ويبرز المعرض الدور الذي لعبه الشرق الاوسط في تطور فن وصناعة السيراميك في العالم وعلى وجه الخصوص سورية التي انتجت الخزف منذ اكثر من ثمانية آلاف عام حيث يضم المعرض قطعا متميزة من السيراميك السوري من مجموعة المتحف الوطني في دمشق لتمثل انجازات صناع الخزف السوريين من القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر الميلاديين حيث اتقن هؤلاء الصناع عددا من التقنيات بما فيها الطلاء المزجج الملون والرسم تحت الطلاء المزجج والتزيينات البراقة وهي ثلاثة اسهامات مهمة قدمها صناع الخزف المسلمون لتاريخ فن السيراميك.. ويبرز المعرض الدور الايجابي الذي تلعبه حضارة اسلامية منفتحة وواثقة في الثقافة العالمية.
ويأتي افتتاح السيدة أسماء الأسد لهذا المعرض ضمن اهتماماتها بدعم الثقافة السورية وحماية تراثها النابض بالحياة.. كما يأتي ضمن سلسلة نشاطات ترعاها وتدعمها تشجيعا للحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب والدول وهو جزء من جهود السيدة أسماء الأسد التي حظيت وتحظى باحترام وتقدير عالميين.
وقال السيد مارك جونز مدير متحف فكتوريا والبرت: تتمتع دمشق بتاريخ عريق ما يجعلها احدى اروع مدن العالم ويسعدنا جدا ان نقيم معرض سيراميك العالم في هذه المدينة وهي العاصمة العربية للثقافة ونأمل ان نجتذب طيفا واسعا من الزوار لمشاهدة بعض قطع السيراميك الموجودة في متحف فكتوريا والبرت ويظهر المعرض الى اي حد تعلمت بقاع العالم المختلفة من بعضها البعض في الماضي.
وقد قامت السيدة أسماء الأسد بجولة في المعرض يرافقها السيد مارك جونز مدير متحف فكتوريا والبرت والسير تيموثي سياينزبري عضو مجلس امناء المتحف والبارونة اليزابيت سايمونز ممثلة الحكومة البريطانية.
ويعتبر متحف فكتوريا والبرت اهم متحف في العالم في مجال الفن والتصميم ويفخر باحتوائه على اكبر مجموعة موجودة في العالم من قطع السيراميك ولذلك فإن هذا المعرض يعد فرصة نادرة لمشاهدة العديد من الامثلة التاريخية والنادرة التي لم يرها احد من قبل منذ الحصول عليها خارج متحف فكتوريا والبرت وهو يعرض قطعا جميلة في مكان رائع ويروي قصة مثيرة للتواصل العالمي على مدى خمسة الاف عام.
وتعرض فيه 116 قطعة من روائع التحف الخزفية التي يقتنيها متحف فكتوريا والبرت بلندن الى جانب مجموعة من مقتنيات المتحف الوطني بدمشق.
من جهتها قالت الدكتورة حنان قصاب حسن الامينة العامة لاحتفالية دمشق في مؤتمر صحفي عقدته أمس في خان أسعد باشا قبل الافتتاح أن هذا المعرض يعد من اهم فعاليات احتفالية دمشق لكونه يشكل مناسبة لتعريف الجمهور السوري بأهم القطع الخزفية العالمية التي تعود الى عصور قديمة جدا منوهة باهمية امتزاج معروضات متحف فكتوريا والبرت مع مقتنيات المتحف الوطني بدمشق لكون سورية كانت معروفة بصناعة الخزف منذ 8آلاف عام.
واشارت الدكتورة قصاب حسن الى ان المعارض التي نظمتها الامانة العامة خلال هذا العام تمحورت حول الحركة التشكيلية في سورية ومعارض لاهم رواد الاثار الذين عملوا في سورية ومعارض تركز على الثقافة العربية ولاسيما معرض العصر الذهبي للعلوم العربية ومعرض الخط العربي اضافة الى معارض تعرف الجمهور السوري بأهم الانجازات الفنية العالمية.
من جانبه اعرب مارك جونس مدير متحف فكتوريا والبرت عن سعادته بأن تحتضن دمشق اول معرض للمتحف في الشرق الاوسط ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية.
واضاف ان المعرض يحكي قصة التواصل العالمي عبر التاريخ ومدى تأثر وتلاقي الحضارات مع بعضها منوها بأهمية عرض مقتنيات المتحف الوطني بدمشق الى جانب مقتنيات متحف فكتوريا والبرت كدلالة على الدور الذي لعبته سورية في صناعة السيراميك منذ8آلاف عام ما يجعلها من اكبر المراكز التاريخية لهذا الفن.
بدورها اكدت السيدة بارونيس سايمون المسؤولة بوزارة الخارجية البريطانية ان مشاركتها في اطلاق هذا المعرض يهدف الى ابداء دعم الحكومة البريطانية للتواصل الثقافي مع سورية ولتوسيع آفاق التعاون بين البلدين.
واضافت ان هذا المعرض مثال عظيم على التعاون بين القطاعين العام والخاص والتعاون بين مدينتين عظيمتين دمشق ولندن.
من جانبه قال اولي مكليستاد مدير عام شركة شل سورية ان المؤرخين وصفوا سورية بأنها مهد الحضارات وها نحن اليوم نقف امام انجاز مهم في توثيق التاريخ ونقل الحضارة من خلال فن الخزف الذي يسرد قصة تواصل بين الامم عبر الزمن.
واضاف مكليستاد ان الثقافة تلعب دوراً مهما في تقريب الناس من بعضهم بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والاجتماعية معربا عن سعادة شل بالمساهمة في انجاز هذا المعرض بهدف مد الجسور والتواصل الثقافي بين سورية وبريطانيا.
ويستمر المعرض حتى الثامن من كانون الاول القادم.