ليست هي المرة الاولى التي يزف فيها السوريون خيرة ابنائهم واقربائهم الى مثاويهم الاخيرة.. ولكن في كل مرة تطال فيها يد الغدر والاجرام زهرة يافعة من زهور الوطن وحماة دياره يزداد السوريون ايماناً بأن الظلام لابد ان ينقشع ولو بعد حين وبأن الخونة والعملاء لابد ان ينالوا عقابهم على ما ارتكبوا من جرائم بحق وطنهم اولاً وشعبهم ثانياً وبأن سورية مهما تعاظمت المكائد والمخططات الغربية فإنها ستبقى والى الابد شمساً لن تعرف الافول.
الى ذلك شيع من مشفى دمشق إلى مثواهم الاخير في مقبرة السيدة زينب ومدينة جبلة باللاذقية جثمانا الشهيدين الطالبين حسين هاني غنام وخضر خازم وذلك بمشاركة حشد كبير من أساتذة وطلبة جامعة دمشق والفعاليات الشبابية.
وقال هاني غنام والد الشهيد ان ابنه ذهب ضحية مؤامرة تستهدف الوطن وتهدف إلى تخريبه وتدميره وزعزعة أمنه عبر مخطط واضح تشترك فيه أطراف عديدة داعيا الشباب إلى أن يكونوا أكثر وعيا وادراكا لهذه المؤامرة التي بدأت بتزوير وتحريف اعلامي ووصلت إلى اعمال اجرامية ارهابية تستهدف أشخاصا أبرياء لا ذنب لهم.
وأعرب غنام عن رغبته في ان يعود الامن والسلام إلى الوطن فيكون ابنه اخر الشهداء ويتمكن الشباب من المضي بحياتهم وتحقيق امالهم وطموحاتهم في جو من المحبة والتآلف.
بدوره قال الدكتور جمال عباس عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ان هذه الاعمال الارهابية تأتي ضمن عملية مخططة هدفها ضرب استقرار سورية مستهجنا وصول هذه الاعمال إلى الجامعات التي تمنح الاجيال العلم والحضارة والقيم الاخلاقية.
وفي ناحية القطيلبية التابعة لجبلة بمحافظة اللاذقية شيع جثمان الشهيد خضر خازم في موكب مهيب ملفوفا بعلم الوطن.
وقال العقيد المتقاعد رزق خازم والد الشهيد خضر قدمت ولدي الوحيد فداء للوطن الغالي الذي ترخص له الارواح بعد ان طالته يد الغادرين الاثمين وهو يتابع تحصيله العلمي على مقاعد الدراسة في جامعة دمشق ونال بذلك شرف الشهادة مرتين الاولى في سبيل العلم والثانية في سبيل الوطن وهي الاغلى والاسمى وشهادته مدعاة فخر واعتزاز لجميع أفراد العائلة وللبلدة كاملة.
وقال هزاع خازم عم الشهيد نحن جميعا مشاريع شهداء من أجل الحفاظ على وحدة التراب السوري مشيرا الى أن الشهيد كان من الناشطين المتميزين من خلال مواقفه ونشاطاته الداعمة والمدافعة عن الوطن.
والشهيدان حسين غنام وخضر خازم طالبان في الهندسة الطبية بجامعة دمشق استشهدا اثر اطلاق النار عليهما من قبل زميلهما عمار تيسير بالوش.
وكان بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق أقدم على اطلاق النار من مسدس حربي خلال المذاكرة للطلاب في قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ما أدى إلى استشهاد الطالب حسين غنام وخضر خازم واصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وجورج فرح وبيير لحام شارك في التشييع الدكتور محمد عامر المارديني رئيس الجامعة والدكتور عباس صندوق امين الجامعة.
طلبة الحزب القومي السوري
ومنظمات شبابية لبنانية يستنكرون الجريمة
في هذه الاثناء استنكر طلبة الحزب السوري القومي الاجتماعي الجريمة التي شهدتها احدى قاعات كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بدمشق داعيا الطلبة السوريين إلى نبذ العنف والقتل والوقوف إلى جانب سورية ومشروعها الاصلاحي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
واضاف الحزب في بيان تلقت سانا نسخة منه أمس ان الامل بوعي الشعب السوري هو الكفيل بتبديد غيوم التفرقة التي شكلتها يد الموت العمياء ضد السوريين بمختلف اطيافهم واعمارهم والتي ارادت اغتيال الطموح ببناء وطن جديد والنيل من شباب جامعي أحب وطنه وتفانى لخدمته من خلال العلم.
وتساءل الطلبة في بيانهم عن معنى الحرية التي يدعونها من يرتكبون اعمال القتل وهل اصبح حب الوطن واختلاف الرأي يستوجب القتل ام ان اقلام الطلبة اخافت المجرمين فاغتالوهم.
كذلك أدانت المنظمات الشبابية والطلابية في الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية الاعتداء الذي استهدف طلابا في جامعة دمشق وأدى الى استشهاد طالبين وجرح اخرين.
وقالت المنظمات الشبابية في بيان أصدرته امسان هذا الاعتداء نتج عن التحريض والخطاب التكفيري الذي يحض على القتل والاجرام والارهاب والذي يحظى بدعم من قبل الغرب واسرائيل وبعض العرب.
وأضافت:ان المؤامرة التي تستهدف زعزعة أمن سورية وتقويض استقرارها ستطول تداعياتها وتشظياتها المنطقة كلها داعية بعض العرب الى أن يستشعروا ما سيصيبهم والخطر المحدق بهم والمسارعة الى تعديل مواقفهم باتجاه التخلي عن مؤازرة الارهاب بالمال والسلاح والاعلام.