نجد أنفسنا كأننا شخصان، الأول أنت، والثاني شخص آخر.. صريح معاتب صادق يعرفك تمام المعرفة المجردة.. يدركك بكل قوة.. لا يمكن أن تكذب عليه!!
والتحدث مع الذات له أهمية كبيرة، وذو تأثير قوي وشديد وحساس ومتجرد من العاطفة لأننا نتحدث مع ذاتنا وأفكارنا وشعورنا وأحاسيسنا وتعاملنا مع الآخرين وسبب مشاكلنا مع من..!
لذلك فإن الذي يتحدث مع الذات لا يمكن أن يكون خالياًمن الحيرة.. فمثلاً وأنت مع نفسك فكرت في شخص لا تحبه، أو تذكرت أشياء جميلة في الماضي، ولكن لظروف ما حالت دون تحقيق الأحلام الجميلة... وبالتالي تصبح ماضياً دفيناً، ولكن حاضراً مع الذات.
مراجعة الأفكار بشكل مستمر
إن التحدث مع الذات يولد الكثير من مراجعة لأفكار.. وكثيراً من الأحاديث مع النفس يولد أحاسيس قوية، سلبية حينما نفتقد الصواب ونصاب بالحيرة، ومن الممكن أن يصاب الإنسان بحديثه مع الذات بالاكتئاب حينما يفقد معايير الحديث مع الذات وأهميته في التعامل الإنساني، قد يكون تحت ضغط نفسي غير عادي، فيبدأ الشخص لا شعورياً بالتنفيس بالحديث مع الذات، ربما بدمعة حزن أو ضيقة نفس وحيرة..
وفي حالات أخرى يجد أن لكل تلقائية إنسانية لديه أحاسيس عاطفية لا يبوح بالخطأ أمام الآخرين وبالتالي يكبت بحديثه الذاتي ويفارقهم بابتسامة صفراء، ويكبت في نفسه إلى أن يجد خلوة مع الذات فيبدأ بالحديث وتغرقه نفسية بين الصح والخطأ ويبرر ويسقط بكل انعزالية.. فالحديث مع الذات فكر.. وبالتالي يصبح هذا الفكر فعال وأفعال.. مع الأيام ومن ثم ينتقل إلى أن يصبح عادة فيمارس عادته إلى أن تصبح طبعاً فيه ويحدد هنا الطبع مصيره.. بكل عفوية.. وانقياد.
لابد منه...
لابد أن نغير حديثنا الذاتي مع النفس إلى الإيجابية.. والفضفضة بتلقائية أمام الكبت الدفين ودائماً العقل الباطن هو المسيطر على الفكر على التصرفات والسلوك على أحاسيسنا وشعورنا النفسي.
إذاً لابد قبل النظر للإيجابية تكوين أهمية التغيير إلى الأفضل للحديث مع الذات.. لأنه هو المبرمج للعقل الباطن، وبالتالي يبرمج نفسياتنا، تصرفاتنا في وقتنا الحاضر.. ويمتد إلى المستقبل.. وبغفلة تامة.. والعقل الباطن يحتاج إلى رسائل إيجابية، وقواعد لها مضمون، حتى يتقبلها، وبالتالي يتغير الحديث مع الذات ولتصورنا للواقع بكل تكيف ومرونة.. والعقل الباطن وبكل علمية وموضوعية وحقيقة نفسية ناتجة من أبحاث ودراسات نفسية واجتماعية أنه يحتفظ بالرسائل الإيجابية في الوقت الحاضر وليس في المستقبل.. لذلك فإن التحدث مع الذات يعتبر من الأسرار العميقة التي نختزنها ونصدقها بكل تلقائية.. ونستعيدها في أوقات العزلة والوحدة وفي أوقات الضعف النفسي... فماذا يكون القالب الذي يحتويه الذات.. نجد المكتئبين .. والمنصدمين نفسياً أو الذين مروا بأزمات نفسية. قالبهم الذاتي مليء بالمحاولات الفاشلة والذكريات المريرة.. والأمثال والحكم غير الواقعية.. صورة أشخاص ..حسرات... تفكير.. سطحي ... جميعها مثبتة بأحكام وذلك بتكرار الحديث مع الذات.
مقومات الحديث مع الذات
أن أملك قيماً ثابتة ايجابية أثبتها بإحكام في حديثي الذاتي تجاه المشكلة.. وأسبابها وما هي قناعاتي وعن طريقة الحديث الذاتي، وبتكرار يومي أو اسبوعي سوف يثبت الايجابي إذا كان الحديث إيجابياً.
وبالتالي تنتهي الأفكار المتشائمة والسوداوية.. والحيرة.
لا تكبت الذكريات الماضية أو المشكلات التي قد كنت سببها والقواعد السلبية التي نابت] في حديثك الذاتي والعالم يتغير من حولك وبقيم جديدة ومتكيفة مع الواقع.. واحذر ما تقوله مع الذات عندما تتحدث معها، وإذا كان هناك شيء سلبي أو أساء إليك شخص مثلاً.. فلا بد من مسحه من ذاكرتك وعقلك الباطن.. ولا تحاول استرجاعه.
ولابد من الإدراك والوعي للقيم أثناء الحديث مع الذات، ولابد أيضاً أن يكون الحديث مع الذات في وقت تكون فيه مسترخياً وغير مشدود الأعصاب.
والحديث مع الذات هو أهم شيء في الوجود.. ولا تخلط معه الأحلام.. وهو المحرك النشط.. وهو التأمين النفسي كمصطلح جديد في علم النفس لأنه هو الذي يحمينا في الوقاية من المخاطر ويجعلنا ندرك العالم الخارجي .. وكيف نحل مشاكلنا بأنفسنا.