وقد أظهرت بعض الدراسات أن الطيبة الفائقة لدى النساء تنعكس سلبا على رواتبهن. ولاشك في أن مدى صحة هذه الفكرة مرتبط بنوع العمل الذي تزاوله المرأة. ففي الادارات التي يسيطر فيها العنصر النسائي من الأهمية بمكان التحلي بضمير حي في العمل ولكنه غالبا ما يشكل عائقا أمام التقدم ويعرقل التطور فكيف يمكن للمرأة أن تتعامل .
يؤكد خبراء علم النفس أن بعض النساء الشديدات التوق إلى إرضاء الآخرين يقللن من شأنهن عبر التسلح باللطف الشديد في تعاملهن مع الآخرين لدرجة أنهن يفضلن نيل استحسانهن على امتلاك تجارة مربحة .ويعتبر اللطف من الصفات العائدة إلى تركيبتهن البيولوجية. ويقول الاختصاصيون إن دماغ النساء مكون بطريقة تحثهن على التعاطف مع مشاعر الآخرين، وبما أن الجزء المسؤول عن القلق في الدماغ أوسع لدى النساء منه لدى الرجال فإن الخوف من عواقب الغضب يكون أكبر لدى النساء اللواتي يسارعن عند نشوء أي مشكلة من هذا النوع إلى التفكير بمخرج لتجنب غضب الآخر وبالعكس يفرز الدماغ كمية أكبر من هرمون الدوبامين الذي يمنح شعورا بالارتياح عندما تكون العلاقة مع الغير هادئة تماما ولا تشوبها أي شائبة من هنا النزعة إلى تغليب العاطفة على أي اعتبارات آخرى في العلاقات مع الآخرين ،ولكن باستطاعة المرأة كبح جماح هذه النزعة البدائية عبر محاولة فهم دوافعها والاهتمام بحاجاتها.
وتؤكد بعض الدراسات في هذا المجال أن الانفتاح على الآخرين يعود بالنفع على الرجال في العمل بيد أن التقرب من الزملاء لا ينعكس إيجابا على الحياة المهنية للمرأة، وعلماء النفس ينصحون المرأة بعدم الحرص على إرضاء الغير على حساب العمل ومن الأفضل لها أن تتخذ مواقف حاسمة من دون اللجوء إلى العدائية وأن تعتاد على عدم الاذعان بسهولة ونبذ كل ما يمكن أن يسبب لها الازعاج من هنا تأتي أهمية التدرب على التفوه بكلمة لا.
عزيزتي المرأة: إذا كان لا يروق لك صد الآخرين فلابد من أن التربية التي تلقيتها في صغرك علمتك أن تغلبي حاجات الآخرين على حاجاتك ورغباتك وتشعرين بالانزعاج عند أدنى شك بأنك أثرت استياء الآخر. ولكن تذكري أنك أصبحت راشدة وتملكين الحرية الكاملة لاتخاذ الخيارات التي تحلو لك أما الذين يحيطون بك فهم قادرون تماما على الاهتمام بأنفسهم واعتادي على التريث قليلا قبل الإجابة ثم خذي نفسا عميقا وقولي لا ولا شك أنك ستعتادين التفوه بهذه الكلمة مع الأيام.