ثمة اتجاهان في الترويج لفيلم ( ليلة البيبي دول) يتمثل الأول في حشد جمع من مشاهير الممثلين بلغ خمسة عشر ممثلا وممثلة من نجوم الصف الأول , فكان في الفيلم ممثلون من مصر وسورية ولبنان وتونس منهم: جمال سليمان سلاف فواخرجي, محمود عبد العزيز, محمود حميدة ,نور الشريف ,ليلى علوي, علا غانم محمود الجندي ,ودرة التونسية , وللترويج العالمي أسندوا الأعمال الفنية إلى مجموعة أجنبية . وإضافة على اتساع جغرافية انتماء نجوم الفيلم امتدت رقعة الأحداث من مصر إلى أميركا وفلسطين والعراق و أوروبا , وتناثرت الوقائع على مدى قرن ونيف من الزمن فروى ما حدث ويحدث في العراق وفلسطين ونيويورك , كما استعاد الهولوكست النازي ضد اليهود , وجعل من الإرهاب محورا أساسيا في الفيلم . لكن لصنع توليفة درامية مقبولة تكون وعاء توضع فيه كل هذه الأحداث كان لا بد من جراب الحاوي , والحاوي هو كاتب السيناريو الراحل عبد الحي أديب , ثم جاء ابنه عادل أديب ليحيل السطور وما تضمنته من أفكار إلى صور نابضة بالحياة والحركة .
عشرات الشخصيات والقصص تناغمت في الفيلم وتجادلت فكان الصراع الحواري متزامنا مع الصراع الحضاري , وهنا كادت الأمور ان تنفلت لتتحول الحوارات إلى ما يشبه المحاضرات العقيمة ومن مختلف الأفكار والانتماءات الجغرافية فالكل يتشبث برأيه , وعقم نتائج الحوار يساويها رمزيا عقم الشخصية المحورية في الفيلم الذي حرك الكاتب الأحداث من خلال عودته إلى بلاده من رحلة علاج بصحبة وفد سياحي أجنبي , يتعرض فيما بعد لعملية إرهابية .
إن بداية الفيلم بهذه الشخصية نطلق عليها عادة حسن الاستهلال , ولكن النهاية لم تكن بمستوى البداية , فهذا الرجل الذي يعاني من ضعف الإنجاب يلجأ الى الوسائل العلاجية المتوفرة في كل العالم بما فيها العالم الثالث وهي التخصيب بالأنابيب , ألا يعلم أن هذه التقنية موجودة مسبقا في بلاده ? !!