فؤادي رهين في هواك ومهجتي
تذوب وأجفاني عليك همول
فغناه إياه فشق أبو ريحانة قميصه، ورجع إلى موضعه في الشمس، وقد ازداد برداً وجهداً، فقال له رجل: ما أغنى عنك ما عناك من شق قميصك!
فقال: يابن أخي، إن الشعر الحسن، من المغني الحسن، ذي الصوت المطرب، أدفأ للمقرور من حمام محمي.
ومرت جارية، وعلى كتفها قربة وهي تغني:
وأبكي، فلا ليلى بكت من صبابة
إلي، ولا ليلى لذي الود تبذل
وأخنع بالعتبى إذا كنت مذنباً
وإن أذنبت كنت الذي يتنصل
فقام أبو ريحانة إليها وقال: أعيدي! قالت: إنني على عجل، ومولاتي تنتظرني، قال: أنا أحمل القربة عنك، وغنته، فرمى بالقربة من طربه، وعندما غضبت ذهب وباع ملحفته واشترى لها قربة جديدة.