تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كتاب ماوراء الفضيحة...رفع الستار عن الأضاليل الإسرائيلية!

شؤون سياسية
الثلاثاء 17/1/2006م
حكمت فاكه

المؤلف: نورمان فنكلستين

بعد محاولات ومناورات عديدة لمنع صدور كتاب(ماوراء الفضيحة) لمؤلفه نورمان فنكلستين- الذي يفضح أضاليل المزاعم الصهيونية,‏

تم نشر هذا الكتاب تحت عنوان beyond chutzpah في الآونة الأخيرة في شمال الولايات المتحدة الأميركية. وكلمة (خوتزباه) chutzpah في الانكليزية هي كلمة عبرية وتعني الوقاحة.‏

هذا الكتاب هو نتاج لرحلة فكرية وسياسية طويلة. فقبل 20 سنة كان فنكلستين ينهي رسالة الدكتوراه عن نظرية الصهيونية وعندما دخل إلى إحدى المكتبات وجد في صدر المكتبة كتاباً من تأليف- جون بيترز- تحت عنوان( من الزمن الغابر) جذور الصراع العربي الصهيوني على فلسطين قرأ فنكلستين الكتاب الذي دعمته شخصيات معروفة فأثار فضوله وهو الشاب الذي لم يكن يعرف كثيراً عن تفاصيل القضية وتاريخ المنطقة, خاصة أن الكتاب يدعي أن فلسطين كانت ارضاً فارغة فاستوطنها اليهود وحولوا الصحراء القاحلة والأرض الجدباء إلى جنة خضراء فتزاحم إليها العرب من الجوار وجاؤوا ليستفيدوا من الفرص الاقتصادية ثم ادعوا الانتماء للأرض. وكان الكتاب مليئاً بالخرائط والجداول التي تستهدف تسويق هذا الادعاء. أراد فنكلستين أن يتحقق فعلاً من هذا الادعاء. فاشترى الكتاب وعاد إلى بيته وبدأ يقرأ ويقرأ, وصار يراجع جميع الهوامش والمراجع ويدققها مع النص ومع المراجعة ليكتشف أن الكتاب خدعة, وأن الأرقام غيرت وأن الحقائق شوهت. وكانت هذه لحظة حاسمة ومن يومها دخل فنكلستين في قلب الخطاب عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسرعان ماحطمت تدقيقات فنكلستين جون بيترز كباحثة وكاتبة.‏

كان ذلك قبل عشرين سنة, فتصوروا إذن ردة فعل فنكلستين وهو يفتح كتاباً آخر تصدر المبيعات تحت عنوان the casw forisrael( الدفاع عن قضية إسرائيل) في صيف عام 2003 ل(آلان دورشوتيز ) الاستاذ في القانون في جامعة هارفارد Harvard university والمحامي الأميركي اليهودي المشهور, ودفاعه ا لمعروف عن سميسون ليكتشف أن دورشوتيز قام بتلفيقات عن القضية الفلسطينية تزيد في تماديها عن كل ما قرأه فنكلستين من قبل, والأدهى من كل ذلك أن يرى شبح الكاتبة بيترز حاضراً في كتاب دورشوتيز حيث تم نقل مقاطع كاملة من كتاب بيترز. لقد جمع السرقة مع الكذب ومن واحدة ليس لها أية بضاعة أصلاً. وهكذا يقرر فنكلستين أن يتصدى لدورشوتيز.‏

يركز فنكلستين في كتابه على محورين: أولهما, استغلال معاداة السامية والهولوكوست من قبل المنظمات اليهودية لردع النقد عن انتهاكات إسرائيل واضطهادها للفلسطينيين. وفنكلستين يفرق بين المحرقة النازية وبين استعمال هذا الأمر لتكريس الظلم, وثانيهما الاستعراض المفصل لكتاب دورشوتيز. وتظهر دقة فنكلستين المدهشة في عرض الخطأ عند دورشوتيز, معلومة معلومة, في مقاطع كاملة وجداول تم تفنيدها بأدلة واضحة في الجهة الأخرى من الصفحة بأرقام وتقارير تظهر غياب أو تزييف مراجعه. ونرى أيضاً المسروقات الأدبية في جداول وبيانات, المنقول والمصادر, وهذه فضيحة اكاديمية.‏

وكما ذكرنا في بداية ا لمقال, فإن كلمة (خوتزباه) chutzpah هي من أساس عبري وتعني كل شيء بذيء ووقح, وقد استعملها فنكلستين في عنوانه كإشارة إلى كتاب chutzpah الذي كان عنوان مذكرات آلان دورشوتيز لذلك يقف كتاب فنكلستين بكل بساطة, كدعوة لتجاوز الوقاحة والعودة إلى الحق والعدل.‏

يقول دورشوتيز إنه لم يحدث تاريخياً لدولة أن التزمت بحقوق الإنسان تحت هذا الضغط. ولكن في المقابل, يقوم فنكلستين بإظهار درجات هذه الإنسانية المزعومة بالأرقام والحقائق. فمثلاً نرى عدد القتلى ا لفلسطينيين في الانتفاضة الثانية 2316 شهيداً, مقابل 827 إسرائيلياً دورشوتيز يكتب أن إسرائيل لاتستهدف المدنيين. ويعرض حقائق تناقض هذا موضحاً قتل الأطفال وقصف سيارات الاسعاف. دورشوتيز ينكر التعذيب في السجون الإسرائيلية. في الوقت ذاته يعرض فنكلستين تقارير منظمات حقوق الإنسان لظروف السجناء, بل ويذكرنا أن دورشوتيز يطالب بأكبر تعذيب ممكن لمشتبهي الإرهاب, وتدمير قرى الانتحاريين. ويعرض لنا فنكلستين أن محامي هارفارد, الرافض لحكم الاعدام في أميركا, يدعم اغتيال الفلسطينيين خارج القانون,ودورشوتيز المتخصص في حرية التعبير اراد ايقاف فنكلستين بجميع الطرق, وينال دورشوتيز حتى من ادوارد سعيد, ويتهم منظمة حركة التضامن الدولي بالإرهاب بينما تشترط على أعضائها العمل اللاعنفي وكانت( ريتشل كوري) من بينهم ودهسها عمداً بلدوزر إسرائيلي. وهذا ينكره دورشوتيز ويعتبره حادثاً, بينما يعرض فنكلستين تقارير شهود العيان والأدلة على القتل العمد.‏

يكتب فنكلستين في كتابه ماوراء خوتزباه: ( إذا كان الحق والعدل أقوى أدوات المستضعفين, فتقارير ودراسات منظمات حقوق الإنسان هي أقواها على الإطلاق والتي هي حالياً الأقل توظيفاً بالنسبة للذين يبحثون عن حل عادل للقضية الفلسطينية. فهذه الدلالات القطعية تقبع على ا لرفوف ويعلوها الغبار وينهي فنكلستين بهدوء قائلاً, إنه مهما كان للظالمين من عتاد وقوة واعلام, فإن الحق والعدل بجانبنا, وهذه أقوى أدواتنا. ويعتبر فنكلستين أن دراسات انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل من أنجح الوسائل لاظهار الحقيقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية