بشار الأسد ليس صدام حسين, ومن غير المتصور أن يطبق على سورية نفس السيناريو الذي جرى تنفيذه في العراق.
بشار لم يحتل لبنان كما فعل صدام باحتلاله الكويت وإصراره على أنها المحافظة رقم ,19 بل بادر سحب الجيش السوري في هدوء بعد صدور قرار مجلس الأمن ..1559 والمعروف أن سورية دخلت لبنان لمساعدته في تحقيق الأمن, بموافقة أميركا وروسيا والعرب واللبنانيين والسوريين والأمم المتحدة.
بشار لم يفرق الصف العربي كما فعل صدام الذي ألحق بالعروبة جرحاً لن يندمل بمرور الوقت, بل سيظل ينزف ويؤلم.. وغير منسوب لبشار سوى شيء واحد هو الاعترافات المشبوهة التي وردت على لسان بعض اللبنانيين بجانب عبد الحليم خدام حول مسؤولية النظام السوري عن اغتيال الحريري.
من حق السوريين واللبنانيين أن يعرفوا -قبل أميركا والأمم المتحدة- من قاتل الحريري? وأن ينال جزاءه العادل.. ولكن دون أن نغفل الاعتبارات الآتية:
بشار رئيس عربي ولا ينبغي المساس بكرامته أو بكرامة سورية; لأن مثول أي رئيس أمام محققين أجانب يهدر كرامة العرب جميعاً.. اليوم بشار ولا نعلم من يكون غداً!.
مصر والسعودية هما فقط من يتحرك.. وغيرهما من الدول ينطبق عليهما قول الشاعر (مالي أراكم نياماً في بلهنية وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا).. وبالمناسبة (بلهنية) معناها التنعم والاسترخاء.
لا يعني ذلك أن يناطح العرب أميركا أو يعلنوا الحرب على الأمم المتحدة, ولكن معناه أن يكثفوا جهودهم وضغوطهم الدولية منعاً لمواجهة ظالمة ضد قطر عربي شقيق.
هل يوقف اللبنانيون حرب الشماتة ضد سورية وأن يحصروا مطالبهم في شيء واحد فقط هو أن ينال قاتل الحريري عقابه.. وهل يؤمنون بأن علاقات الشعبين وحسن الجوار هي الضمانة الأساسية لاستقرار الأوضاع في المنطقة, وأن التدخل الأجنبي لن يأتي من ورائه سوى الخراب والدمار للشعب اللبناني قبل الشعب السوري.
وأتوقع أن يزداد (خدام) جنوناً وعصبية كلما هدأت الأزمة, وسوف يفجر عشرات القنابل وآلاف الشظايا ضد نظام الحكم في سورية حتى تظل النار مشتعلة.. ولكن نهاية (خدام) الحقيقية ستكون في تجاهله واعتباره شاهد زور, وأن تكف بعض وسائل الإعلام العربية عن الرقص على طبول الحرب التي يدقها.