تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلهم أبنائي... عندما يكون الوطن على حق..

مسرح
الأربعاء 4-1-2012
لؤي كرم

بدأ العرض المسرحي (كلهم أبنائي) على خشبة مسرح الحمراء يوم الاثنين الماضي برعاية الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة بإشراف مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي والقصة

من تأليف المسرحي الأميركي آرثر ميلر وإعداد الدكتور رياض عصمت وإخراج الأستاذ مأمون خطيب وبحضور مدير المسرح القومي الأستاذ هشام كفارنة وجمهور غفير ملأ الصالة، وانطلاقاً من أن المسرح أبو الفنون وهو الرئة التي تتنفس بها الشعوب وتحيا بها، وأن المستقبل المسرحي مرهون بإرادة الشباب كان لا بدَّ من انعاش حياتنا بسحر المسرح ولتتم عملية التلاقح الثقافي الإنساني عبر الابداع العالمي، ومن هذه المقدمة التي نقلناها بتصرف من رأي الدكتور رياض عصمت، ولأهمية المسرح وما يمثله من مكانة يشغلها في نفوس متابعيه، كانت لنا اللقاءات التالية:‏

الوطن دائماً على حق‏

- المخرج الأستاذ مأمون خطيب قال: في هذه الفترة مهما حدث ويحدث يبقى الوطن على حق ولا يجوز أن نفرط بكرامته، هذه كلمتي للجميع من كادر وجمهور فصعوبة الوضع الآن حفزني على العمل واعتمدت قصة آرثر ميلر لأنه يضع ويشرح مسؤولية الفرد أمام الوطن بنمط أخلاقي معين وتساهم ببنائه لذلك بسطنا العمل وحولنا اللغة إلى العامية ولأن تجار الحروب موجودون في كل مكان لا بد من الإشارة إليهم وهم كثر كتجار السكر والغاز والمازوت، ولعدم وجود كاتب سوري الآن يتحدث عن الأوضاع التي نمر بها اعتمدنا هذا النص الإنساني، إنها رسالة إنسانية تعنينا أخلاقياً ودلالة الأمكنة والأزمنة على أن المستعمر هو ذاته واحتفظنا بالنص لأنه مطلوب كمنهج في كلية الآداب والمعهد العالي المسرحي وهنا من حقنا كسوريين أن يكون لدينا بيرتوار موجه إلى فئة من الناس، برأيي المسرح توجه للشباب وأعمالنا تتجه لهم وأخيراً أتمنى أن يبقى بلدي بخير.‏

- الأستاذ مروان فرحات قال: شخصيتي تاجر أسلحة (جوكيلر) باع لسلاح الجو قطع طائرات غير صالحة مما نتج عنه كارثة بسقوط 21 طائرة، هذه الشخصية تقع بين خيارين إما الخسارة المادية وإما النجاح، القصة تعبر عن وحشية المجتمع الأميركي الاقتصادي الذي يطحن الجميع فلا إنسانية ولا ضمير ولا وطنية لقد اختار النجاح المادي على وطنيته لذلك يجب أن نعرف هذا المجتمع الذي يفرز مثل هذه القيادات مع وجود أفراد من هذا المجتمع يتعاطف مع قضايانا عندما يعرفها، أما الجانب الإنساني عند هذا الأب فتجلى بانتحاره لأنه لم يتحمل ما قرأه في رسالة ابنه الذي يعلم حقيقة جشع والده وانتحر.‏

إنه عملي الثاني مع المخرج مأمون بعد (تلاميذ الخوف 2008) كما عملت مع الأستاذ نجدت أنزور في أخوة التراب وما ملكت أيمانكم وذاكرة الجسد وبقايا صور وآخر الفرسان والموت القادم إلى الشرق والعوسج وفي الدوبلاج عملت شخصية (ميماتي) في وادي الذئاب وأعمال الدبلجة في قناة سبيس تون للأطفال.‏

- الأستاذ غسان الدبس قال: دوري الطبيب الطيب جيم صديق أسرة جو الذي يعلم حقيقته ويتدخل بحدود، إنه يتعامل بحميمية مع هذه الأسرة وبربرته تعني أنه يحمل أشياء لا يقدر على البوح بها حتى يفصح عن زوجته التي تنكد حياته ويعيش بعتمة الروح جراء المآسي التي يعانيها، في العمل نسلط الضوء على واقع مرير هو تجارة الأسلحة فمن يرفع سعر اسطوانة الغاز يكون أخطر من هؤلاء فالمقياس واحد.‏

- السيدة رائفة أحمد قالت: شخصيتي هي كيت زوجة جو التي تخطط لزوجها في كل مشاريعه وتضع الكل تحت سيطرتها وبرأيها عمل جو هو الأهم وعندما تشعر بخطورة الموقف تنتفض لبقاء المنزل والعائلة، كانت تعلم بموت ابنها وتستمر بالإنكار لبقاء كل شيء قائماً كما تريد.‏

ولكن الحقيقة تنكشف فينهار كل شيء، لقد شعرت بهذه النهاية عبر دلائل منها انكسار شجرة لاري ومجيء آن ومعها رسالة لاري الأخيرة والنتيجة الحتمية النهاية المأساوية بموت الأب انتحاراً. العمل يبحث عن الإنسانية ولكن الحقيقة أن المجتمع الأميركي المادي الجشع يكشر عن أنيابه ليلتهم الجميع.‏

- الفنان مؤيد خراط قال: شخصية كريس أضافت شيئاً إلي فهناك تقاطعات بيني وبين هذه الشخصية بصدقها وعفويتها وكنت على تحدٍ بيني وبين نفسي أن أؤديها بشكل جيد ومقنع للجمهور فهو الحكم ويعطيني الطاقة الإيجابية لعملي بصدق وطاقم العمل ساعدني في بلورة هذه الشخصية بكل أبعادها. المسرح أبو الفنون ونتيجة عملك تأخذه من الجمهور بعد العرض مباشرة وأتمنى أن أعمل دائماً بالمسرح كي أستخدم أدواتي بشكل أفضل ما يساعدني على أداء أدواري بحرفية والعروض العالمية كفاوست وبيت الدمية وكلهم أبنائي يجب أن تعاد برؤى درامية والتوجه أكاديمياً لمثل هذه الأعمال.‏

- الفنانة رنا كرم قالت: المسرحية فيها معانٍ خفية وكل شخصية لها همومها وعذاباتها وأحلامها وبعدها الإنساني الذي ينطبق على مجمل حياتنا فمأساة آن أنها تعرضت لخسارات كبيرة فالأب في السجن والأم تطلب الطلاق والخطيب انتحر لذلك عندما دخل كريس لحياتها أعاد لها الأمل بأحلامها وعندما تناولت منه زجاجة الشراب كنت أحذره ألا يفعل ما فعلته خلال سنة ونصف من العذاب والضياع وإدمان الكحول فحياتنا يجب أن نحافظ عليها وعلى إيماننا وروحنا لأن الجيد والإيجابي موجود في حياتنا ويجب أن يبقى.‏

- الفنان أسامة التيناوي قال: أديت دور جورج المحامي أخا آن الذي كان يحلم أن تكون عائلة كيلر هي عائلته لقوتها ونفوذها والصراع يتفجر عندما تقرر آن الارتباط بكريس حيث يقرر المواجهة وكشف الحقيقة كي يبقي على عائلته وبذلك إشارة بأن لا نقبل الخطأ ونسكت عنه مهما كان.‏

- السيدة هدى الخطيب قالت: شخصية سوزي زوجة الطبيب جيم كانت تعلم بحقيقة عائلة جو إنها تهتم بما يدور حولها وبالمستوى الاجتماعي المحيط بها، تصارح آن بمشاعرها الحقيقية ورغبتها إن ارتبطت بكريس أن ترحل عن المنزل وعلاقتها بمن حولها فرضها النص.‏

عملت في مسرح الطفل ودرست في فرنسا وعملت مع المخرج العراقي عوني كرومي بمسرحية العرس كما أعددت وأخرجت مسرحية (بلاجناحات) وعملت في التلفزيون في عيلة سبع نجوم وسفر وبيت جدي مع هشام شربتجي وحاتم علي ورشاد كوكش على التوالي.‏

- الفنانة ندى العبد الله قالت: شخصيتي في العمل صغيرة «ليديا» لم تكن واضحة ولا تتدخل بالأحداث ولا تهتم لما يحيط بها تحاول أن تظهر نفسها من خلال صناعتها للألبسة والقبعات والأمر الاعتيادي لديها هو إنجاب الأطفال.‏

- وأخيراً الفنان أيهم الآغا حيث قال: أقدم شخصية ثانوية «فرانك» الذي يقدم الخدمات لجيرانه إنه كالأرنب لطيف ولكنه يأكل أشياءك دون قصد وتعامله مع الفلك غير حقيقي فهو لا يفهمه وإنما يعمل بخرائط وهمية يدخل في زمان ومكان خاطئين أثناء دوران القصة ويشكل مع ليديا حركة كوميدية لها تأثيرها على الجمهور كما أنهما ارتجلا مشهدين أثناء تقديم الهدية «المنظار» والنزاع مع جورج وهو أستاذ مساعد في المعهد العالي للفنون المسرحية حالياً.‏

وعي مسرحي وإقبال لجمهور كبير‏

- الآنسة ميس قالت: حضرت مسرحيات عديدة ولكن العرض لم يقنعني شعرت أنهم يؤدون أدوارهم دون اندماج بحالات نفسية لشخصيات القصة فالأم المفجوعة عادة لا يكون رد فعلها بهذا الشكل.‏

وهنا نذكر بما قاله الأستاذ مأمون: إن شخصية الأم القوية جعلت من رد فعلها ينحو هذا المنحى ولا داعي لأن تذرف الدموع أو تنتحب فوسائل التعبير كثيرة وليست مقيدة بحركات مكررة ومعادة.‏

- الأستاذ عثمان أبو العمرين من أعضاء المسرح الشبيبي قال: حقيقة لم أقرأ الرواية ولكني استمتعت بها مع أنني لا أفضل الواقع الأميركي ربما لحساسيتي من أميركا وكنت أفضل أن يتم مناقشة الوضع العربي والسوري خاصة أما من الناحية الفنية فهي جيدة وتظهر مقدار التعب والجهد الكبيرين لأعضاء العمل وأعجبني الديكور وتقنية الإضاءة والموسيقا المرافقة للعرض.‏

- الآنسة ميرا: هناك إعداد موفق للنص بين المؤلف أو المعد والمخرج فالفكرة تبدأ مبهمة ثم تسير في نسق متصاعد لتتبلور الأحداث بعنصر التشويق إلى ذروتها «الله يعطيهم العافية».‏

- السيد علام حرفوش قال: العمل ساحر بطاقمه ولأن مسرح الحمراء له طابع خاص والديكور والموسيقا والمؤثرات كلها لعبت دوراً مكملاً لعمل طاقم المسرحية وتبدت لمسات المخرج على الشخصيات جميعها, وحقيقة الأعمال العالمية فيها من السحر الكثير وربما لو أسقطناها على واقعنا لتشابهت كثيراً بما يجري الآن وأتمنى لهم التقدم والنجاح دائماً.‏

كواليس:‏

طاقم العمل جميعهم يتمنون في العام الجديد عودة الروح إلى الوطن بما فيه خيره وتقدمه وازدهاره.‏

- للمخرج عدة أعمال منها: الحب الكبير، بئر القديسين، العنزة العنوزية، خواطر، الأقوى، زنوبيا، تلاميذ الخوف، ليلة القتلة، وهو حائز على اختصاص دبلوم في الإخراج المسرحي عام 1994 من جامعة الثقافة البيلاروسية قسم المسرح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية