تحته وتركه معلقاً في الهواء بعد تفريغ أساساته ليتهاوى بفعل تفجير في باطن الأرض, أو عن طريق طائرة حربية تخترق حاجز الصوت, أو عن طريق قنبلة فراغية لهدمه, والادعاء أن عوامل الطبيعة قد أدت إلى انهياره.
وقد تم الكشف مؤخراً عن وجود تشققات وانهيارات في جدران المسجد الأقصى, وعن نفق يصل طوله إلى 800 متر.
والمعلومات الواردة من القدس المحتلة تؤكد أن سلطات الاحتلال الصهيوني سمحت للمستوطنين في البلدة القديمة, والذين يقيمون في بيوت لاتبعد عن المسجد الأقصى, سوى عشرات الأمتار بإدخال صواريخ تمهيداً لضربه.
عدا عن ذلك, فقد تم الكشف عن مخططات صهيونية, لإقامة شبكة من الكنس اليهودية في منطقة باب المغاربة, بالإضافة إلى بناء جسر عسكري في المنطقة نفسها يصل إلى المسجد الأقصى المبارك.
ولايغيب عن بالنا في هذا الإطار, مااقترفته سلطات الاحتلال في تلة المغاربة الملاصقة لحائط البراق عام 2006, حين أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون تعليمات تقضي بتجريف تلة المغاربة, وتولت الجرافات الإسرائيلية تنفيذ هذه الجريمة بواسطة ضاغطات الهواء, ما أدى إلى تضرر بعض الآثار الأموية جراء هذه العملية.
وفي أحدث خطوة لتهديد المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة, قام المهندسون والمؤرخون الإسرائيليون, بوضع خطط لإنشاء جسر حديدي يرتكز على 20 عموداً, دون اعتراض أحد على هذا الإجراء التعسفي, وهذا الجسر إذا ماتّم انجازه فإنه سيستقبل سيارات مصفحة تدخل من باب المغاربة لقمع أي تظاهرة أو احتجاج داخل الأقصى, والمقصود في النهاية تدمير الآثار الإسلامية وإزالة تلة المغاربة وتوسيع باحة الصلاة أمام البراق لليهوديات.
وكانت إسرائيل قد بنت في عام 2005 جسراً خشبياً للوصول إلى المسجد الأقصى لايستخدمه إلا اليهود والسياح, ويحظر استخدامه من قبل المسلمين.
ويذكر أن مافعله الإسرائيليون في حزيران 1967 بعد احتلالهم لمدينة القدس أن قاموا بسرقة مفاتيح باب النبي, الذي هو عبارة عن غرفة مسجد النبي فيها سجاد ومحراب وقوس حجري.
وقد سرقه اليهود لتستخدمه نساؤهم مصلى لهن علماً أنه من أبواب المسجد الأقصى ثم أتبعوا ذلك بهدم حارة المغاربة تاركين طريقاً قوسياً لنقل الناس من الأسفل إلى الأعلى وهي مبلطة بالحجر ولاتسلكها السيارات.
إن بناء الجسر بالمواصفات الإسرائيلية, يعني دخول آليات الشرطة والجيش والمتطرفين الصهاينة إلى المسجد الأقصى, وخاصة أن الجسر المذكور يربط ساحة البراق بداخل الحرم القدسي الشريف.
المؤامرة على القدس, ليست بالجديدة, فمنذ قيام إسرائيل أعلن بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل أن لامعنى لإسرائيل بدون القدس ولامعنى للقدس بدون الهيكل .
ولتبرير تهويدهم للأماكن المقدسة, اخترع الإسرائيليون منذ سنوات قليلة, مايطلق عليه الحوض المقدس وهذا الحوض حسب المزاعم الإسرائيلية يضم المسجد الأقصى الذي يسمونه جبل الهيكل وحارة المسلمين التي هي غرب المسجد الأقصى, وسلوان جنوب المسجد الأقصى, ويدعي الإسرائيليون أن هذه المنطقة كانت تشكل إسرائيل القديمة, فهم اخترعوا دولة إسرائيل التاريخية ليبرروا إنشاء اسرائيل الحديثة, واستعملوا الحفريات ليبرروا وجود الهيكل المزعوم, ولكن ورغم الحفريات الكثيرة تحت الأقصى وحواليه, فإن إسرائيل لم تجد أي أثر يهودي, وإنما وجدت آثاراً إسلامية, عثمانية, وتحتها آثار مملوكية, وآثار أموية وبيزنطية ورومانية.
وفي هذا يقول إسرائيل فنكلشتاين: إن إسرائيل لم تجد أي شيء يدل على مدينة داود, معترفاً أن مدينة داود هي يبوس التي اكتشفوا فيها آثاراً يبوسية.
وعن الآثار التي اكتشفوا فيها قناة طولها كيلو متر كامل تنقل المياه من عين جيحون والتي هي عين سلوان .
ومن هنايمكن القول إن مايسمى بالحوض المقدس, هو اختراع إسرائيلي لتدمير كل ما هو عربي وإسلامي والادعاء بأن المسجد الأقصى والأماكن المقدسة هي أرض الآباء والأجداد.
إن مسألة المسجد الأقصى أوما يطلقون عليه )الحوض المقدس كانت ولاتزال تحظى بالإجماع الصهيوني مع بعض الخلافات الشكلية حول التفاصيل فيوسي بيلين, المصنف معتدلاً في أوساط اليهود يرى أن أهمية ورمزية الحوض المقدس والهيكل( بالنسبة لليهود لاتختلف عن مكة والكعبة بالنسبة للمسلمين, ففي ذلك ما يؤكد أن المسألة غير قابلة للنقاش, وإن مقولة بن غوريون لامعنى لإسرائيل بدون القدس, ولامعنى للقدس بدون الأقصى ستبقى شعاراً مقدساً للجميع, لافرق في ذلك بين يساري ويميني, بين متدين وملحد, وبين يميني ومتطرف.