تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بورك الحامل والمحمول

عين المجتمع
الأربعاء 4-1-2012
ملك خدام

من نزيف الجراح تناهض الشعب السوري عفوياً في العديد من المبادرات الوطنية اللافتة إلى قوة هذا الشعب في مواجهة الخطوب والملمات ففي الوقت الذي يسعى فيه أعداؤنا لإرهابنا وهدر وسفك دمائنا ننهض -شعبياً- كما قاسيون شامخاً،

راسخاً وياجبل ماتهزك ريح، بل ويصنع أبناؤك المعجزات، فمن تلك المشاركة الشعبية الحاشدة في ساحة الشهيد يوسف الأزروني بصحنايا نهضت وأضيئت شجرة الوطن المزينة في عيد رأس السنة بصور نحو 80 شهيداً من أفراد الجيش وأربعين شهيداً من الشرطة وقوات حفظ النظام التي بدت وتجلت في هيبتها كما (الكلمة الطيبة) أصلها في الأرض وفرعها في السماء.‏

ما يجعلنا نركع بخشوع أمام تلك الشجرة المباركة نرسل أمامها صلواتنا بكل الأديان السماوية ونبتهل إلى الله تعالى أن بورك من في الشجرة ومن حولها بل بورك الحامل والمحمول والرافع والمرفوع على أكف الزنود السمر يحتضنه علم البلاد في وطن الرقم الصعب الذي لايركع في أي معادلة أو يهان..‏

إن هذه المبادرة الوطنية اللافتة بحيويتها على أكثر من صعيد أتت من مجموعة (شباب سورية عصية عن الدمع) وتتويجاً لمبادرة أخرى، سبق أن نفذها فريق (شباب دمشق التطوعي) في دار الأمان، ومبنى فرع المؤسسة العامة الاستهلاكية في دمشق لإعادة تأهيل وتنظيف المكانين من آثار اليد الهمجية التي عاثت فيهما خراباً ودماراً وفساداً من مجموعات مأجورة للخارج استهدفت أمن الدولة والمجتمع إذ تداعى أكثر من 250 متطوعاً ومتطوعة على الأثر في دمشق واللاذقية وحلب وطرطوس والسويداء والعمل لايزال جارياً -حسب تأكيدات رئيسة فريق الحملة- لتوسيع أنشطة الفريق في كافة أنحاء المحافظات التي سيكون لكل منها فريقها لبناء وإعمار ماهدمته يد الإرهاب في تبشير بالغد الأحلى...‏

ويوم الجمعة الماضي الذي كان حافلاً بالمبادرات الوطنية العفوية والمسيرات الشعبية -التلقائية- إلى ساحات الوطن ووضع أكاليل الزهر على بوابات إدارة المخابرات العامة وفرع أمن الدولة حيث قدمت الحشود الشعبية مع فريق شباب دمشق التطوعي باقات الورود للعناصر الموجودة فيه ووقفوا دقيقة صمت وقرؤوا الفاتحة حداداً على أرواح الشهداء الطاهرة وأنشدوا النشيد العربي السوري كما شاركوا عناصر فرع أمن المنطقة باشعال شموع تحية لأرواح زملائهم الشهداء حيث تحامل أحد جرحى هذين العملين الإرهابيين على جراحه، وقدم من المشفى رغم آلامه، للمشاركة في هذه المبادرة الشعبية العفوية التي اختارت نفس اليوم والتوقيت اللذين وقع فيهما هذان العملان الإرهابيان اللذان لم يرهبا الشعب السوري على فظاعتهما، وإنما قدما له -مجاناً- لقاحاً ضد الإرهاب وحصانة داخلية ضد مشاريع أرباب الشر في التفرقة والتقسيم فكانت المبادرات الشعبية الوطنية التي ذكرنا منها غيضاً من فيض، تؤكد للعالم أننا شعب نرفض الموت ولكننا نطلبه -حثيثاً- كي توهب لنا الحياة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية