حكاية طريفة تقول: «يوجد زوجان أبكمان» قال الزوج لزوجته كتابة: لو سمحت نحن سنزور أهلي. وردت عليه كتابة بورقة أخرى أنا ضجرة وأحب أن نخرج للتنزه على شاطىء البحر..وبعد مفاوضات بالورق أمسك الزوج بورقة كبيرة وقال لها: يجب أن نذهب إلى أهلي، وأمسكت هي بورقة صغيرة كتبت عليها: لو سمحت لاترفع صوتك..
ولنتخيل غرفة مفرغة من الهواء وفيها شخصان يتكلمان هل يمكن نقل الكلام بينهما بالطبع لا لأن الهواء هو الناقل للصوت وفي الحوار بين الزوجين الهواء هو الإلفة والحب، وهناك أمواج أخرى تساهم في إيصال هذا الحوار بين الأطراف جميعها.. ويتوصل اختصاصيو الطب النفسي إلى الوصايا التالية لإقامة الحياة السليمة في الأسرة ومن هذه الوصايا:
أن يكون للزوجين رؤية مشتركة وأهداف واضحة محددة ولابأس أن يكون لكل منهما رؤيته الخاصة، لكن في المقابل يجتمعان في رؤية مشتركة
ولابد أن يتحمل كلا الطرفين المسؤولية ويمتلك كل منهما الشجاعة لقول «أسف» عند التقصير أو الخطأ... فمثلا عند رسوب الابن في المدرسة يقول الزوج أنت المسؤولة وتقول الزوجة بل أنت المسؤول والأفضل أن يشتركا في المسؤولية 30? على الرجل و30? على الزوجة و40? على الابن وتنتهي المشكلة عندما يتحمل كل طرف المسؤولية بشكل منطقي ..وهنا لايحدث حوار طرشان... ومن الهام معرفة خصائص كل طرف فالذكر ليس كالأنثى وقد أثبتت الدراسات أن المرأة تستطيع أن تقوم بأشياء عدة وفي الوقت نفسه بينما الرجل يمكن أن يقوم بشيئين كحد أعلى.. وتميل المرأة باتجاه العاطفة بينما يميل الرجل إلى نوع من المنطق، والاتجاهان مطلوبان..ولابد من اختيار المكان المناسب للنقاش وهي من أكثر الأشياء التي تسبب حوار الطرشان في البيوت لأنهم يناقشون مشكلاتهم في أماكن خطأ ، فمثلا مناقشة المشكلات في غرفة النوم من أكثر الأمور سوءا والأفضل أن تكون المناقشة في حديقة أو في غرفة الجلوس ولايمكن تجاهل اختيار الزمن المناسب فنبتعد عن النقاش قبل النوم لأن العقل الواعي مسترخ واستبداله بكلمات جميلة تريح النفس ..وفن الانصات هو من أكثر الأمور أهمية فمن ينصت للآخر يستطيع امتلاك الطرف الآخر وستتطيع أن يأثر قلبه وعقله ومن الأمور الهامة الواجب مراعاتها في الحوار العائلي هي العناية بلغة الجسد ونبرة الصوت لأنه لايمكن تخيل زوج يتكلم مع زوجته وهو يدير ظهره لها لأن في ذلك رسالة أنه لايحترمها ولايقدرها .. أو يكلمها وهو يصرخ ويعلو صوته لتضطر هي أن ترفع صوتها أكثر وهذا بالطبع يوصل لنقاش غير مجد ..
ما أحوجنا لمثل هذه الوصايا في حياتنا العائلية وحتى الاجتماعية لنعيد إليها بريق المحبة والإلفة والانسجام التي بدأت تتلاشى من جراء الضغوطات النفسية والاقتصادية ..
فهل نأخذها بعين التعقل والحكمة والجدية ..؟؟!!