بين الحياة التي هي نحن, والموت الذي هو عدونا.
عدونا عدو الحياة بلا منازع, عدو كل ما يدب على الأرض وينبت فيها, ولهذا فهو قاتل محترف بامتياز.
القاتل لا يعرف من وسيلة للتعامل مع الآخر سوى نفي الآخر, وجعله عدما مطلقا.
طريقة القتل والدمار التي استخدمها ويستخدمها ضد الحياة ليست إلا سلوكا مرضيا مؤسسا على الخوف من وجود الآخر.
تأمل هذه الكائنات الغريبة التي جاءت مستعمرة فلسطين كيف تعيش وفي أي طقس حياة تمضي أيامها, وبأي عقلية تفكر بمصيرها.
خمسة ملايين يهودي يعيشون في فلسطين, هذه الملايين الخمسة يجندون نصف مليون عسكري محترف ومجند, أي إنهم يجندون بشكل دائم 10% من السكان, ناهيك عن عشرات الآلاف من الشرطة, وعشرات الآلاف من رجال الموساد.
وإذا افترضنا أن نصف السكان من الأطفال والشيوخ ممن لا يدخلون سلك الجيش, فهذا يعني أن 20% من السكان بين 18-45 هم في الجيش, وإذا أضفنا إليهم نسبة الشرطة والموساد فقد تصل النسبة إلى 25% أو 30%.
وهذا ليس أكبر جيش في العالم بالنسبة إلى عدد السكان فقط, بل هو الجيش الأغرب في تاريخ البشرية بالنسبة إلى عدد السكان.
إسرائيل المنطقة الوحيدة في العالم التي تقيم سورا حول حدود افتراضية لها, وهذا نمط من التفكير قديم جدا جدا.
إسرائيل المنطقة الوحيدة التي تبني المستعمرة ذات السور وبرج المراقبة.
إسرائيل السلطة الوحيدة في العالم التي تراقب المصلين بالبنادق.
إسرائيل المنطقة الوحيدة في العالم التي يجهز المواطن فيها نفسه لمغادرتها متى شعر بالخطر.
إسرائيل (الدولة) الوحيدة في العالم التي تريد من دول حولها أن تحميها وتناصبها العداء معا.
إسرائيل (الدولة)الوحيدة في العالم التي يتوقف بقاؤها على دعم وحماية خارجيين.
ولهذا إسرائيل (الدولة) الوحيدة في العالم التي تتمنى الموت للآخر وتمارس إماتة الآخر.
أبعد هذا يأتي من يقول لنا: إن التعايش ممكن مع كيان كهذا.. الانتصار على إسرائيل انتصار الحياة على الموت, أيها العرب العاربة والمستعربة والأعرابية نريد أن نحيا دون الهجس بالموت.