تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عبد اللطيف عبد الحميد .. عندما يُبكينا .. (أيام الضجر) أوجعني كثيراً

سينما
الأثنين 1/12/ 2008 م
فؤاد مسعد

هذا هو عبد اللطيف عبد الحميد الذي يصر في نهاية فيلمه على صفع المشاهد بشكل مُفاجئ الذي يكتشف مع عودة الإنارة إلى صالة العرض أن من حوله أيضاً أعينهم مغرورقة بالدموع , إنه يصر دائماً أن يبكينا بلحظة مُفاجئة تحمل جرعة إنسانية كبيرة بقدر شفافيتها بقدر ألمها ..

ربما عبر هو ذاته عن هذه الحالة لدى حديثه عن فيلمه الأخير (أيام الضجر) حين قال : (هناك الكثير من اللحظات الموجعة والإنسانية في الفيلم وهناك أيضاً لحظات مُضحكة مُضجرة ولحظات تعذّب .. بالنسبة إلي فإن هذا الفيلم يوجعني كثيراً) هذا الفيلم الذي نال عليه مؤخراً جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي الأخير , وكان قد سبقه بفيلم (خارج التغطية) الذي حاز في مهرجان دمشق السينمائي قبل الأخير الجائزة البرونزية كما حصد العديد من الجوائز الأخرى منها جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان سنغافورا الدولي , وجائزة أفضل ممثل في مهرجان الرباط الدولي , وتوّج بالجائزة الكبرى في مهرجان وهران . وحظي الفيلم بفرص عرض هامة فعلى سبيل المثال هو الفيلم السوري الوحيد الذي عُرض في متحف السينما الإيطالية وعُرض في مدن الشمال الإيطالي وفي أكاديمية الفنون البريطانية .‏

بداية تحدث المخرج عبد اللطيف عن فيلم (أيام الضجر) وعن سبب اختياره فترة عام 1958 حيث الوحدة بين سورية ومصر من جهة وحضور الأسطول السادس الأمريكي إلى لبنان بطلب من رئيسه آنذاك من جهة أخرى .. فقال : ما حدث في تلك الأيام نراه الآن عام 2008 مع تغيير بعض الوجوه فمنذ ذلك الوقت والأمور تتكرر وبالنتيجة نحن من يتأثر ويدفع الثمن لا بل حتى (مانشيت) الأخبار هو نفسه , وبالتالي يحكي الفيلم عن ضجرنا لمدة خمسين سنة فمنذ أن وعيت على الدنيا أرى أموراً تتكرر هي ذاتها .‏

وحول كيفية إدارته للأطفال الأربعة في الفيلم , قال : لم يكن انتقاء الأطفال سهلاً والتعامل معهم كان فيه صعوبة ولكنه ممتع بسبب التلقائية التي يتعاملون فيها وتدرجهم في فهم الأمور أثناء التصوير فقد أصبحوا يعرفون نوع العدسة وبالتالي متى يُتاح لهم التحرك براحة ومتى لا يُتاح لهم ذلك وفقاً لنوع العدسة التي تصورهم .‏

من يشاهد (خارج التغطية) يتبادر إلى ذهنه سؤال حول الخط الفاصل بين الاعتياد والحب !?‏

اللحظة التي يغيب فيها الشخص عن ناظريك تكتشف فيها إن كان اعتياداً أم حباً ..‏

بعد عشر سنوات من النبالة تأتي لحظة تفجّر من صياغة الشيطان .. هذه اللحظة أهي ترجمة لحب أم لاعتياد في (خارج التغطية) ?‏

البعيد عن العين بعيد عن القلب , فعندما تكتشف معاني الأشياء قد تتحول إلى وحش أو تُهزم لأن الناس أنواع , ويمكنك ألا تستسلم فتقول أن لي الحق بهذه اللحظة .. فالصراع الداخلي في روح الإنسان هو الهام وقد وصل الأمر بصديق الزوج لدرجة أنه لم يكن يريد لزوجها أن يخرج من السجن لكنه في لحظة يكتشف أنه لن يستطع إيذاءه عندما جرّب التحول إلى مخبر ففضل العودة إلى منزله لينزوي ويُسجَن في سجنه .‏

إلى أي مدى نحن خارج التغطية ?‏

للأسف هناك الكثير من الأماكن التي نكون فيها خارج التغطية , وأرى أن جهاز الخليوي بقدر ما هو مفيد وضروري بقدر ما يقتحمك بشكل فيه الكثير من (قلة الأدب) , وسيكون لدي الكثير لأقوله عنه حتى أنني عبر الفيلم الذي سأنجزه مع المخرج هيثم حقي سأقدم الجهاز الخليوي (الموبايل) بطريقة أخرى غير التي قُدم بها في (خارج التغطية) .‏

كيف ترى أفق تجربتك التي ستقدم عليها مع القطاع الخاص ?‏

لقد طرح المخرج هيثم حقي الأمر بمنتهى الاحترام الأمر الذي سيدفعني لأتعامل معه بالشرط نفسه أي بمنتهى الاحترام . والفيلم هو همنا المشترك أما ما تبقى فهو عبارة عن تفاصيل . علماً أن لدي تجربة هامة جداً مع القطاع الخاص هي فيلم (قمران وزيتونة) والغريب أن الكثيرين يعتقدونه من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بينما هو من إنتاج شركة الفرسان .‏

أود العودة في الختام إلى فيلم (ليالي ابن آوى) فقد بلغ عمره اليوم عشرين عاماً تقريباً ولكنه لم ينل حظه الكافي من العرض !?..‏

ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة كانت هناك عروض استعادة لبعض الأفلام السورية وحققت أفلامي حضوراً جيداً في الصالات , وقد أحببت معرفة آراء من حضروها لأنني أترقب معرفة هذه الآراء كما أترقب معرفة ردود فعل الجمهور حول فيلمي الجديد تماماً , ولكن هناك أفلام عُرضت في التلفزيون حيث اشترتها العديد من القنوات ومنها (ليالي ابن آوى) كما أن الصالات تستعيد بعض هذه الأفلام فترة المهرجانات .‏

تعليقات الزوار

محمد بال  |  mhmdbal@yahoo.com | 01/12/2008 11:32

بداية تحياتي وحبي الكبير للمخرج العظيم عبد اللطيف أود أن أبدي اعجابي الشديد بهذا الرجل المبدع من خلال ما شاهدته بفلمي ابن آوى ورسائل شفهية اللذين حضرتهما عشرات المرات ولا زلت ففي كل مرة أشاهد فيها هذين الابداعين أحس وكأني أحضرها لأول مرة فأنا مواطن سوري من أصل تركي ونشأت في بيئة مشابهة في قرى جبال اللاذقية الحبيبة ولاعجابي وحبي الكبير بهذا الرجل أحببت أن أشكره على ما يقدمه لنا من ابداعات وتحف فنية وأتمنى أن توصلو رسالتي هذه وحبي الخالص للأستاذ عبد وهذه أمانة ولكم خالص الحب وفائق الاحترام

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية