تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فواصل مساحات أصالة

ملحق ثقافي
24/2/2009م
_ غازي حسين العلي

بادرة جيدة ومميزة تلك التي قام بها قسم (ثقافة وتراث) في الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون

وبدعم ومساندة مجموعة من الهيئات والمؤسسات الاقتصادية والإعلامية. ولعل العنوان المعتمد لهذا النشاط وهو: الملتقى الدولي الأول للموسيقى الشرقية في سورية (مساحات شرقية) هو خير تعبير على ذلك التميز الذي أراده قسم (ثقافة وتراث) على اعتباره يبرز دور سورية في جمع وربط حضارات الشرق والتأكيد على دورها –كما جاء في البيان الصحفي- في الحفاظ على التراث غير المادي للمنطقة في زمن العولمة.‏

في هذا الملتقى، وربما للمرة الأولى، سيتعرف الجمهور السوري على موسيقيين شرقيين معاصرين وهم نادر مشايخي من إيران وفيصل ساي من تركيا والمغني الإيراني سالار أغيلي وعازف البيانو التركي شفكي كارييل، كما سيستمتع بأسماء عرفها من قبل وهم نوري اسكندر وزيد جبري وحسان طه وشفيع بدر الدين وكنان أبو عفش، وكل هذه الأسماء باستثناء نوري اسكندر، أسماء جديدة تقريباً على ساحة الموسيقى الشرقية في سورية وقد اجتمعت، كما يرى قسم ثقافة وتراث، على الطريق نفسه وهو تأليف موسيقى كلاسيكية معاصرة اعتماداً على المقام وعلى عناصر أخرى من الموسيقى الشرقية، وستكون لقاءاتهم مع موسيقيين شرقيين في هذا الملتقى، من لبنان والهند وإيران وتركيا والعراق وأوزبكستان وفرنسا وتونس، فرصة ذهبية لتلاقح المفاهيم والخبرات والتجارب.‏

وعلى جانب آخر، فالملتقى يحفل بمحاضرات في غاية الأهمية، وتأتي أهميتها هذه من كونها مختلفة المفاهيم والمشارب والتوجهات وإن كانت تصب في عالم موسيقى واحد هو عالم الموسيقى الشرقية، ومنها: المقام الحلبي، المقام التركي عبر التاريخ، العلاقة بين الموسيقى الفارسية والعربية، المقامية العربية، نظام الإثني عشر مقاماً والتشابه مع الراغا الهندية .. وغيرها من العناوين.‏

كما ارتأى المنظمون أن يتضمن هذا الملتقى إلى جانب المحاضرات، ورشات عمل تؤسس لقاعدة مجددة لدراسة وممارسة الموسيقى الشرقية في سورية، من خلال التطرق إلى موضوعات حول تاريخ المقام وأصوله وتفاعلاته وعبر عروض حية وتفاعلية يشارك فيها عازفون مختصون.‏

وكل ما سبق يؤكد ما ذكره قسم (ثقافة وتراث) لدى الأمانة السورية للتنمية، الذي يرى في هذا الملتقى بداية لسلسلة من الفعاليات التي تسعى للحفاظ على الموسيقى السورية وتطويرها بالعلاقة مع موسيقى الشرق والعالم بأسره ومن خلال ذلك تؤكد الأمانة على مساحات الأصالة التي طالما تمتعت بها سورية. ghazialali@yahoo.com">‏

ghazialali@yahoo.com

تعليقات الزوار

نبيه |  nabeehhsaan@maktoob.com | 25/02/2009 01:18

عندما تصبح عيون الأطفال قنادل لغزة وقف صابر على رمل الشاطئ سأل عروس البحر : - هل صرت ضبابا ؟. - ليتني كنت ذلك ،لكن ضيعت سمت الإياب . كانت تزهو في رداء فيروزي وهي تجوب عرض البحر ،ورغم الزمن لم يحظ بالوصال ،غير أن البريق تواصل بين عينيه وعينيها وحين طافت فوق الموج رأى سمك اللجة يذبح في القاع فتأبط سلاحه وانبرى إلى عرض البيارة يرصد حركات إناس مدججين بالسلاح يملأهم الحقد ،لذلك تأهب لأهوال الليل فقال : - لعينيك يا منار يا صبية غزة . كانت منار تقف بكل هيئتها لتشد أزره ،فردت وشاحها في آفاق البيارات ،فجأة تساقطت قذائف حاقدة ،تضمر قتل أطفال غزة وهم يرتلون صلاة الجذور فأسرعت تضمد الجراح وصرخت : - واعرباه أيكون أطفالنا قرابين انتخاباتهم ؟!... كان صابر واقفا بكل هيئته ليدرأ عن عصافير غزة الخطر ،حدق في الطائرات الحاقدة وسرّ لنفسه : الزمن آت أيها التعساء . وراح التنين ينفث اللهب يطال الحجر والشجر ،ولا فرق بين شيخ وطفل رضيع ،هذه الهمجية دفعت صابر إلى أن يقاوم رغم الحصار والجوع والبرد القارس ،لقد علمته منار كيف يشد الحزام على بطنه ،وكيف يتحدى قرع طبول الموت ،دوى صوته في أرجاء العالم : - الآن تنطق حجارة عشتار . وانتفض الفينيق من الرماد وعلى جبينه كتب لن تموت نساء غزة ،الولادات تتوالى وفي الأدمغة قانون يؤكد أن غزة جزء من فلسطين وأجدادهم بقروا بطنها وبدروا فيها البذور فغدت سنابل تمشطها أهداب الشمس ،فأخذ صابر يتلو ذلك بالآه وبالكلمات والحجارة أحيانا ،ومع دبكات العذارى والدلعونة والعتابا والميجنا أيضا .يصنع من ألوان التمسها من أهداب الشمس واحمرار البرتقال ،لقد ألف من همسات الأطفال أبجدية جعلت حجارتهم تنطق فقال : - غدت الحجارة لغة العصر . تأتى لسمعه دوي الانفجارات في الليل العنيد ،شد على يد منار والأطفال كواكب قائلا: صبرا شقراء ولكن قلبها أسود !... أجابت منار : - لست خائفة ،الولادات تتوالى كوكبا .وسنقبر الحزن بالحزن . انطلق الفينيق فتلاشى الخوف وزقزقت العصافير على سطوح القرميد وتطايرت الفراشات بين البساتين وجماعات النحل أبت أن تبعد عن بتلات الورد تؤكد استمرار خيط الحياة متحدية احتراق الشمع ،وتعيد لعبة الحجر وفجر قبرات الصباح ، رغم وحشية تجرح بوابة التاريخ ،ونزوات

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية