طبعا دعوة هذا الكم الكبير من الإعلاميين واستضافتهم فكرة جميلة ونحن معها وهي تؤكد أن لدى رئيس الاتحاد الرياضي القدرة المادية والايديولوجية على التعامل مع الإعلام والتعاطي معه، بالصورة التي تتناسب ودوره (الإعلام) في المتابعة والتغطية وكشف الحقائق، ولكن السؤال الآن: هل كنا لنجد تعاملا مثل هذا من رأس الهرم الرياضي مع إعلامنا الوطني؟!.
في الحقيقة كان الأحرى باللواء جمعة دعوة إعلاميي صحفنا الرسمية وقنواتنا التلفزيونية لمرافقة منتخباتنا الكروية وتغطية الأحداث التي تتواجد فيها، كما هو حال مباراة المنتخب مع نظيره الأسترالي والتي تعتبر مصيرية، وسيحتاج رجالنا فيها لدعم إعلامي كبير باعتبارهم على أبواب الحلم الذي انتظرناه طويلاً والمتمثل بالتأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخ كرتنا.
كما أننا كنا ننتظر أن يقوم اللواء جمعة بخطوة مماثلة مع نادي الوحدة الذي سيلعب مباراة مفصلية في قطر لحساب إياب نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، وهو بات قريباً من بلوغ نهائي المسابقة بعد فوره ذهابا بهدفين لهدف.
هذه هي الأحداث التي ينبغي بكل صراحة على القيادة الرياضية ممثلة باللواء جمعة الدفع بإعلامنا الوطني لتغطيتها ومتابعتها، وهذا سيعطي فرقنا ومنتخباتنا زخماً نفسياً ومعنوياً أسوةً بجميع المنتخبات والفرق التي يلاقيها ممثلو كرتنا، لطالما أن الإمكانات المادية موجودة ومتوفرة.
على كل حال فإن طرحنا هذا مبعثه ذلك التعامل الانتقائي من قادة الاتحاد الرياضي مع إعلامنا الوطني، على اعتبار أنه في كثير من الأحيان لا يتوافق وتوجهات هؤلاء القادة، فيتم تغييبه عن أي استحقاق من المفترض أن يكون هو الأولى بالتواجد فيه.
وحتى عندما يتم اعتماد أحدهم من العاملين ضمن منظومة مؤسساتنا الإعلامية الرسمية ليكون منسقاً إعلامياً لهذا المنتخب أو ذاك، يكون معيار الاختيار الأول مرتبطاً بحجم ولاء هذا الشخص وبقدرته على تبييض صورة من سيعتمده ليبقى مثل هؤلاء هم الأقرب لأصحاب القرار، وكما نعلم جميعنا فالأقربون أولى بالمعروف، ولكن كنا نتمنى أن يكون الأقربون هم ممثلي مؤسساتنا الإعلامية الرسمية بصورة عامة ودون انتقائية مزاجية!.