تبرز الضرورة القصوى للرعاية واحتضان الطلبة المتميزين والمتفوقين وإيجاد البيئة التربوية المناسبة المحفزة للتعلم والاكتشاف، واستثمار المعارف بأنواعها ودرجاتها، وتوجيهها بدقة لتحقيق تنمية بشرية على درجة عالية من النوعية والشمولية.
ومن هذا المنطلق كان إحداث المركز الوطني للطلبة المتميزين في مدينة حمص وها هو حالياً في العام الدراسي الثالث من إنشائه والذي بدأ في العام 2009 بموجب المرسوم التشريعي للعام 2008 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد ليحتضن الطلبة المتميزين الحائزين على شهادة التعليم الأساسي بتفوق وعلامات عليا، بعد اجتيازهم لاختبارات القبول المحددة من المركز.
ومع تحديد وزارة التعليم العالي لبرامج واختصاصات خريجي المركز الوطني للمتميزين في الجامعات السورية والتي وافقت عليها الحكومة مؤخراً، يعني أننا مع نهاية العام الدراسي وامتحاناته المقررة للثانوية العامة سنكون أمام خريجين جدد من المركز وهم الدفعة الأولى التي احتضنها المركز حيث سيمنحون شهادة الدراسة الثانوية للمتميزين حسب فرع الاختصاص والمناهج والخطط الدراسية المحددة وفق ما نص عليه النظام الداخلي للمركز.
ولأن لهذا المركز النوعي أهميته في تنمية قدرات وابداعات المتميزين الطلاب من خلال ما تم العمل عليه من تأمين البنى التحتية والأطر البشرية التي تعمل فيها سواء مدرسين أو إداريين، وما يقدمه من خدمات صحية وأنشطة متنوعة ومكتبات ومصادر تعلم كثيرة، فهناك آمال عريضة وطموحات تعلق على هؤلاء الخريجين وفقاً لأهداف المركز في تدريس المتميزين من الطلبة وتنمية مواهبهم وقدراتهم وشخصيتهم وتمكينهم من مهارات التفكير والاكتشاف والتواصل مع الآخرين.
ومع الخريجين الجدد للمركز ستكون وزارة التعليم العالي أمام أعمال وخطط جديدة وأعباء إضافية في عملية القبول الجامعي تخص هؤلاء المتميزين لمتابعة دراستهم الجامعية وفق أسس للقبول من المفترض أن تكون مميزة عن مفاضلات وأسس القبول المعتادة لتناسب طلاب أبدعوا وتفوقوا فاستحقوا الرعاية والتكريم اللائق بهم، كيف لا وهم المتميزون وبجدارة..!