وبالأخص مدينة تطوان التي طالما رددنا اسمها في النشيد الذي كتبه شيخ الشباب فخري البارودي يرحمه الله حين قال:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن ومن مصر فتطوان
وكنا نسمع بتطوان فلا نعرفها ولما سألنا عنها قيل لنا إنها مجرد مدينة مغربية ولكننا ازددنا معرفة بها أثناء محاضرة أديبنا الكبيرإذا بها مدينة ساحرة استوطنها المبعدون من الأندلس بعد إخراجهم، محضرين معهم وفي قلوبهم الأندلس الجميل بكل فنونه وعمارته، وعاداته وتقاليده، وأشد ما لفتنا حب المغاربة للفنون والغناء والنغم الجميل والموشحات ألأندلسية تماما كأهل حلب، إن الفن الجميل الأصيل لابد أن يلقى موطناً في شغاف قلوب المحبين و الأصلاء.
السباعي يشرق ويغرب في أرجاء المغرب و تطوان بأسلوب عذب لطيف ولكنه بليغ عميق يذكرنا بقول ابن الرومي في وصف محبوبته المغنية وحيد:
تتغنى كأنها لا تغني * من هدوء الأوصال وهي تجيد.
وهكذا كان أستاذنا يتكلم فتظن أنه لا ينشئ أدباً رفيعاً بل كلاماً عادياً فإذا بنا نكتشف إذا أردنا مجاراته أنه السهل الممتنع، ولكن سهولته هي سهولة البلغاء المتمكنين، ولولا أن الأستاذ فاضل ملتزم بوقت قد خصص له، لبقينا مستمتعين بمحاضرته حتى و لو استمرت أكثر من ذلك.
وأخيرا اختتمت المحاضرة بمداخلات كان أولها من مدير العاديات الأستاذ محمد قجة، والدكتور محمد حسن عبد المحسن والأستاذ عبد الله حجار والدكتور....... كزارة وما إن انفضت المحاضرة وترجل الأستاذ فاضل السباعي من المنبر حتى تحلق حوله أصدقاؤه ومحبوه ليسمعوه صدق إعجابهم ومودتهم وليلتقطوا معه الصور التذكارية في هذه الرحلة السياحية التي لا تنسى......