تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشراسة مقابل الخسارة

نافذة على حدث
الخميس 29-12-2011
حسن حسن

منذ أشهر والأحداث تدور في سورية، تتصاعد ثم تخفت، وتعود فتتصاعد بفعل عوامل مختلفة من بينها عمليات التحريض المنسقة التي تقوم بها فضائيات الفتنة المعروفة بتابعيتها لدول تدور في الفلك الأميركي ويمثل حكامها بيادق صغيرة في رقعة الشطرنج الأميركية.

وتسارع الأحداث غير المسبوق جعل جميع المراقبين في المنطقة وأنحاء العالم يدركون أن المؤامرة الدولية لن تتوقف حتى يسقط أحد طرفيها، إمّا سورية المستمدة قوتها من إرادة شعبها المتمسك بوحدته الوطنية والمصر على دحر المؤامرة وهزيمتها مهما كان الثمن، أو المشاركون فيها من دول ومنظمات وهيئات دولية وإقليمية وعربية ومجموعات العملاء المرتزقة المنتشرين في العديد من العواصم الغربية والعربية الذين يرفعون لافتات المعارضة وحقوق الإنسان ويتباكون على سورية الوطن والشعب.‏

وثمة مايستدعي مزيداً من الأسئلة الضرورية المتعلقة بإصرار وشراسة الثالوث الغربي- الإقليمي- الإسرائيلي في حربه المفتوحة ضد سورية، واستعجاله الوصول إلى حلم «الحرب الأهلية» الذي يتطلب رفع منسوب القتل والذبح والتخريب، وإضعاف الدولة ومؤسساتها المختلفة، ولاسيما مؤسسة الجيش التي تشكل النموذج الأسطع والأكثر تقدماً للوحدة الوطنية.‏

والإجابة، إن تغلب سورية على أزمتها الراهنة، وخروجها منتصرة لن يؤدي فقط إلى قطفها لثمار التحولات العربية، بل هو انتصار استراتيجي لمواقفها ومقارباتها السياسية وتصورها للمكانة السياسية للأمة وأهدافها، ومن العدو، وموقفها من مفهوم العروبة والعمل العربي المشترك، وما ينبغي أن تكون عليه البنية السياسية العربية.‏

الحرب الإقليمية الكبرى بالنسبة لهؤلاء هنا هي في سورية وعلى سورية.. وفي ظل قناعة مؤكدة لديهم بأن اضطرابات الداخل لن تكون كافية لهزيمة شعب أو إسقاط نظام. فإن الهجمة ستمضي إلى حدها الأقصى، وستزداد شراسة كلما أحست بالخسارة.‏

غير أن اللاعبين الخارجيين الذين يقبلون بكل هذا الاندفاع، يتسرعون كثيراً بالحكم على جهة النهاية وتصور السيناريو السعيد لسياساتهم، فالأخطاء الحسابية تتكاثر على الجبهة المقابلة لدمشق.. أخطاء في حساب وزن الجغرافيا السياسية وأخطاء في استعارة أمثلة ساد الاعتقاد أنها قابلة لتكرار دوماً هنا وهناك، ولعل حقائق الديمغرافيا، ومخاطر تحريك صناديق الأزمات في هذه المنطقة الحساسة، والخط الاستراتيجي المفتوح بين قوى المقاومة، ولأن سورية نقطة المركز من واقع استقطاب دولي لم يتوقف حتى بعد انتهاء الحرب الباردة.. كل هذه هي صواعق لامجرد ألعاب نارية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية