تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أهلي وأهلك ..ما بعد الزواج....

مرايا اجتماعية
الخميس 29-12-2011
رولا عيسى

بعد الزواج يدرك الزوجان انه ثمة معضلات جديدة تواجههما فالمجاملات انتهت والتعاطي الحذر مع الاهل من كلا الطرفين تحول الى تماس مباشر ولاسيما في العلاقة مع الوالدين وتدخل الحساسية والترقب كل لحظة في التعامل بين الطرفين الاهل والزوجان .

وتبدأ كلمتا أهلي وأهلك بالظهور والتكرار والمقارنة لكن المتضرر الأول والأخير الزوجان أيا يكن ومهما تظاهرا فإن احدهما لن يفضل اهل الثاني على اهله ومهما أخفيا ما بداخلهما فالطرفين سيحاول شيئا فشيئا الاستحواذ على الاخر بعيدا عن اهله واما ان يدركا ان لاشيء اهم من منزلهما واطفالهما واما ان تخضع علاقتهما ومواقفهما للتأثر بالاهل ويصبح هنا ارضاء الطرفين غاية لا تدرك .‏

ومن الصعب خلق حالة من التوازن في العلاقة مع الأهل وجل ما يمكن القيام به في حالات قد تكون حاسمة للطرفين تقديم الاولويات والتنازل ولنسمه تفهم الزوج او الزوجة للموقف الذي قد يكون محرجا لكليهما وربما سببا في القطيعة مع الأهل.‏

وتبين تجارب عديدة انه غالبا ما تزداد الحساسية من قبل أهل الرجل تجاهه وتجاه زوجته بالأخص فيتصور الوالدان وبخاصة الأم بأن هذه الزوجة قد سلبت ابنهم منهم وما إلى ذلك من تصورات .‏

ويرى بعض الاختصاصيين الاجتماعيين ضرورة الصراحة من الزوجين قبل الزواج بتحديد العلاقة مع الاهل كي لا يقعا فيما بعد بالمشكلات ويشير المختصون الى اهمية تحديد موقع كل من الام والاب والزوجة في سلم اولويات الرجل والمرأة .‏

ومن هنا يجب مداراة الام بعد الزواج واشعارها بخصوصيتها لانها الحلقة الاهم في علاقة الزوجين‏

ولابأس ان يتحمل كلا الشريكين اخطاء الام وإظهارالمحبة لها وتقديم الهدايا في المناسبات لكلا الوالدين فهي تظهر اهتمام الاخر بهما .‏

ويرى البعض ولو أني اختلف معهم في ذلك ان الكذب مباح في الامور غير الضارة مع أهل الزوجين منعا لازدياد الحساسية شريطة حسن استخدامه في الضرورة فقط لتصفية جو الأسرة.‏

ويفضل الاختصاصيون عدم تدخل الطرفين في علاقة الاخر مع اهله بما فيها الخلافات حتى مع الاخوة والاخوات ،ولزوم بقاء المشكلات الخاصة بهما ضمن المنزل وأسرتهما الصغيرة .‏

كما يؤكد خبراء السعادة الزوجية أن العلاقة بين الزوجة و أهل الزوج تحتاج إلى الكثير من حسن الظن والاستعداد للتغاضي عن الأمور الصغيرة حتى ترسو الحياة الزوجية على بر الأمان . وينصح هؤلاء الزوجة بالتماس العذر لأهل الزوج في أي إجراء يقومون به لأن هذا السلوك يجعلهم آخر الأمر يوقنون بأنك جزء منهم لا دخيلة عليهم، ويكون ذلك بمحاولة نسيان ما جعلك تنفرين من التعامل معهم في أسرع وقت، وذلك بأن تكون البسمة الحانية هي أول ما يروه في وجهك عند لقياك .‏

أخيرا يبقى الاحترام المتبادل أساس نجاح كل العلاقات الاجتماعية لاسيما اذا اخذ كل دوره وقدر دور الاخر عندها قد نصل الى شيء من القبول وليس الكمال .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية