فالجميع يترقب ظهورهم ،ويصمت في حضرتهم وربما يدَون ما تجود به قريحتهم لتكون النتيجة... انفراج أسارير البعض ،وتشاؤم الآخر والحذر ممزوجاً بالترقَب لدى الثالث وهكذا تبعاً لقراءة هذا الضليع في علم الفلك، أو ذاك الملهم بصورٍ ترده عبر أقمارٍ دون سواه وتلك الملهمة صاحبة الحدس الذي لايخطئ.
والخلاصة استسلام الناس واستلاب إرادتهم بوضعهم تحت سيطرة تنبؤات أشخاصٍ أقسى ما يملكونه الجرأة على تحمَل وزر توقعاتهم التي لم تعد تقتصر على الطالع الشخصي للأفراد بل جعلوا من أنفسهم وكلاء الله على الأرض عندما أسهبوا في تبشيرنا بالكوارث الطبيعية والصراعات الدولية والانهيارات الاقتصادية ومآل الحكَام والشعوب ،وهنا مكمن الخطر وضرورة الحذر مما يروجه هؤلاء من مخططات تحت ستار التوقعات خاصةً وأنَ هناك من يسلَم فيها وآخرون يبنون عليها لتكون النتيجة مزاجٌ عام محبط أو مترقَب أو ساعٍ لتحقيق بعض ما رمى إليه هؤلاء من إشارات ،وبكل الأحوال نحن جميعاً خاسرون لأنَ المجتمعات لا تبنى بالتكهنات.
ولأنَ عصر الأنبياء والمعصومين قد ولَى ومعركة الحق والباطل مستمرة علينا أن نُعمل العقل والعقل وحده فقط في قراءة غدنا ،وأن نعي بأنَ استمرارنا مرهون بنا وبإرادتنا على صنع مستقبلنا ،أمَا وطننا.. فالأقدارعلى يقيننا وإيماننا فيها لاتحفظه إن تواطأنا على حماية أرضه .لذلك لا بأس أن نستمع لهؤلاء النجوم من باب الفضول على ألَا يتجاوز مايقولونه حدود آذاننا وساعات المشاهدة ،وحذار ..حذار أن نمكَنهم من السيطرة علينا وإدارة بوصلتنا .