حالة الشك من قبل البعض جاءت من باب التغطية على تيارات سياسية وشخصيات لبنانية كانت وراء عمليات التسلل، واحتضانهم عناصر من القاعدة، وإمدادهم بالسلاح، وتسهيل الدخول إلى الأراضي السورية، خاصة بعد تأكيدات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن وبالوثائق عن دخول تلك العناصر إلى الأراضي السورية، والتي جاءت لتدحض كلّ نفي صدر عن شريحة لا بأس بها من المسؤولين السياسيين والأمنيين اللبنانيين بانتفاء أيّ دور وحضور لهذا التنظيم الإرهابي في لبنان.
تلك أقاويل من ادعى أن لا وجود «للقاعدة» في لبنان.. أقاويل وتصريحات دون حجج.. ولكن ماهي الحقيقة؟.
ملف وجود عناصر تنظيم القاعدة في لبنان حقيقة حاول البعض نكرانها.. والدلائل جاءت عبر تحقيق صحفي لبناني نشره موقع «الانتقاد» بأن الأحكام القضائية في لبنان تؤكد وجود تنظيم «القاعدة» في لبنان منذ العام 1999 على هيئة مجموعات وشبكات وخلايا مرتبطة به مباشرة أو بمجموعات أخرى تسعى إلى تقديم أوراق اعتمادها على غرار ما هو منتشر في كثير من الدول العربية.
ويعود أوّل ظهور رسمي وفعلي لأوّل شبكة تابعة لأسامة بن لادن على الأراضي اللبنانية إلى العام 2000 كما أشار التحقيق ، حيث ضمّت لبنانيين بعضهم من بلدة مجدل عنجر البقاعية، وسوريين وفلسطينيين وأردنيين ومصريين، أبرزهم المصري أيمن عبد الرزاق كمال الدين الملقّب ب «الطنطاوي».
وقد عرّف القرار الاتهامي الصادر عن قاضي التحقيق العسكري العقيد جورج الخوري أنّه خلال الأعوام المنصرمة أنشئت جماعة دينية أصولية تابعة للناشط الأصولي أسامة بن لادن المقيم في «أفغانستان»، ويعرض عمل هذه الشبكة وانتشارها داخل مخيّمات فلسطينية في لبنان.
واعترف المصري كمال الدين أنّه دخل الأراضي اللبنانية خلسة مستعملاً جواز سفر مزوّراً، وأنّه سبق له أن شارك في القتال على إحدى الجبهات في منطقة جلال آباد في أفغانستان.
وكرّت سبحة الشبكات المتصلة ب» القاعدة» ومنها ادعاء النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بصفته مدعياً عاماً عدلياً في العام 2007 على المجموعات التابعة لتنظيم «فتح الإسلام» بعد الاشتباكات العنيفة مع الجيش اللبناني في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. وشمل الادعاء مواطنين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وسعوديين، أبرزهم من عُرف عنه بأنّه المرشد الديني في تنظيم « القاعدة» السعودي عبد الله محمّد أحمد بيشي، والمنسّق بين « القاعدة» و»فتح الإسلام» السوري هاني السنكري.
وأشار ميرزا في متن ادعائه إلى أنّ اللبنانيين أحمد ممدوح العمر ومحمّد بسّام إسماعيل حمود يشتبه في انتمائهما إلى « القاعدة»، وذكر أسماء ثلاثة وأربعين سعودياً ملاحقين في بلادهم بالانتماء إلى «القاعدة» أيضاً، ومنهم من تمّ توقيفه وتسليمه لاحقاً إلى سلطات بلده، ومنهم من ظلّ متوارياً عن الأنظار وملاحقاً بصورة غيابية.
وعندما ادعى ميرزا أيضاً على مجموعة عبد الله جوهر التي استهدفت الجيش اللبناني في محلّة البحصاص في طرابلس، ورد اسم السعودي الفار من وجه العدالة عيد مبارك عبيد الغفيل (والدته عائشة مواليد 1982، ملقّب ب أبو عائشة، وفاقد عينه اليسرى).وتبيّن لاحقاً أنّ هذا الشخص قتل خلال تنفيذه عملية انتحارية إرهابية في سورية على ما ذكر قرار قضائي لبناني آخر.
كما كشف أحد الضبّاط الأمنيين الكبار في لبنان منذ العام 2007، أن عدداً من عناصر «القاعدة» يدخلون لبنان عبر مطار بيروت بجوازات سفر غير شرعية، وينتقلون إلى أحد المخيّمات الفلسطينية حيث يجري احتضانهم، ثمّ يتوزّعون بحسب أجندة عمل معدة سلفاً، مشدّداً على أنّه لا يمكن توقيفهم فور دخولهم لأنّه لا يوجد ما يستدعي توقيفهم، ولا يمكن توقيف الشخص قبل ارتكابه الجرم!