والذي وجد بهدنة الجنوب تهديدا وخطرا كبيرا عليه، بالمقابل يستمر الجيش العربي السوري بنشر سلامه على الارض وتحرير الجغرافيا السورية من الارهاب.
الحديث عن تسليم معبر نصيب الحدودي ليس بجديد لكن ما استجد عليه توجه « المعارضة» الى ورقتها الاخيرة ومحاولتها فرض شروط لم تستطع الوصول اليها في الحل السياسي حيث يتم الحديث عن اشتراط التنظيمات الارهابية التي ستسلم المعبر بضغط من الجانب الاردني عن «الافراج عن متورطين ومجرمين « وهو الامر الذي ترفضه الدولة السورية إلا ضمن اطار المصالحة الوطنية ، فيما أفادت مصادر ميدانية عن قيام التنظيمات الارهابية بإخراج كل أسلحتهم ومعداتهم من مقر المعبر والمنطقة.
استدارة أردنية
وعلى نفس الخط تحدثت بعض المصادر الاعلامية عن تغير ايجابي في الموقف الاردني من الازمة في سورية، وذلك نظراً لتغير موازين القوى على الأرض الذي انعكس بدوره على التغير في مواقف بعض الدول، بالمقابل أفادت مصادر اخرى بأن سياسة الدولة السورية قد ترحب بأي موقف وتعاون ايجابي لكنها ترفض تعدد الوجوه السياسية، خاصة ان المواقف الاردنية كانت شديدة العداء والتآمر ضدها كما هللت لكل اعتداء تم على الاراضي السورية ومنه الاعتداء الاميركي الأخير على مطار الشعيرات!
رغم كل الحلول والمباحثات السياسية للخروج من الازمة في سورية تستمر واشنطن بعنجهيتها وعدوانها على الاراضي السورية في الوقت الذي تسعى فيه روسيا الى ايجاد مخرج لإيقاف عدوان بعض الدول التي تحاول عرقلة تقدم الجيش العربي السوري لانهاء الوجود الارهابي، والذي جاء في أخر تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقوله أن تواجد القوات الأمريكية في سورية لم يجر بناء على طلب من الحكومة السورية،فهو لا يزال ضيفا غير مدعو إلى هناك.
حديث لافروف جاء خلال لقائه نظيره الاميركي ريكس تيلرسون من أجل منع نشوب أي نزاعات تعرقل تنفيذ خطط تحرير الرقة، واسترجاع دير الزور، من ناحية أخرى، يتفق العسكريون على ضرورة مواصلة تنفيذ الخطوات المطلوبة لضمان عدم التأثير على أهداف الحرب ضد الإرهاب، فيما علق لافروف على استمرار دعم تحالف واشنطن للارهاب عبر فشله في تصويب اهدافه ضده بقوله «ذكّرنا زملائنا الأمريكيين أن جبهة النصرة هي منظمة إرهابية، وبالتالي يجب تدميرها، وهو مادفع بتيلرسون للاعتراف خجلاً بحقيقة هذا الأمر، حيث قال نأمل أن يترجم هذا الاعتراف على أرض الواقع».
دعم الإرهاب
اعتراف واشنطن بأهمية القضاء على الارهاب لم يمنعها على الضفة الاخرى من استمرار دعم جهات اخرى بحجة التخلص من « داعش» خاصة أن عمليات تحالف واشنطن الاخيرة على الرقة بمساندة « قسد» لم تنجح سوى بزهق ارواح المدنيين، لتقوم بناء على ذلك الولايات المتحدة الاميركية بارسال 200 شاحنة جديدة محملة بالعتاد العسكري إلى « قسد»، والتي تدعي نيتها التخلص من الارهاب أيضاً لم تبد قلقها من الحشد التركي هذه المرّة، كما اعتبروها لاتشكل خطرا على احد باعتبارها ضمن اتفاق آستنة الاخير، وبأن إدلب خارج سيطرة قواتهم، وخارج اهتماماتهم، وهو مايفضح مساعيهم الحقيقية من دخول المعركة في الرقة والتي تشير جميع المعطيات والتحليلات الى تحقيق اهداف واشنطن الاستعمارية وجعل المنطقة موطئ قدم لنشر الارهاب.
مايؤكد زيادة تورط واشنطن في سفك الدم السوري وانفصام مواقفها وتصريحاتها واستمرارها بدعم الارهاب ، ماتم نشره مؤخراً عبر التسريبات الاعلامية والتي لم تعد خافية على أحد وهو قيام الولايات المتحدة الامريكية بإرسال شحنات كبيرة من الاسلحة الى التنظيمات الارهابية في ادلب و التي تشكل «هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة سابقا» النسبة الاكبر من مسلحيها ، و بحسب هذه المصادر الاعلامية فان الهجوم الاخير في إدلب وفي ريف حماة الشمالي ضد مواقع الجيش العربي السوري, جاء بإيعاز و دعم امريكي في محاولة لإجهاض اتفاق ادخال ادلب في اتفاقية خفض التوتر.
ووفقاً للتحليلات فإن هذا الموقف ينم عن محاولة واشنطن لإعادة خلط الاوراق بعد الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ، اضافة الى اتفاقات تخفيض التوتر, وهذا ما دفع بها الى محاولة التشويش على ما حمله الميدان السوري من تطورات غير سارة لها، وهو ما يدفع بتحالف واشنطن ايضاً الى التفكير جيداً بوضع قواته الغازية على الارض السورية ليبدأ رويدا رويداً بالانسحاب من معظم نقاط تمركزه، فبعد يوم واحد على انسحاب قوات التحالف الدولي من قاعدة الزكف عادت المعلومات لتتحدث عن قرب الانسحاب من قاعدة التنف كلها ، حيث كشفت وكالة روسية أن الولايات المتحدة الأميركية بصدد الاستعداد لإغلاق قاعدتها العسكرية الموجودة في صحراء التنف ، لكن لم تحدد التاريخ الفعلي للمغادرة ، فيما استمر مايسمى « مغاوير الثورة» الذي تدعمه واشنطن بنفي أي استسلام أو انسحاب للتحالف من قواعده ، لكن على الارض يأتي الانسحاب موجعاً وضربة قاسمة لكل تنظيم ارهابي لايزال يأمل دعم من واشنطن .
بريطانيا.. تحاول تبييض صفحتها
لكن على الضفة البريطانية التي تحاول تبييض وجهها السياسي مع رجحان كفة المعطيات السياسية والميدانية لصالح الدولة السورية، يجري الحديث في اروقتها على غير هوى واشنطن فيما يخص « هيئة تحرير الشام» فقد اعتبرتها تهديدًا لكل من يقدر التعددية وحقوق الإنسان، وبريطانيا لن تتعامل معها، وليس بالإمكان أن تتعامل معها، وهو مادفع بهذه الهيئة الى مهاجمتها واستنكار مواقفها بل واعتبرتها على حد زعمها بعيدة عن الحقيقة، وتفتقد للأدلة والبراهين، وتصب في صالح الدولة السورية، فهل قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية يحتاج الى براهين!
ميدانياً استمر الجيش العربي السوري في إطار عملياته المتواصلة لاجتثاث الإرهاب من دير الزور والذي يعيش حالة من التخبط والاقتتال بين إرهابييه وسط فرار عدد كبير من منزعميه الميدانيين ، حيث استطاع الجيش السيطرة على الكثير من القرى في محيط بلدة التبني، فيما أكدت مصادر أهلية قيام تنظيم «داعش» بنقل أغلب إرهابييه المرتزقة الأجانب مع عائلاتهم من أحياء مدينة دير الزور إلى الريف الشرقي.