تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صراع (العولمات )..

شؤون سياسية
الثلاثاء 17/1/2006م
عيسى الشماس

أميركا مثل أوروبا واليابان, سقطت سريعا, ولا أحد منها استطاع أن يحتكر تماما الاقتصاد النظيف أو الخطط الاجتماعية الفاضلة,

فليست المسألة فيما اذا كان الآخرون متعادلين,لأن البلدان الصغيرة تحاول أن تنشر برامجها خوفا من اكتشافها بأنها لا تعمل بدرجة كبيرة أما البلدان الكبيرة فتجازف بإرهاق الآخرين ومهاجمتهم بالتجارة ضمن صيغها الخاصة.‏

فالعولمة تخطو إلى ملء اليسارالفارغ ( الخاوي) بواسطة التيئيس وبطرائق خاصة وبما أنه ليس ثمة دولة تمتلك كل شيء بصورة جيدة فإن تباين النماذج يمكن أن يخلق عالما محتملا بصورة أفضل.‏

إن مثل هذه الأفكار الكبيرة يمكن استبدالها لأن العولمة تسير مثلها بطريق طويلة في الحداثة وعلى الرغم من العوائق (النكسات) المتكررة وبسرعات مختلفة وحادة فإن العالم غارق في تجارته حيث المشاركة المالية والمعرفية مترابطة لأكثر من نصف قرن لكن العمليات- حتى الوقت الحاضر- ما زالت بطيئة وغير معلنة ولا تلحظ فقط إلا من خلال الرابحين والخاسرين بصورة مباشرة.‏

فمهندسو الطيران العالي وجدوا رواتبهم تأخذ شكلا حلزونيا مثل صيادين بدؤوا معركتهم عبر الحدود بينما وجد موظفو المهارات الدنيا عملهم يتلاشى مثل الأسعار التي تجزأ لتكون أقل مما هي عليه وبين هذه التطرفات المفضوحة يرى الكثيرون تزايد الأسماء الأجنبية على صفحات الصحف الرياضية وتزايد الكتابة باللغات الأجنبية على البضائع لكنها لم ترتبط بأي تحركات واسعة يمكن أن تحسن الحياة الخاصة.‏

لقد أظهر عام 1990 الميل إلى انتاج ما... فنمو التجارة بين الاقتصادات العالمية الرئيسية كان معطلا بسبب ( تقسيم الايديولوجيات الخاصة) بين الرأسمالية والشيوعية كما أن الانتشار السريع لصيغ الديمقراطية السابقة ( الضيقة) كان عند صفوة صغيرة من المجتمعات الغنية والمستقرة وقد كانت هذه الأحداث تتطور( وتزداد بالوقود الإضافية) بواسطة مدى ترابط خطوط التواصل بين البلدان حيث كانت حواراتها عبر هذه الخطوط ثابتة ومغلقة وتتم بواسطة لغة مألوفة وتقانة خاصة بحيث يكون تنسيقها أكثر اتساعا من خلال المشاركة التمايزية في المشكلات الكونية التي تتطلب مواجهة موحدة.‏

وكنتيجة لما سبق بدأت الألفية الجديدة ( الثالثة) مع تيار مظاهر المستقبل التفاؤلي المغاير لحكم منهج الماضي العنيد لذلك التاريخ المشؤوم.‏

إن الحكم الاعتباطي للعقلية الغربية كان متلهفا لتجميع احتفالات الآخرين حيث كانت الحفلات الليلية كلها مفضلة حتى عندما خشيت الحفلات السياسية من أن تداس أو تهان فالاكتشاف الذي أخذ في الحسبان والذي اعتمد كثيرا على المحطات الإذاعية كان متوازنا للتسليم بالانتحار التراكمي كالساعة التي تدور فقط لإضافة اللهو.‏

إن الفكرة الحمقاء التي سادت السنة الثانية من القرن الحالي ( القرن الحادي والعشرين) تبدو نصا سينمائيا ( سيناريو) كارثيا بعيد الأمد حيث أضواء الديسكو تتلاشى تماما مع قطع الفلين التي تنطق فجأة وتتطاير والخطوط الجوية المتساقطة تطلق الألعاب النارية بينما يعود الموجهون أنفسهم في هذا الوقت.‏

وأخيرا إن تصور الاتحاد العالمي الجديد ( تحرر التقسيمات الإيديولوجية القديمة) انهار مثل الولايات المتحدة الأميركية عبر إسقاط خطة التجسس الأميركية على الصين والعالم وفي أيلول عام 2001 كان الإرهاب الدولي محطة كبيرة ظهرت أمام عدسات التلفزة العالمية وسلطت الأضواء على مستويات سقوط البرجين التوءمين للتجارة الأميركية ودفاعها.‏

يبدو للوهلة الأولى أن الهجمات على مركز التجارة العالمية والبنتاغون في الحادي عشر من أيلول عام 2001 وكأنها عمليات كبيرة أعدت لتدميرها المتسلقون توقفوا بفعل الانهيار ضمن مشهد الذروة -والعالم كان أمام تحد يجره كله إلى القيام بهجوم عالي المستوى لكن عندما كان الهجوم على أفغانستان في تشرين الأول عام 2001 أظهر أن العالم جاهز لكي ينزلق إلى نماذجه التقسيمية القديمة.‏

لقد تحدث الحلف الأنكلو- أميركي عن (الحرية لحياة الشعوب) ضد محور ( الشر) فأعاد بذلك الذكريات المؤلمة عن المعاهدات والمواثيق السابقة منذ الحملات الصليبية في القرن الثاني عشر وحتى الحرب الباردة في القرن العشرين فبريطانيا تميل لرؤية الغرب في علاقاتهما الخاصة بينما يبحث نظراؤها في الاتحاد الأوروبي عن تغيير مركز الغرب وكأي إنسان عاجز يبدو العالم دائما وكأنه بحاجة إلى بعض المهمات الأساسية لزيادة الانقسام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية