اذا كان الفنانون -كما علمت ممن عاصروها يترصدونها وينتظرون اصدارها لما لها من دور كبير في رسم صورتهم عند الجمهور, كان لاسمها خصوصية كبيرة وربما لرغبة في التجديد أريد من رئس تحريرها آنذاك تغيير اسمها لتصبح (فنون).
لن اطيل في استذكار ما كانت عليه هنا دمشق لنقرأ ما هي عليه (فنون) اليوم, والتي لا تزال تتناول المواضيع ذاتها, لكن بروح ورؤى جديدة, ورغم عتب بعض الفنانين عليها واتهامها بالتقصير في حقهم, وهم الذين يعتبرونها ملكهم, كيف لا? وهي مجلة الاذاعة والتلفزيون, الا انها -وحسب المتاح-برأي اعطت بعضهم اكثر مما يستحقون, فما من مجلة تفرد غلافها والخلفية لفناني الوطن حصراً.
وفيما يخص اللقاءات الفنية والتي كنت حريصة على متابعتها لاهتمامي بهذا المجال ,فقد وجدت ان الاسئلة التي كانت توجه إليهم نوعية ومتميزة, تدل على متابعة مستمرة لأعمال كل واحد منهم.
اما في المسرح فما من جديد في هذا المضمار الا ونال نصيباً وافراً من عروض نقلتها الينا اقلام متخصصة في هذا الفن وما السينما بأقل حظ من المسرح.
وبما انها دورية الفن السورية منذ تأسيسها, فقد كانت الدراما السورية حاضرة حضوراً كثيفاً على صفحاتها حيث حرصت على مواكبة الواقع المحلي بكل تفاصيله, لا بل انها كانت السباقة بقراءة مبكرة لها.
ومن يقرأ العدد السنوي للمجلة يلحظ حقيقة ما اشرنا اليه اضافة الى انها لم تغفل الاحتفاليات والمهرجانات والفعاليات الثقافية التي شهدها ا لقطر والتي لقيت متابعة شاملة واخذت حيزاً مناسباً بين سطورها.
ولأن المرء يفخر في نسبه بالعودة الى الجد السابع فقد فخرت بالمجلة الجدة(مجلة الإذاعة سابقاً), من باب الوفاء وعدم الزهو بأن ما وصلت اليه ليس انجازاً حاضراً يعود اليها فقط, اذ آثرت ان تبقى الدفاتر العتيقة مفتوحة فيها, لتكون اطلالة على ماض عريق تعتز به وتفخر بأقلام كتبته.
ولم تستغن عن اقلام الصحفيين القدامى فأوراق الصحفي القديم بقيت كما اراد القائمون عليها ليقلبها محبوها ولتستمر جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر...
الحاضر الذي نفخر بنتاج محرريه ايضا وما صفحتا الموسيقا إلا نموذجا, لما تقدمه لنا وبشكل مستمر من معلومات موسيقية, وتعرضه من دراسات ونتاجات على درجة كبيرة من الاهمية, تدل على ثقافة موسيقية عميقة لكاتبها,الذي يبدو انه باحث موسيقي نهم وبما اننا في زمن القيل والقال وعدم السؤال عن الاحوال فهناك من يقول: ان على المجلة ان تكون اكثر تميزاً لأنها الوحيدة لا بل اليتيمة في سورية,وللعلم فهي لم تعد الوحيدة في الميدان.. بعد ان دخلت الساحة الفنية مجلات خاصة عدة, لكن تبقى الافضل بسعرها المعقول الذي يسمح لأي مناان يقتنيها ويؤرشفها اضافة الى جودتها الفنية, ولكن وعلى رأي المثل (تبقى بنت الدار عوراء) ولأن لا أحد يستطيع ان يصل الى الكمال فان (فنون) صدرها يتسع للرأي والرأي الاخر ودليل ذلك ان رئيس تحريرها ينشر بأمانة الرسائل التي تصله بعجرها و بجرها.
يبقى عتب اخير احمله من اذاعة دمشق الى مجلة (فنون) و التي تشير إلى على برامج التلفزيون فقط, وعلى المستمع ان يفتح الاذاعة أربعاً وعشرين ساعة ليعرف توقيت البرامج الاذاعية.