وذكرت محطة تلفزيون هندية أن وزير الداخلية الهندي شفراج باتيل قدم استقالته من منصبه في أعقاب الهجمات التي أسفرت عن مقتل نحو 172 شخص وإصابة قرابة 300. بينما عين وزير المالية بالانيا بان تشيد امبارام وزيرا للداخلية في حين سيتولى رئيس الوزراء مهام وزير المالية.
وكان حزب المؤتمر الحاكم في الهند دعا بعد اجتماع عقده السبت باكستان لاحترام التزامها ومنع استخدام أراضيها لارتكاب أعمال إرهابية ضد الهند , مما يعكس توترا في العلاقات بسبب الهجمات بينما قررت نيودلهي تعزيز قواتها في الداخل وعلى الحدود وزيادة عدد القوات الامنية حتى تصل الى مستوى الحرب.
كذلك قدم مستشار الامن القومي الهندي م0ك نارايانان استقالته بسبب هجمات مومباي.
ويواجه الحزب الحاكم انتقادات حادة داخل الهند بسبب ماسمي عجزا عن منع الهجمات وطريقة ادارة الازمة , واعرب مواطنون عن عدم شعورهم بالامان بعد اعلان انتهاء المواجهات و القضاء على المسلحين.
من جهة أخرى قالت الهند إن الأدلة تتزايد على أن المهاجمين جاؤوا إلى مومباي بطريق البحر من كراتشي أكبر موانئ باكستان. وقال مسؤولون هنود إن المسلح الوحيد المقبوض عليه هو من باكستان.
وقالت الصحافة الهندية إن المسلح مصاب وإنه اعترف بهوية جميع المسلحين الذين قتلوا في المواجهات مع الجيش الهندي. وأوضحت الصحافة أن المسلح عرّف زملاءه القتلى بأنهم مواطنون باكستانيون وأنهم تدربوا لدى منظمة عسكر طيبة.
وقال آر آر باتيل نائب رئيس ولاية ماهاراشترا إن التحقيقات كشفت أن المسلحين خططوا لارتكاب مجزرة لقتل خمسة آلاف شخص.
وقال ضابط أميركي عضو في فريق تحقيق مكافحة الإرهاب إن طبيعة الهجمات تحمل بصمة عسكر طيبة وجيش محمد ومجموعة ثالثة تنشط في كشمير, مضيفا أن هذه المجموعات ترتبط بتنظيم القاعدة.
وبينما تواصل السلطات الهندية التحقيق في الهجمات, نفت باكستان ضلوع أجهزتها فيها وتوعدت بملاحقة كل من يثبت تورطه.
وفي إسلام آباد, قال الرئيس الباكستاني آصف رضا زرداري إن السلطات في بلاده سوف تلاحق أي مجموعة أو أفراد يثبت ضلوعهم في هجمات مومباي.
وقد أعادت باكستان النظر في قرارها إيفاد رئيس مخابراتها للمشاركة في التحقيقات الجارية بشأن الحادث, في إشارة إلى تأزم العلاقة بين دلهي وإسلام آباد.
الى ذلك وضعت باكستان جيشها وقواتها المسلحة على أهبة الاستعداد تحسبا لأي رد فعل هندي ضد أراضيها, في ظل استمرار لغة التصعيد الهندية ضد إسلام آباد واتهامها بالعجز عن وقف الإرهاب عبر الحدود, الأمر الذي دفع مراقبين إلى توقع قيام نيودلهي بعمل عسكري محدود مماثل لما تقوم به القوات الأميركية على حدود باكستان الغربية.
وخرجت جميع الصحف الباكستانية امس بعناوين على صفحاتها الأولى تقول إن قوات الجيش وسلاح الجو وضعت على أتم الاستعداد لمواجهة التهديدات الهندية.
ونسبت معلومات إلى جهات أمنية قولها إن باكستان قد تضطر لسحب 100 ألف جندي منتشرين على حدودها الغربية مع أفغانستان إلى حدودها الشرقية مع الهند إذا ما تأزم الوضع خلال 24 ساعة المقبلة.
إذن شبح الحشود العسكرية الذي شهدته حدود الهند وباكستان نهاية عام 2001 عقب الهجوم على البرلمان الهندي بدأ يلوح في الأفق رغم إبداء إسلام آباد استعدادها للتعاون غير المشروط مع نيودلهي في ملف التحقيق بشأن هجمات مومباي, وهو وضع لخصه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي بالقول (علينا أن نأمل الأفضل ونستعد للأسوأ).