واشار مصطفى في محاضرة ألقاها في مكتبة الأسد أمس الى ان الثوابت السورية لم تتغير طوال السنوات الماضية حيال القضايا المطروحة في المنطقة رغم كل التحديات موضحاً أن إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش فشلت في تحقيق أهدافها وسياساتها الداخلية والخارجية وتركت لإدارة الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما إرثاً ثقيلاً سيئاً في السياسة والاقتصاد، وأضرت بسمعة الولايات المتحدة على مستوى العالم.
وقال الدكتور مصطفى إن الولايات المتحدة تتجه نحو تغيير العلاقات مع سورية، لاسيما مع وجود مجموعة كبيرة من قادة الكونغرس ورموز وعناصر إدارة أوباما التي لديها النية الحقيقية للانخراط في حوار عميق وجدي وشامل لجميع القضايا مع سورية.
وأشار إلى أن إدارة بوش تميزت في تطرفها وسوء تصرفها انطلاقاً من عدم تعاملها مع الاجندة الخاصة بها من مصالحها الوطنية ولم تتعامل بنظرة واسعة تؤهلها لاتخاذ قرار صائب حيث أجمع كبار المحللين الاميركيين بأن سياسات الولايات المتحدة تجاه سورية خلال ثماني سنوات لم تفشل فحسب بل ادت الى آثار معاكسة لما كانت تتوخاه.
كما كانت تعاني من انخفاض شديد في الروح المعنوية بسبب الحربين التي خاضتهما في العراق وافغانستان وتسببتا في التدهور الاقتصادي.
واضاف السفير مصطفى ان هنالك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين كإنهاء الاحتلال في العراق وتحقيق السلام واعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولة فلسطينية، لكن الخلاف على التفاصيل واسلوب التطبيق وآلية التنفيذ.
وهنالك جملة من العوامل لابد من استثمارها بعد توجه بعض التيارات في الادارة الحالية لاقامة الحوار الفعال مع سورية. وقال إن ماحصل من خلافات بين سورية وواشنطن هو بسبب الاحتلال وان جميع القضايا العالقة ستزول بزوال هذا الاحتلال كما اكدت سورية اكثر من مرة.
واشار الدكتور مصطفى إلى ان عدداً لابأس به من الوفود الاميركية المقربة من الرئيس اوباما قامت بزيارات الى سورية لجس النبض والوقوف على حقيقة المواقف السورية حيال المنطقة بشكل عام، وهذه ظاهرة طيبة تمكن الطرفين السوري والاميركي من استشراف آفاق محتملة للحوار والتفاهم بدلاً من الاستعلاء ومحاولة فرض الاملاءات لافتا إلى أنه يجب عدم الافراط في التفاؤل بأي رئيس اميركي في ظل هيمنة اللوبي الصهيوني ونفوذه المالي، حيث ان هذا اللوبي يشكل 5٪ من مجموع سكان الولايات المتحدة غير انه يشكل 54٪ من قوة المال السياسي الاميركي وبالتالي سيمارس اللوبي الصهيوني كل انواع الضغوطات والابتزاز للحيلولة دون تحقيق اي انجاز على الساحة السورية او فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، ولفت الى وجود عدة مراكز لقوى تؤثر على آلية اتخاذ القرار مايؤكد اهمية العمل الدؤوب للتأثير على المفاصل الاكثر حساسية في مراكز السياسة الاميركية ولاسيما في ظل وجود مؤسسة اميركية شديدة التحالف مع الكيان الصهيوني ومجموعات لها مصالح معينة تتعارض مع الثوابت السورية مذكراً بالدور الذي كان يقوم به المحافظون الجدد وتأثيرهم القوي على ادارة بوش حيث حولوا رؤيتهم الايديولوجية الى ممارسات عملية، لكن توجيه اللوم لهم في الجامعات والاعلام ومراكز البحوث الاميركية افقدهم الكثير من الاحترام والهيمنة والمصداقية، مشيراً الى انه يوجد حالياً عداء كبير بين بعض فئات المحافظين الجدد وبين شخصيات ادارة الرئيس اوباما.
وحول زيارة المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل اوضح السفير ان الولايات المتحدة تدرك جيداً انها لن تستطيع تحقيق السلام في المنطقة دون ان تحاور جميع الاطراف المعنية وخاصة سورية نظراً لدورها المحوري والمركزي في المنطقة.
وخلص السفير الى القول إنه رغم الغطرسة الاميركية التي مورست على سورية طوال فترة ادارة بوش فإنها لن تخضع للابتزاز والسياسة الرعناء لافتاً الى ان المطلوب الان هو التغيير في جوهر السياسة الاميركية وليس الاقتصار على تغيير الاسلوب او الشكل مؤكداً انه لاصحة لما تناقلته بعض وسائل الاعلام بشأن استدعاء وزارة الخارجية الاميركية له، والصحيح انه تمت دعوته لمناقشة جميع القضايات المتعلقة بالعلاقات السورية - الاميركية .
حضر اللقاء السادة الدكتور محسن بلال وزير الاعلام والدكتور محمد سلمان والسيد عدنان عمران وأحمد الحسن وحشد من المدعوين والاعلاميين والجامعيين.