت تقدم المسرحيات التي تمتع المشاهدين ، مثل تلك التي تتحدث عن العمل و الحب، و هذا النوع من المسرحيات لا يزال مسيطرا على شباك التذاكر خارج أوقات المهرجانات، و لكن الآن توجد مسرحيات جدية أيضا و إحداها “محاربة مالك الأرض”و هو اسم لإحدى الألعاب الورقية.و المسرحية تدور حول ثلاثة أشخاص يمضون فترة ما بعد الظهر مع ورق اللعب و تمر علاقاتهم بتبدلات ففي لحظة هم أصدقاء و في التالية أعداء ، ثم نرى الحب يجمع بينهم ، فهم يتصادمون و يتقاربون و شيئا فشيئا يرحلون.‏‏

“محاربة مالك الأرض” عرض يشير الى دور التاريخ الحديث و الذاكرة في صين اليوم ، كما و يهدف المشروع الى العثور على صوت الضمير الشخصي في الزمن الراهن مقابل الصمت مستخدما ورق اللعب كطريقة للقفز من نقطة الى أخرى.‏‏

و مع ذلك فان الجمهور خارج المراكز الرئيسية في شنغهاي و بكين لا يزالون غير معتادين على المسرح ذي الأسلوب الغربي.و مهرجان بكين و نظيره في شنغهاي هامان لأنهما يشكلان أرضية تدريب . و تقول (غوو كي) ، المنتجة المنفذة لمهرجان بكين الاضافي و الذي بلغ عامه الرابع : “الأمر لا يتعلق بالعمل و لكن بالفن. فنحن لسنا بالمهرجان لصنع نقود فالحكومة تملك النقود و هي على استعدا لإنفاقها. نحن نريد إعداد مخرجين و كتاب مسرحيين”، مشيرة إلى أن خمسة و عشرين مسرحية من أصل ثمانية و خمسين في مهرجان أيلول كانت من نتاج كتاب محليين و عرضت لأول مرة.و قد شاركت الحكومة بنسبة سبعة و خمسين بالمائة من التمويل الذي يقدر بحوالي خمسمائة و خمسين ألف دولار.‏‏

المسرح في الصين ليس وسيلة ترفيه جماهيرية ، لذا لا يخضع لسيطرة قوية كما في حالة السينما و التلفزيون ، فالمسرح يملك فضاءا أكبر و ضغوطا سياسية أقل. غير أن صعود المسرح ذو الأسلوب الغربي في الصين يبقى محفوفا بالحذر، رغم التطور السريع ، و تقول السيدة (لي) من (فضاء 8): ( انه زمن خطير، لأنك عندما تكون أول من يفعل ذلك في المدينة ستتعرض للضغوط”‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية