والملفت أن ذلك يتزامن حالياً في الوقت الذي أضحى فيه الحديث عن المناهج الدراسية الجديدة حديث البيت والشارع والمدرسة وأماكن العمل والعناوين البارزة للندوات ومجالس المحافظات ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث نال هذه المناهج مانالها من الانتقادات والملاحظات للأخطاء غير المبررة والمقبولة أبداً التي وردت فيها والتي عكست غياب دور المتابعة والتدقيق المطلوب من قبل التربية لهذه المناهج كما يجب، وبدت ردودها تجاه هذه الأخطاء غير مقنعة ولاتعطي أي إجابات شافية للكثير مما يثار حول ماورد من أخطاء.
وذلك ماجعل من موضوع هذه الصعوبات يتفاقم أكثر من ذي قبل فواقع الحال يشير إلى أن التأكيدات مجرد كلام والميدان التربوي دليل على حدوث الكثير من الاشكالات بدا من الصعب التغلب عليها حتى مع الكثير من العمل بشأنها خاصة مايتعلق بنقص الكوادر التدريسية وعدم وجود الكوادر المؤهلة لتدريس مناهج جديدة تحتاج الكثير من التأهيل والتدرب عليها والمعارف والخبرات بها.
فحتى بعد مرور فترة زمنية من العام الدراسي تتزايد الشكاوى بعدم وجود مدرسين، ولاسيما للمواد العلمية وللغات الأجنبية وحتى لطلاب الشهادات العامة فنقص الكوادر وعدم تأمينها عبر التشكيلات والتنقلات العامة أو تكليف مدرسين مشكلة باتت مفروضة في كثير من المدارس، كان من المفروض تداركها من قبل مديريات التربية قبل افتتاح المدارس تنفيذاً للخطة الدرسية المقررة لكل عام دراسي، إضافة لمشكلات عدم تأمين الكتاب المدرسي وأدلة المعلمين والكثافة الطلابية الكبيرة في معظم المدارس، ماجعل الكثيرين من طلاب الشهادات العامة يتركون مدارسهم ليلتحقوا بمدارس ومعاهد خاصة.
بالعموم الإشارة للأخطاء والسلبيات أمر ضروري للغاية ليس من باب التقليل والاستهانة بأي جهود خاصة لقطاع مهم كقطاع التربية موجود في كل بيت وواجه الكثير من التحديات خلال الأزمة الحالية، وإنما من باب الأهمية وأخذ آراء الميدان والملاحظات بعين الاعتبار والمتابعة لحلها والتي من شأنها أن تحقق الوصول لمعالجة أي خلل وتحقق أفضل النتائج لاستقرار عام دراسي يطمح الجميع للوصول إليه.