العالم.. مرحلة جديدة من التعددية
شؤون سياسية الثلاثاء 24-2-2009م محمد كشك للنظام العالمي الجديد علاقة طردية بكل مظاهر التدخل في شؤون الدول وذلك منذ سقوط القطب الآخر حيث اتخذ النظام الجديد منذ ظهوره آلية التدخل العسكري
كإحدى الآليات الفاعلة لنشر المفاهيم الجديدة المعتمدة على تقنيات العولمة وتكنولوجيا الاتصال، مرة في شكل تخويف عن طريق السلاح الجوي والقصف المرعب ومرة من خلال دعاوى الديمقراطية وتخليص الشعوب الضعيفة من نير المستبدين والطغاة -بحسب زعمها- من أبناء جلدتها، وكان التدخل الأول في العراق بحجة معرفة مدى قبول الشعوب العربية للوجود الأجنبي بأراضيها، ما فتح شهية قيادة النظام العالمي الجديد بإجراء المزيد من عمليات التدخل التي لم يستثن منها أحد فكانت عمليات التدخل لـ«هاييتي» و«أفغانستان» و«الصومال»، ويتضح مما لايدع مجالاً للشك أن استراتيجيات التدخل العسكري في شؤون البلدان لم يظهر منها سوى النزر اليسير الذي ينذر بالمزيد في السنوات القليلة.
وبنهاية الحرب الباردة أخذ الصراع بعداً جديداً حيث ارتكز على الأحادية القطبيةالتي استهدفت إزالة الحدود الجغرافية، بين الدول والحواجز لمصلحة الرأسمالية الغربية وأفكارها وحتى تكتمل السيطرة الكاملة على مناحي الحياة البشرية اشتغلت شعارات فضفاضة مثل محاربة الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان، والشفافية.
إن دخول جورج بوش الأب في حملة الانتخابات الأميركية معتمداً على ما أنجزه في الساحة الخارجية والانتصارات تبشر ببزوغ عصر الهيمنة الأميركية، فقد انتهى على يده الاتحاد السوفييتي ولم تكن أزمة الخليج مجرد فرصة نادرة لتكوين النظام العالمي الجديد ولكنها كانت ضرورة حتمية لبوش لتحقيق هدفه في رسم النظام العالمي على الشكل الذي انطبع في مخيلته والذي يتمثل في أن عصرما بعد الحرب الباردة والتي برزت فيها الرأسمالية بصورة حاسمة وانفراد أميركا بقيادة العالم والتمسك بالقوة العسكرية اضطرت إدارة بوش أن تطلع الكونغرس على تقريرين سريين أعدهما البنتاغون يحددان الاستراتيجيةالعالمية الأميركية لمرحلة مابعد الحرب الباردة ونشر باتريك تيلر مقتطفات من التقرير الأول وهو بعنوان السيناريوهات «القاتلة» في صحيفة «الهيرالدتريبيون» عام 1992 وأشار التقرير إلى خطة عسكرية مفصلية لمابعدالحرب الباردة وحدد البنتاغون سبعة سيناريوهات للمواجهات الأجنبية المحتملة التي تفرض على الولايات المتحدة خوضها في السنوات العشر القادمة، ومنها أن وزارة الدفاع الأميركية قد أعطت تعليمات للقادة العسكريين لطلب القوات والأسلحة اللازمة لخوض حروب إقليمية كبيرة في سيناريوهين ضد العراق وكوريا الشمالية وسيناريو ثالث ضد الدولتين في وقت واحد، ويتوقع السيناريو الرابع مواجهة عسكرية في أوروبا لمنع روسيا من التطلع لأهداف توسعية ونجد أن الدراسة التاريخية الأكثر خطورة وأهمية تشير إلى أن انتشار الأسلحة النووية قد يغري ألمانيا واليابان وغيرهما من الدول الصناعية للحصول على هذه الأسلحة للرد على أعدائها، ما يؤدي إلى تنافس كوني مع الولايات المتحدة وإلى نشوء مصالح قوية وتهديدات عسكرية وتحاول الدراسة تعديل الترسانة النووية للولايات المتحدة بحيث تشكل قوتها النووية رادعاً مهماً لأي تحد كوني غير منظور مع ترتيبات أمنية دولية تضمن إعادة تسليح ألمانيا واليابان بالأسلحة النووية وأن الوجود الأميركي الفاعل في أوروبا والتلاحم المستمر مع حلفائها الغربيين يبقى أمراً حيوياً وعليها أن تمنع نشوء أية ترتيبات أمنية محضة من شأنها أن تنسف حلف شمال الأطلسي.. واليوم وبعد مضي هذه السنوات بعد سيناريوهات القطب الواحد الكارثية.تظهر النتائج على أرض الواقع وهي ماثلة للعيان ويشاهدها الجميع !! وبحسب الدراسات والتحليلات فإن الشعب الأميركي هوالذي يجني حصاد هذه السياسات الخاسرة!!.
|