تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


توجهه إسرائيل.. إنه إعلام مغفل!!

الانترنت-عن موقع : Antiwar
ترجمة
الاثنين 1/9/2008
ترجمة:رندة القاسم

مما لا شك فيه أن الحكومة الاسرائيلية تبذل كل الجهد لبدء الحرب ضد ايران عاجلاً لا آجلاً. ومن غير المفاجئ أن الكثير من الاسرائيليين يؤمنون بأن لمصلحتهم اقناع أميركا بمهاجمة ايران بحيث لا تقوم اسرائيل بذلك.

ولسوء الحظ أن جهودهم تساند وتحرض من قبل تيار وسائل الإعلام الرئيسي في الولايات المتحدة , غير المستعد لتوجيه أسئلة قوية أو تحدي ادعاءات الحكومة الاسرائيلية.ومفكرون اسرائيليون أمثال بيني موريس يزودون بمنبر للتحدث بطريقة غير قابلة للتصديق عن ضرورة قيام حرب صغيرة الآن لتفادي صراع نووي أكبر.‏

والزيارات المتكررة إلى واشنطن من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس الأركان )غابي أشكيناز ي للضغط على واشنطن لأجل القيام بعملية عسكرية أمر لا يذكر بشكل عام في وسائل الإعلام الأميركية .‏

ولا أحد يسأل لماذا على الولايات المتحدة التورط في أمر يشبه بوضوح سيناريو فيلم هز ذنب الكلب .‏

ولكن, ولمرة واحدة, بدا أن بعض المسؤولين في واشنطن قد طوروا قوة لمعارضة ما يحدث, ففورة زيارات بعض المسؤولين إلى اسرائيل جعلت من الواضح وجود معارضة هامة في البنتاغون والحلقات الاستخباراتيه ضد بدء حرب ثالثة الآن.‏

فاسرائيل تقول إن ايران على وشك حيازة سلاح نووي بينما يقوم البنتاغون وخدمات الاستخبارات الأميركية بتقديم تقييمات أكثر حذراً, واضعين نصب العين الرأي الأميركي أن ايران لا تزال بعيدة عن امتلاك قدرات نووية بل إن أحد المسؤولين أخبر اسرائيل صراحة بأن واشنطن لا تريد حرباً أخرى.‏

ووصل للتطرق إلى موضوع بارجة ليبرتي وهي إشارة غير لطيفة إلى أن واشنطن تدرك أن اسرائيل قد تحاول هندسة مفاجأة من نوع ما حدث في )خليج تونكين( لإجبار الأميركيين على التدخل.‏

وقد يكون المسؤول بذلك يعني أن أي حادث في الخليج العربي يؤدي إلى صراع مسلح سيخضع للفحص الدقيق للتحديد فيما إذا كان عملية مزيفة أشعلتها تل أبيب.‏

المشكلة الأساسية في محاولات الخروج عن خط الهرولة تجاه الحرب تكمن في التيار الأساسي لوسائل الإعلام والذي يقدم منبراً لأولئك الساعين إلى الحرب.‏

ووسائل الإعلام تتقبل إطار المشكلة الإيرانية بالشكل الذي حددته واشنطن وتل أبيب , رافضة الدخول في أي نقاش جاد وراشد حول كيفية حل القضايا المعلقة بين الولايات المتحدة وايران.‏

والمثال الجيد حول كيفية عملها تجلى عندما التقى)وولف بليتزر من )سي ان ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مع العلم أن المضيف نفسه كان يوماً يعمل في ايباك .‏

و ليفني تملك تاريخاً ملفتاً, أبوها كان واحداً من ارهابيي المنظمة العسكرية الوطنية ايرغون الذين نسفوا فندق الملك داود عام 1946 وفيما بعد ذبحوا القرويين العرب في دير ياسين.‏

وفي مراهقتها, شاركت ليفني في مظاهرات باسم المجموعة المتطرفة اسرائيل الكبرى( والتي كانت تنادي بطرد كل العرب وتوسيع السيطرة الاسرائيلية على فلسطين التاريخية لتضم الضفة الغربية أجزاء من الأردن باتجاه نهر الليطاني في لبنان وإلى الجذب لضم سيناء وقناة السويس , وقيل إنها أصبحت ألين منذ ذلك الوقت.‏

وقد كانت مقربة من آرييل شارون, وأضحت وزيرة العدل, وانتقلت إلى )كاديما( مع شارون وانتخبت للكنيست.‏

ومنحت وزارة الخارجية من قبل )شارون( وتخدم الآن رئيس الوزراء )ايهود أولمرت( وعملت موظفة استخبارات في السابق وهي محامية ذكية وواضحة, وبشكل عام تعتبر واقعية في مواجهة الفلسطيني والعالم الإسلامي, سياسة شارون المتعلقة بفض الاشتباك وتسعى إلى حل التفاوض والتطبيع عوضاً عن استمرارالصراع المسلح.‏

وذكرت وسائل الإعلام أن ليفني قالت في جلسة خاصة عام 2007 أن ايران لا تشكل خطراً وجودياً على اسرائيل وقد انتقدت بقوة المحاولات للمبالغة في الخطر, ولكن آراءها السرية لا تؤثر بأي شكل على أحكامها العلنية.‏

ففي لقائها مع سي إن إن قدمت عدداً من التقيمات غير الدقيقة أو بأفضل الأحوال التخيلية, ولكنها لم تواجه بأي شكل تحد من المضيف بليتزر.‏

ومعظم المشاهدين انتهوا إلى أن ايران تسعى للسلاح النووي وغير مستعدة للتفاوض حول برنامج تخصيب اليورانيوم.‏

وهي تشكل خطراً على العالم بأسره. وليفني التي تمثل دولة تجاهلت معظم قرارات الأمم المتحدة أكثر ما فعلت أي دولة أخرى, وتورطت في تطهير عرقي وهاجمت كل جيرانها, أكدت أن ايران لا تعير أي انتباه للحوارات..ايران خطر, لا على اسرائيل وحدها, بل هي خطر عالمي .‏

تطرق بليتزر إلى موضوع آخر يتعلق بتصريح ايهود باراك بوجود فترة ما بين خمسة عشر إلى ستة وثلاثين شهراً قبل أن تعبر ايران خطر اللاعودة وبينما بدت عبارة خط اللاعودة غير واضحة.‏

اندفعت ليفني للقول إن أي نوع من التردد سيفسر من قبل الايرانيين على أنه ضعف..وايران تشكل خطراًً على جيرانها أيضاً, ويجب ألا ننتظر حتى ما نسميه نقطة الاعودةا عندها قال بليتزي : أنت حتى لا تعطيهم مهلة خمسة عشر شهراً.‏

أتعتقدين أن الأمر أكثر إلحاحاً?‏

وبكلمة نعم أجابت ليفني, وافترض بلتزر أن الولايات المتحدة قد لا تكون مستعدة لجبهة ثالثة في الشرق الأوسط حالياً فأجابت:لا يمكن للعالم تحمل ايران نووية وأسلحة دمار شامل في كل مكان بهذه المنطقة, لا بيد الدول وحدها , بل أيضاً بيد منظمات ارهابية.‏

وبوضوح تؤمن ليفني أن اسرائيل تملك كل الحق بحيازة ترسانة نووية الأمر غير المقبول بالنسبة لجيرانها, لأنهم غير أهل للثقة بأن يتصرفوا بمسؤولية الإدعاءات أن طهران قد تعطي أسلحة نووية للإرهابيين تصدر عادة عن اسرائيل ومصادر من المحافظين الجدد.‏

وهو أمر أقرب ما يكون للفنتازيا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار النتائج الكارثية لتصرف كهذا على ايران , ولكن بليتزر لم يناقش هذه النقطة .‏

والحديث عن الارهابيين سطر أساسي في سيناريو من يريدون تدخل الولايات المتحدة في حرب مع ايران.‏

ولا لوم على ليفني في سرد عباراتها رغم هواجسها الشخصية , فهي في النهاية مسؤولة حكومية معنية بشرح سياسة تل أبيب الخارجية.‏

إنها وسائل الإعلام الأميريكة التي تسفر بلعب دور المغفل, فإذا كان مضيفاً مثل وولف بليتزر هو أفضل ما تستطيع تقديمه وسائل الإعلام الأميركية, عندها ستكون في ورطة حقيقية.‏

فإلاطار العام للقاء بحد ذاته صورة زائفة, وخاصة مع الافتراض بوجوب وجود محاكمة عقلية إما لنقد أو تأييد الضيف ولكن كما أظهر لقاء )ليفني( فإن الحال لا يكون هكذا أبداً عندما يدور الموضوع حول الشرق الأوسط ويكون المضيف هو )وولف بليتزر(.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية