اليوم تتزايد وتيرة الرفض العراقي والعربي وربما الدولي للاستفتاء المزمع إجراؤه في الـ25 من الشهر الجاري في كردستان العراق، لأنه سيخلق فوضى جغرافية وسياسية وديمغرافية جديدة، ويقسّم البلاد ويضعفها ويجعل إمكاناتها وثرواتها عرضة لأطماع الخارج، كما أنه يعرقل إعادة إعمار الأراضي المحررة من الإرهاب، فضلاً عما سيخلفه من آثار سلبية على الدول المجاورة، لكونه سيقوض فرص السلام، ويمهد أو يفتح الطريق لتقسيمات أخرى في المنطقة.
بالطبع المستفيد الأول من هذا التقسيم هو إسرائيل، وإلا لما دعمت ولا تزال مشروع الاستفتاء بكل ما لديها من طاقات، حيث تريد من وراء ذلك إقامة قواعد لها على حدود الإقليم المزعوم، لتهديد من تريده في أي وقت، وخدمة خططها الحربية، والحصول على حصة كبيرة من الثروات النفطية، وتحييد أنظار العالم عن سياساتها الاستيطانية والاستعمارية في الأراضي الفلسطينية والجولان المحتلين.
اليوم يتابع الشارع العربي والإسلامي باهتمام تطورات الوضع الراهن في العراق الشقيق، ومدى خطورته، لذا لابد من التعاون الفعال من قبل كافة الأطراف العراقية والعربية الأصيلة والحريصة على وحدة وسلامة أراضي العراق، والعمل الجاد من أجل الوصول إلى الحلول اللازمة لوضع حد لأي تطورات سلبية، لأنها بالتأكيد سوف تكون كارثية.
حقيقة الأمر لا يمكن لأحد أن يرفض مبدأ حق تقرير المصير لأي كان من الشعوب، شرط أن يتم ذلك وفق أُسس صحيحة وسليمة تنبع من الداخل الشعبي، ولاسيما أن ما يعانيه العراق منذ الغزو الأميركي، حتى ابتلائه بالإرهاب يدل أن مصطلحات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها، ليست إلا شعارات لم يكسب منها العراقيون سوى المزيد من القتل والتشريد والقهر والتخلف والحرمان، وبالتالي إن خطة التقسيم المرسومة، مدروسة بعناية بغية إبقائهم رهائن للحروب والاقتتال والفوضى والتبعية.
huss.202@hotmail.com