تنحصر في الفن بعامة, وفي المسلسلات التلفزيونية بخاصة, وكنا نناقش انتاج اليوم الذي تبثه التلفزيونات العربية وأهمها ما يبث من تلفزيون دمشق, ولست أدري من اقترح مسلسلا أكتبه, كل حلقة مستقلة مع شخصيات ثابتة تصاغ فيها مشكلة اجتماعية بشكل كوميدي, وأذكر أن الفنان طلحت سمى المسلسل الذي لم يكتب بعد ( توتي فروتي) فنهضت لهذه المهمة وابتدعت شخصيات ثابتة له منها شخصية سكرتير تحرير المجلة التي تجري أحداث الحلقات عبرها فسميته اسما طريفا ( بظاظو) وجعلت من مقومات شخصيته أنه محبوب من النساء, يتقاطرن عليه بالعشرات, كما صورت شخصية صحفية تتلمذت على يديه وتغرق في حبه, وتنافسها أخرى عديمة الموهبة وجعلت اسم الأولى (باسبارتو).
كتبت ثماني حلقات من هذا المسلسل, كل حلقة تستغرق ساعة تلفزيونية أخذها الفنان طلحت فطبعها وغير عنوانها فصار ( شك الألماس) كتبت حلقة جديدة بالاسم الجديد غير أن هذا المسلسل لم ير النور لأن طلحت جاءني ذات صباح وكلفني بكتابة مسلسل جديد لحساب المرحوم تحسين قوادري بعنوان ( يوميات أبو عنتر) فكتبت حلقة قرأها المرحوم تحسين والأستاذ طلحت وأقرها, وكان هذا شرطي لكتابة المسلسل كله, فتركت الأول وكتبت الثاني في شهرين.
نجح المسلسل الجديد, وأنتج وعرضه القوادري في مهرجان التلفزيون بالقاهرة, فنال جائزة المسلسلات الكوميدية, لكن مسلسل ( شك الألماس) الذي أجلت الكتابة فيه لأكتب ( يوميات أبو عنتر) بقي لدي مقروءا من قبل من كلفني بكتابته مهجورا منه فيما بعد, وحتى ساعة كتابة هذه الزاوية يكون قد مضى حوالى 15 سنة وحلقاته التسع موجودة في أدراج مكتبي وأدراج مكتب الأستاذ طلحت دون أن أعرضه على أحد لأنه ليس من عادتي عرض نتاجي على أحد ما لم أكلف بالكتابة رسميا.
وليست هذه هي المرة الأولى التي لم ينتج فيها مسلسل كتبته فهناك مسلسل آخر لم ير النور مع أنني كتبت 14 حلقة منه والفارق بين المسلسلين أن الأول كلفت به دون أن أقبض عربونا والثاني قبضت, إن هوس الكتابة للتلفزيون يجعل الكاتب غير مهتم بالقبض أو عدم القبض,حسبه أنه يرضي ذاته بلذة الكتابة, وهي لذة لا تعدلها لذة لمن أدمن الكتابة فصارت عنده كارا.