تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نريـــــد.. لكـــــن ..جمـــــالية الحيــــــاة أم النجـــــــاح فيهـــــا

مجتــمـــــع
الأربعاء 4-1-2012
نجوى عيدة

منذ ولادة الإنسان تبدأ حياته بالمحاولات بمحاولة المشي ثم الكلام ثم محاولة تفسير الأشياء من حوله، وكثير من الأطفال يسبقون غيرهم بمحاولاتهم، يكبر الطفل وتكبر معه محاولاته ونجاحاته ولكن مع شيء جديد يتعرف عليه عند أول محاولة من أمه لفطامه ومحاولته استرضاءها فيتعلم الحرمان الذي يرافقه فشله وهنا يصطدم الإنسان بأول حائط في حياته وهو الفشل.

هناك من يقول إن البشر متساوون بكل شيء لكن الاجتهاد يساوي الذكاء ويسبقه أحياناً بالانجازات ويبدؤون بسيل من الكلام ولا أسهل من ذلك ناسين أو متناسين أن الحياة العملية تختلف عن حياة الحلم والخيال حتى بأصغر تفاصيلها فالشباب دائماً يحلم ويطمح ويبني ويهدم بناية واحدة حين يخلو بنفسه ويسترجع مواقفه وأحلامه لكن عندما يصحو ويجد نفسه في معترك الحياة تختلف المسألة حيث تبدأ السدود العالية التي تفصله عن تحقيق أحلامه ومن هذه السدود التي تقف كأسباب تحول دون تحقيق ما يطمح إليه قد تكون مادية.‏

فالكثير من الشباب يحاول إثبات نفسه وبناء ذاته لكن في محيط مادي سيئ لا يساعده على ذلك مايدفعه للعمل أثناء دراسته وهنا يبدأ التأخير بكل شيء في الدراسة والتخرج وفي بناء نفسه ومنهم من يصل لكن متأخراً.‏

الوجه الآخر أو الشريحة الأخرى أنه أثناء عمله تتطاير الفرص أمامه ويلتقطها من هو أقل منه بكل شيء فيشعر أنه على الهامش في هذه الحياة وهناك أيضاً أسباب ترتبط بالشخص نفسه عندما تموت طموحاته بداخله بسبب مشاهدته لغيره ممن تخرجوا وجلسوا في بيوتهم ينتظرون القدر وهدية الحظ يطغى الانتظار عليه وتموت طموحاته مع كل غروب للشمس ليدفن أحلامه في مقبرة اليأس.‏

أما الوجع الأكبر الذي مازال مجتمعنا للأسف يعاني منه على الرغم من الظهور الهائل الذي أغرق البشرية وهو نظرة المجتمع للمرأة ولعلمها وتفضيله الزواج على العلم هنا يتحمل الأهل وزر فشل الفتاة وهناك قلة من الشباب الذين يصعدون سلم النجاح ويسألون أنفسهم ماذا أهملنا في صعودنا؟ قد يكونون أهملوا قلبهم أو روحهم أو عطلوا بوصلة التواصل مع الآخرين لصالح التواصل مع من ترتبط مصالحهم بهم فهل يا ترى لو كان مجتمعنا قادراً علىتحقيق جزء من أحلام الشباب من خلال خلق بيئة متوازنة تتساوى فيها الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتقديم بعض التسهيلات لهذا الشباب المبدع هل كان سيفقد جماليته على حساب نجاحه؟ لو أن مجتمعنا يقوم برقابة أو بتوجيه الأسر والوصول إلى صيغ تعيد النظر ببعض التقاليد التي تبدو أحياناً عائقاً اجتماعياً لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه ذلك من خلال البرامج التوجيهية أما كنا أنتجنا أماً ناجحة وامرأة مثالية؟ أعتقد أن هناك الكثير من الحلول التي نستطيع تقديمها لهذا الشباب حتى لا يفقد ثقته بنفسه ولا بمن حوله ولا بمجتمعه حتى... بل لكي يبقى يردد كلمات محمود درويش التي رافقت الكثير منا وأعطتنا دفعة من الأمل.‏

سأصير يوماً ما أريد.. سأصير يوماً شاعراً.. سأصير يوماً كرمة.. سأصير يوماً طائراً.. ليصير شبابنا ما يريد ويصير مجتمعنا ما نريد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية