فتزداد في شهر رمضان الصلات الاجتماعية والتواصل بين الأقارب والأصدقاء , ويكثرون من التصدق على الفقراء والمساكين , ولا سيما من ذوي الأرحام والقربى ويعتبر شهر الصيام فرصة لا تتكرر في غيره لجمع كل أفراد العائلة على مائدة واحدة .
وقد اعتاد السوريون على الاستعداد لشهر رمضان قبل قدومه بأسابيع ,وتزداد وتيرة الاستعدادات كلما اقترب موعد قدوم الشهر , وتتمثل مظاهر الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل في جوانب عديدة , حتى إذا انتصف شعبان بلغت الاستعدادات ذروتها .
ففي منتصف شهر شعبان تجري احتفالات في المساجد وفي مقدمتها احتفال مركزي في المسجد الأموي الكبير بدمشق , وقد تكون مظاهر الاحتفال بليلة النصف من شعبان خاصة بالسوريين تعبيرا عن بهجة السوريين بقدوم شهر رمضان المبارك .
وتبدو مظاهر الاستعداد واضحة في الأسواق حيث تزداد حركة الشراء, ولا سيما اللحوم بأنواعها المختلفة والخضار والحلويات , ورغم ما يقال عن زيادة الأسعار إلا أن الأسواق عامرة بالناس على مختلف أوضاعهم المادية , حيث يمضي السوريون الأسبوع الأخير من شعبان في الأسواق للتبضع وشراء جميع الحاجات والمواد الغذائية حيث تزدحم السوق بالتمور والزبدة والحلاوة الطحينية والأجبان , ويكثر عرض العصائر كالتمر الهندي و العرق السوس وعصير البرتقال و قمر الدين , ومن الحلويات: حلويات تصنع من رقائق العجين مثل الوربات بقشطة وشرحات الفستق الحلبي وقطايف القشطة و البقلاوة .
وفي الجانب الاجتماعي في رمضان تزداد العلاقات الاجتماعية في هذا الشهر المبارك في هذا البلد قوة و متانة لما يوفره هذا الشهر من تجمع لأفراد الأسرة حول مائدتي الإفطار والسحور, و منذ الأول من رمضان تبدأ الزيارات العائلية للتهنئة بقدوم الشهر , واعتاد الناس على تهنئة بعضهم البعض بالدعاء بالصحة وطول العمر , ومن العبارات المتداولة (رمضانِ مْبارك وصيام مقبول وتعيشوا لأمثالها وكل عام وأنتم بخير ) .