أما موسوعة بيير الشاملة، فتقول: «الموسيقى هي الفن الذي يعبر عن المشاعر والحالات الوجدانية من خلال الأنغام الجميلة. تقف الموسيقى في مرتبة أعلى من فن الشعر الذي يجسد فقط ما يمكن وعيه بالعقل من أمزجة وأهواء، بينما تنقل الموسيقى حدساً وإحساساً من غير الممكن وعيهما».
هناك تعريفات كثيرة للموسيقى، وكلها تتفق على أن الموسيقى هي فن التعبير عن أحاسيس تتجسد من خلال التغيرات النغمية، وفن إحياء العواطف واستحضارها.
من الذي يحدد ما يريده الجمهور؟ وكيف لنا أن نعرف كيف يمكن لمؤلف موسيقي ما أن يحيي عواطف الناس؟
الكثير من النتاج الموسيقي يطرب الجمهور ويجعله يترنم، ولكن هل من الضروري أن تكون قناعات الجمهور صحيحة؟ وما الذي يحدد وعي الجمهور الموسيقي؟
يمكن طرح عدد كبير من الأسئلة عن ذوق الجماهير عبر العصور، ويمكن أيضاً التوصل إلى بعض النتائج بهذا الشأن، ربما يكون أولها أن الجمهور يخضع لذوق المنتج، بسبب من عدم ثقافته الموسيقية. ولكن من يكون هذا المنتج، وما مقدرته الحقيقية على التعبير عن أحاسيس البشر وجعلهم ينسجمون معه؟
ما زالت هناك أسماء كبيرة وحاضرة في العالم الموسيقي، وما زالت موسيقاها تعزف في كل مكان. تلك الأسماء استطاعت أن تغير الموسيقى في عصرها، وأدخلت الجديد، بناء على معرفة عميقة بأصول موسيقاها وتشبعها بها.
هنا في دمشق، أطلق قسم “ثقافة وتراث” لدى الأمانة السورية للتنمية “مساحات شرقية”، الملتقى الدّولي الأول للموسيقى الشرقية في سورية، وهو فضاء موسيقي عالمي يجمع الشرق والشرق في حوارٍ فنيٍّ. وكما جاء في تعريف الملتقى: «يؤكّد هذا الحدث السبّاق على دور سورية التي طالما جمعت وربطت حضارات الشرق. كما يأتي كاستجابةٍ إلى الحاجة الملحة للحفاظ على التراث غير الملموس للمنطقة في زمن العولمة».
“مساحات شرقية” يبحث في تاريخ موسيقانا الشرقية، ويبحث عن أرضٍ مشتركةٍ لمستقبل التراث الموسيقيّ في العالم الشرقي.
انطلق الملتقى بمؤتمر صحفي، تحدثت فيه مسؤولة العلاقات الخارجية بيسان خضرة بأن ملتقى (مساحات شرقية) يهدف إلى تنمية وتوثيق الموسيقى الشرقية، وإلى التركيز على العلاقة الوثيقة بين التراث والواقع الثقافي، ودور سورية لأخذ المبادرة لتوسيع توثيق التراث، ولخلق مساحة حوار. وأضافت بأن الهدف يكمن في توفير الدعم للموسيقيين المبدعين السوريين الذين تواصلوا مع التراث، وكذلك ضرورة إطلاع الجمهور السوري على تراثه وتفاعله مع تراث الدول الأخرى.
وأكد المدير الفني للملتقى الأستاذ هانيبال سعد على علاقة التراث والمعاصرة، ونوه إلى أن اختيار المقام كموضوع أساس، يأتي بسبب أن في المقام كل أسرار الموسيقى الشرقية. وشرح المدير الفني أيضاً بشكل موجز ما سيتم بحثه في المهرجان، وما سيتم تقديمه من موسيقى. وأكد أيضاً أنه لن يكون هذا الملتقى هو الأخير، فهناك ورشات عمل مستقبلية، وصفوف تأليف ونشاطات أخرى كثيرة.
المقام الأساس
وبما أن المقام هو أساس الموسيقى الشرقية، فقد كان الملتقى تجسيداً لرؤية “ثقافة وتراث” والأمانة السوريـّة للتنمية التي ترى علاقةً وطيدةً بين التراث والعملية الإبداعيـّة. تؤمن هذه الرؤية بأن التراث مفهومٌ متحركٌ يمكن أن يكون له وجودٌ ودورٌ فاعلٌ لا ينحصر في حفز الإبداع في القطاع الثقافيّ فحسب، بل يتعدّاه ليكون جزءاً من حراكٍ مجتمعيٍّ يفضي إلى صقل هويةٍ ذات خصوصيةٍ ثقافيةٍ منفتحةٍ على ثقافاتٍ وحضاراتٍ أخرى.
جاء اهتمام قسم “ثقافة وتراث” بموضوع الموسيقى الشرقية وتنظيم ملتقى “مساحات شرقية” ليكون بمثابة بوابةٍ للتحفيز على تبادل المعلومات والأفكار بين المختصّين في هذا المجال، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتواصل مع هذا التراث الغنيّ والانفتاح على مختلف ألوانه التي نتجت عن تفاعله مع بيئاتٍ ثقافيةٍ مختلفةٍ.
تتناول المحاضرات تاريخ وأصول وأشكال المقام المختلفة في سورية القديمة والبلدان المجاورة لها ضمن تاريخٍ موسيقيٍّ مشتركٍ، كما تتطرّق إلى التفاعل مع باقي التراث الموسيقي العربي والفارسي والتركي والهندي وغيرها من الحضارات الشرقية، كمحاولة لصياغة حكاية وتحديد عناصر هويـّة الموسيقى الشرقية.
في حين تأتي الحفلات الموسيقية لتقديم هذا التراث الحيّ للجمهور عبر مشاركة فرقٍ وموسيقيين متميزين من سورية وإيران وتركيا والعراق والهند وباكستان. إنها فرصةٌ يسافر الجمهور من خلالها عبر الزمان والمكان لينضم إلى رحلة البحث عن مصدر الموسيقى الشرقية وتفاعلاتها الداخلية.
يؤسّس ملتقى “مساحات شرقية” قاعدةً مجدّدة لدراسة وممارسة الموسيقى الشرقيـّة في سورية، ويمهّد الأرضية لحوارٍ حضاريٍّ وفنيٍّ فعّالٍ وطويل المدى. إنها بدايةٌ لسلسلةٍ من الفعاليـّات التي يطلقها قسم “ثقافة وتراث” لدى الأمانة السورية للتنمية بهدف المحافظة على الموسيقى السوريـّة وتطويرها بالعلاقة مع موسيقى الشرق والعالم بأسره.
مساحات للإبداع
في افتتاح الدورة الأولى من «مساحات شرقية»، الملتقى الدولي للموسيقى الشرقية في سورية، قدمت مجموعة من التجارب الموسيقية الحديثة من العالم الشرقي. إنها موسيقى القرن الحادي والعشرين الكلاسيكية كما يراها نخبة من المؤلفين السوريين والشرقيين من عدة أجيال، فإلى جانب المؤلف السوري القدير نوري اسكندر، عرضت تجارب خيرة من المؤلفين السوريين المعاصرين وهم حسان طه وشفيع بدر الدين وزيد جبري، الذي يقدم كل منهم قراءة جديدة للموسيقى العربية والشرقية دون المساس بالتراث الذي سيبقى دائماً الأصل التي يجب المحافظة عليه والعمل على تقديمه بأفضل شكل للأجيال القادمة؛ هذا بالإضافة إلى مشاركة المؤلف الإيراني القدير نادر مشايخي والمؤلف التركي فيصل ساي، باعتبار إيران وتركيا من أكثر البلدان الشرقية نضجاً في كتابة موسيقى شرقية معاصرة حافظت على استخدام المقامات دون الخوف من الخوض في تجربة الحداثة.
الافتتاح
في حفل الافتتاح قدم عدد من الفنانين مجموعة من المقطوعات الموسيقية، التي تتميز بمعاصرتها، إذ قدم فيصل ساي مقطوعة طريق الحرير، وهي مقطوعة مستوحاة من قصة «طريق الحرير»، وفي هذا العمل تتم معالجة العناصر الفولكلورية لبلاد الشرق (التيبت والهند وبلاد مابين النهرين والأناضول) بطريقة معاصرة. كتب فيصل ساي هذه المقطوعة بعدما أمضى خمسة أشهر من البحث مستمعاً إلى الآلاف من تسجيلات الموسيقى الشرقية الموجودة في أحد أهم متاحف برلين.
على الرغم من كون العمل موسيقى شعبية مجردة، فمعناه الحقيقي والهدف منه هو تحريض الخيال المرتبط بالبلدان التي كان يمر منها طريق الحرير، الذي هو أيضاً طريق نحو المغامرة.
المقطوعة مؤلفة من أربع حركات: الحركة الأولى “حمامة بيضاء – سحب سوداء” تصف التيبت، الجمال الطبيعي المدهش, نمط الحياة في المنطقة، بل والفلسفة الكامنة وراء ترداد كلمة “أوم” بشكل متواصل.
في الحركة الثانية، يذهب المؤلف إلى الهند ليحاكي الرقصات الهندية الفولكلورية ذات الطابع المرعب وكيفية ظهور العناصر الميلودرامية في هذه الرقصات.
الحركة الثالثة، “مجزرة”، مخصصة لبلاد ما بين النهرين التي تصارعت العديد من الحضارات على أرضها، فهي الأرض التي تجمع أديان ولغات وأجناس مختلفة. يحاكي المؤلف في هذه القطعة صوت ناي الراعي مصحوباً بصوت البنادق في الأفق البعيد ، بينما تدخل الأوركسترا تدريجياً بأسلوب رثائي.
الحركة الرابعة والأخيرة مستوحاة من الأناضول وتحمل اسم “أغنية الأرض الأم”. نسمع في هذه القطعة أغاني شعبية تراثية، بينما تستحضر الآلات الوترية صوت ضربات حبات المطر على الأرض، ومع هذه الأصوات نصل إلى نهاية طريق الحرير كما يراه المؤلف.
في هذه المقطوعة لعبت آلة الكونترباص دوراً مهماً عبر وجودها المستمر في الخلفية إذ تصدر الآلة بشكل دائم «سي شارب» خفيف وعميق، والحقيقة أن الدراسات الموسيقية المعاصرة قد أثبتت أن الـ»سي شارب» يحاكي الوتيرة التي ينتجها اهتزاز الكرة الأرضية، وهكذا يذكرنا المؤلف أن طريق الحرير الذي يربط ثقافة الغرب والشرق، هو في الواقع صورة لـ»صوت العالم».
وقدم زيد جبري مقطوعة (أغنية بلا كلمات رقم 3). وهو عمل ضمن سلسلة من الأعمال التي ألفها زيد جبري لآلة منفردة وأوركسترا، الأول كان لتشيلو وأركسترا سيمفونية، الثاني لآلة كلارينيت وأركسترا وترية، وفي هذا العمل ترافق آلة التشيلو أوركسترا وترية.
في هذه السلسلة أدت الآلات المنفردة دوراً يشبه دور الصوت البشري في الغناء وذلك من دون وجود كلمات.
في هذه القطعة الثالثة تم استخدام المقامات العربية بشكل واضح و لكنه غير مباشر إذ يؤمن المؤلف أن تقديم مادة غير مباشرة للمستمع تجعله يبحث ويفكر وتترك لديه انطباعاً أكثر عمقاً من الشيء الواضح والمباشر والبسيط.. كما يأتي التعامل مع الآلات الوترية في هذا العمل بشكل غير تقليدي على عكس ما كان عليه في الأعمال السابقة ضمن السلسلة نفسها.
كتب زيد جبري هذا العمل خلال فترة العدوان على غزة وقد كانت صور الحرب تداهم خياله بشكل مستمر حتى سيطرت على المشاعر التي تولدها هذه المقطوعة.
يقول المؤلف الموسيقي أنطوني لازاركييفيش واصفاً “أغنية بلا كلمات 2”: “جعلتني مقطوعة “أغنية بلا كلمات” أفهم ما الذي قد يعنيه هذا العنوان الذي غالباً ما يستخدمه المؤلفون بشكل غير مسؤول. شعرت حقيقة بالكلمات غير المنطوقة وبهذا الصوت غير المغنى في هذه المقطوعة الجميلة والحزينة والمرعبة في آن واحد، مما جعلني أتخيل دراما طاقة حيوية دفينة ومكبوتة».
ثم قدم الموسيقي حسان طه (مقام فونيّة)، حيث عالج المؤلف في هذا العمل المقام العربي معتمداً على الجانب اللوني المزاجي للمقام، وهذا في الواقع ما اهتم به الموسيقيون الشرقيون والعرب القدماء، إذ أنهم كانوا يطلقون تسميات إيحائية لكل مقام مع اختلاف درجات عزفه أو غنائه. حتى هذه اللحظة يسمى المقام في المغرب العربي باسم الطبع (أي الطبع الإنساني واختلافاته بحسب الحالة النفسية).
ينقسم عمل «مقام فونيّة» إلى ثلاث حركات موسيقية، الحركة الأولى يسيطر على بدايتها صولو لآلة التشيلو يحاول أن يحاكي أسلوب الريشيتاتيف ولكن بشكل إيقاعي يعطي إحساس بالاعتباطية وعدم الانتظام الإيقاعي، يقابله بطريقة معاكسة صولو لآلة كمان يعتمد على عقد ثلاثي من مقام البيات وبأسلوب غنائي بعيد عن الحالة الإيقاعية التي يكون عليها صولو التشيلو. في منتصف هذه الحركة تقوم آلة ناي بعزف عبارة موسيقية تنتهي بإيحاء بمقام (البسته نكار) القائم على دخول مقام صبا على مقام السيكاه. تنتهي هذه الحركة بلغط موسيقي وإحساس بالاعتباطية معتمدة على تقنية الهيتيروفونية والتي هي شكل معقد من أشكال المونوفونية التي تشكل جوهر النسيج الموسيقي الشرقي والعربي.
الحركة الثانية سريعة وحيوية ذات طابع وحشي مع أنها مبنية على عبارة لحنية من مقام (صبا) الذي يتميز بطابعه الشجي الثقيل. بعد هذا المقطع الحيوي يأتي مد موسيقي يعتمد على الفلوجوليت الذي تعزفه كتلة الكمان الأول مع أسلوب الغليساندو الخفي الذي تعزفه كتلة الكمان الثاني مع الفيولات.
الحركة الثالثة بطيئة تحاول أن تحاكي أسلوب التقاسيم العربية وهي تدور في أجواء مقام الراست. تطرأ تحولات موسيقية في سياق هذه الحركة التي تنتهي بآلة ناي تعزف بأسلوب فلوتر مع مرافقة أوركسترالية توحي بالتشويش والاعتباطية.
يتألف الثلاثي الوتري الذي قدمه الموسيقي نوري اسكندر من ثلاثة مقاطع تبدو مستقلة ولكنها في الواقع تشكل عملاً واحداً من ثلاث حركات.
إنها أعمال تجريبية في الموسيقى العربية الشرقية تحاول مشاركة الفعل العقلي إلى جانب الاستماع، وهي ليست سردية، ولا تسير في مقاماتها بموجب خط يد المقام حسب المفهوم التقليدي، بل تنتقل في المقامات بحرية وبين أجناس موسيقية متعددة. استفاد هذا العمل من قوانين البوليفوني الخاصة بالمقامات والأجناس، كما أعطى الإيحاء باستخدام كتل صوتية بمثابة الأكوردات، وهذه الكتل متشكلة في تركيب الجنس الموسيقي والمقام.
تهدف هذه المحاولات إلى خلق حواريات بين الأفكار الموسيقية الأساسية والثانوية بأسلوب درامي وتفاعلي للوصول إلى مفاهيم موسيقية جديدة غير تقليدية.
كما تحتوي هذه القطعة على بعض العزف الحر (المرتجل) الموظّف ضمن سير العمل بشكل عام وهذا الارتجال الصغير يخلق جواً من السحر داخل القطعة.
لا يهدف هذا التوجه الجديد في تأليف الموسيقى الشرقية والعربية إلى إلغاء التقليدي المتميز بخصوصيات المقامات وعمق سحرها وجمالياتها، بل هي محاولة إضافة ألوان سمعية جديدة ومضامين جديدة غير موجودة في الموسيقى التقليدية.
إلاّ أن هذه التجربة لا تقصد تقليد الموسيقى الغربية في بعض توجهاتها بل هي محاولة للاستفادة من بعض معطيات الموسيقى الغربية بهدف تطوير الموسيقى العربية.
جاء عمل الموسيقي السوري شفيع بدر الدين (شمس) مؤلفاً من حركة واحدة، تسيطر عليه حالة لااستقرار وتوتر شديدين يتخللها حالات من النزوع إلى الهدوء المشوب بالحذر. أما بنائياً، فالعمل يحتوي على 6 أجزاء يميزها التباين في السرعة والطابع، هذه الأجزاء البنائية مصاغة بقالب ثلاثي يحوي بين جناحيه التباين العام مع الوسط، حيث أن القسم الثالث عبارة عن ملخص لجميع الموضوعات المطروحة في القسمين السابقين، وهذا التلخيص إما عن طريق عرض الشخصية العامة للموضوع أو إعادة الموضوع نفسه بشكل مراثي.
أما عن استخدام المقام الشرقي، فهو حاضر في كل أجزاء العمل، حيث استخدم مقام الحجاز كار ذو الطابع المتوتر (تقليدياً) وذلك يعود إلى التباين الشديد بين الأبعاد المكونة لهذا المقام، فهو يحوي إما مسافة النصف بعد أو مسافة البعد ونصف، ما عدا المسافة بين الدرجتين الرابعة والخامسة والمكونة من بعد كامل. ولتكريس هذا التناقض وبالتالي الطابع المتوتر تمت إضافة الدرجة الرابعة المرفوعة لقسم هذا البعد إلى نصفين.
فيما بعد عرض مقام الصبا بشكل متراكب عمودياً ومن درجات مختلفة. في الجزء الأوسط يمكن الإصغاء إلى مقام النهوند من خلال عرض لأجزاء صغيرة من خلايا لحنية لسماعي نهوند كلاسيكي، على أن هذه الأجزاء تتردد في ارتفاعات متباعدة للنسيج الصوتي وموزعة بين أقسام الفرقة.
عزف الموسيقي الإيراني سيمفونية (مولانا)، وهي سيمفونية كان قد ألفها عام 2007 في ذكرى مولد الـ800 للصوفي الإسلامي الكبير مولانا جلال الدين الرومي.
في عام 2007 عزفت المقطوعة من قبل أوركسترا إذاعة ميونخ السيمفونية بمرافقة المغني الإيراني الكلاسيكي سالار أغيلي.
في هذه السيمفونية، أدى كل من المغني الإيراني التقليدي والأوركسترا الغربية دوراهما دون الدخول في حوار، أو محاولة للاندماج.
حافظ كل من عزف الأوركسترا الأوروبية وأداء المغني الفارسي التقليدي على هويتهما فنتج عن لقائهما شيئ جديد، شيئ ثالث. إنها بكل تأكيد من أجمل الاستعارات الموسيقية المعاصرة التي تظهر كيف أن لقاء الثقافات ليس عبر الاندماج حصراً، وإنما عبر محافظة كل ثقافة على هويتها وكيف أن لقاء كل ثقافة بالأخرى هو فرصة لإثرائها.
تم تسجيل سيمفونية مولانا في نيسان 2008 من قبل أوركسترا (باريشر راندفنك)، وسيتم إصدارها في ربيع 2009.
ومن الجدير بالذكر أنه أول تسجيل يجمع بين مغني إيراني تقليدي وإحدى أفضل فرق الأوركسترا السيمفونية في أوروبا.