هانحن على بعد عشرة أيام من موعد انتخابات اتحاد الكرة الجديد ، الذي سيأتي على أنقاض اتحاد هوى بإرادة رئيسه و أعضائه ، و أخطأ كثيراً بحق كرتنا ، ثم طويت صفحته وكأنه اتحاد ناجح ، فلا حساب ولا عقاب ، وربما هذا ما شجع كثيرين على دخول الانتخابات القادمة طالما أنه ما في حدا لحدا ؟!.
ولاشك في أن معظم المتابعين يتفهمون كثرة الحديث عن الانتخابات هذه الأيام ، رغم أن رياضتنا ملأى بما يمكن الحديث عنه ، ومؤتمرات الألعاب التي انتهت مؤخراً أمامنا ..ولكن اتحاد كرة القدم شيء آخر ، وانتخاباته لها ما يميزها طبعاً وخاصة في السنوات الأخيرة التي يكون للعبة الانتخابية وكواليسها الدور الأساس في شكل الاتحاد ، وذلك على حساب الكفاءة والخبرة وشخصيات أكثر قدرة على العطاء بإخلاص .
وبالطبع فإن من المهم الحديث بتوسع عن مؤتمرات الألعاب، وهي التي تشكل جرد حساب بعد عام من العمل و النشاطات الداخلية والخارجية ، ولكن لا نرى جديداً يستحق الذكر إلا أنه لا جديد ، و غالباً ما يكون المؤتمر استعراضاً للعضلات و كأن كل شيء على ما يرام والألعاب تسطّر الانتصارات شرقاً وغرباً . ويزيد الطين بلّة عدم اتخاذ أي إجراء بحق الاتحادات المقصّرة وما أكثرها ، وكأن قادة الرياضة راضون على ما تعرضه اتحادات الألعاب في تقاريرها السنوية .
إذاً لا أهم من انتخابات اتحاد كرة القدم الآن ، وما نريد الحديث عنه اليوم هو أن نسبة النجاح بين المرشحين تكاد تكون متساوية ، و إذا ما رأى البعض أن مرشحاً يتفوق على منافسيه لوجود فريق مساعد من جميع الاختصاصات والمواهب(؟!) ، فإن هذا الكلام يبدو نظرياً حتى الآن ، فهناك من يرى بالمقابل أن تجربة الاتحاد السابق لن تتكرر لأن الظروف تغيرت ، والظروف التي نتحدث عنها هي الإصلاح المنشود والذي يهدف إلى وضع حدً للفساد الذي خرّب رياضتنا عموماً وكرة القدم بشكل خاص. وكرة القدم ليست لعبة بيد المدللين ، بل هي همّ كبير تتطلب أن تكون بيد من يقدر على حملها بحبّ و أمانة ، وهذا ما نأمل أن يفكّر فيه الناخبون يوم الرابع عشر من الشهر الجاري .
mhishamlaham@yahoo.com