في حين قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتقال عدد من المصلين في المسجد الأقصى الذين احتجوا على اقتحام مجموعات يهودية رددت شعارات معادية للاسلام على حين ادان الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين الاعتداء الجديد الذي قامت به قوات الاحتلال قرب المسجد الأقصى محذراً في الوقت نفسه من خطر الحفريات الاسرائيلية المستمرة على المسجد.
فقد نقلت ا ف ب عن اللجنة المركزية للانتخابات الاسرائيلية أمس ان حزب كاديما برئاسة تسيبي ليفني تقدم مقعدا واحدا على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتانياهو كما افادت النتيجة النهائية لفرز الاصوات.
وبذلك حصل حزب كاديما على 28 مقعدا مقابل 29 والليكود على 27 مقعدا مقابل 12 وحزب اسرائيل بيتنا على 15 مقعدا مقابل 11 اما حزب العمل فقد حصل على 13 مقعدا مقابل 19 وحزب شاس على 11 مقعدا مقابل 12 في الكنيست المنتهية ولايته. يأتي ذلك في وقت دعت فيه ليفني حزب الليكود إلى الائتلاف معها وتشكيل حكومة بقيادتها.
ولاتشمل هذه النتائج اصوات نحو 175 الف جندي لن ينتهي فرزها قبل الخميس الا ان معلقين قالوا ان هذه النتيجة لن يكون لها على الارجح تأثير كبير على نتائج الاقتراع.
وتعليقاً على هذه النتائج أكدت حركة حماس أمس أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاولية أفرزت ثلاثة رؤوس للارهاب الاسرائيلي يقودها حزب كاديما بزعامة ليفني وحزب الليكود بزعامة نتانياهو وحزب اسرائيل بيتنا بزعامة افيغدور ليبرمان.
ونقلت وكالة سما الفلسطينية عن فوزي برهوم الناطق باسم الحركة قوله ان نتائج الانتخابات تؤكد أن المجتمع الاسرائيلي اتجه لاختيار الاكثر تطرفا وارهابا واثارة للحروب ضد الشعب الفلسطيني.
واكد برهوم ان اي حكومة تريد التهدئة عليها ان تعمل على فك الحصار ووقف العدوان وفتح المعابر مشدداً على ان ثمن الجندي جلعاد شاليط يعرفه العدو الاسرائيلي.
واوضح برهوم في جانب آخر ان تقرير منظمة العفو الدولية باتهام حركة حماس بارتكاب انتهاكات في غزة فيه تجن كبير بحق الحركة بقطاع غزة.
واضاف برهوم في بيان صحفي نقلته وكالة فرانس برس ان موقف منظمة العفو الدولية بني على اساس قصص وهمية مفبركة القصد منها الاساءة لحركة حماس وعدم تقصي الحقائق من قبل المنظمة وهذا يتنافى مع حيادية المنظمة.
بينما أكد اسماعيل رضوان القيادي في الحركة أن حماس لن تمنح اسرائيل اي تهدئة مجانية لا تحقق مصالح الشعب الفلسطيني.
وقال رضوان في حديث لقناة روسيا أمس ان التهدئة تتطلب فتح المعابر ورفع الحصار وانهاء العدوان الاسرائيلي.
هذا ودعا مشير المصري القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس الى توفير الاجواء المناسبة للدخول في حوار فلسطيني مؤكداً أنه الخيار الكفيل بلملمة الشمل الفلسطيني وذلك في حديث لقناة المنار.
وقال نافذ عزام القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الاسلامي ان نتائج انتخابات الكنيست الاسرائيلي أظهرت جنوح اسرائيل نحو مزيد من التطرف في مواجهة الفلسطينيين.
ونقلت وكالة سما عن عزام قوله ان تصريحات ليبرمان ونتنياهو تدلل على وجود مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ودعا عزام إلى توحيد الصف الفلسطيني ونبذ الانقسام لمواجهة الاثار المأساوية التي خلفها العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة.
بدوره وصف ناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نتائج الانتخابات الاسرائيلية بأنها انحياز لمواصلة الاستيطان والاحتلال والعدوان حيث دفعت بالقوى الاكثر دموية وتطرفاً في اسرائيل إلى السطح.
من جانبه دعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين جميع القوى والهيئات الوطنية إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني.
وقال خالد انه يجب على الجميع في الساحة الفلسطينية التحلي بأعلى درجات المسؤولية والتوجه إلى الحوار الوطني الشامل.
من جهته قال أبو احمد فؤاد مسؤول الدائرة السياسية والاعلامية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية لم تشكل مفاجأة وان فوز اليمين هو قطف لثمار المذبحة والجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة.
على الصعيد ذاته دعا ايريك شوفاليه المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أمس الحكومة الاسرائيلية التي سيتم تشكيلها إلى ضرورة دعم وقف اطلاق النار في قطاع غزة والعمل على فتح المعابر من غزة وإليها وانهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع.
وأعرب شوفاليه عن رغبة بلاده في ان تلتزم الحكومة الاسرائيلية المقبلة باحترام كامل التعهدات الاسرائيلية السابقة.
من جانبها أعربت الخبيرة السياسية الالمانية موريل أسيبورغ رئيسة مجموعة بحوث الشرق الاوسط وافريقيا في مؤسسة البحوث السياسية امس عن اعتقادها بأن نتائج الانتخابات النيابية الاسرائيلية ستشكل تأييدا لوجهة نظر حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس بعدم امكانية التوصل الى تسوية مع اسرائيل وبان اسرائيل دولة عدوانية لا تقبل بأن يكون للعرب وجود في فلسطين. وأضافت اسيبورغ في حديث لصحيفة سوددويتشه الالمانية امس ان نجاح المتطرفين اليمينيين في الانتخابات الاسرائيلية سيتسبب بتضييق فرص التوصل الى السلام في الشرق الاوسط وفي أن يعتري البرود العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية.
هذا وقد أقر عكيفا الدار المحلل السياسي الاسرائيلي بأن فوز بنيامين نتانياهو رئيس حزب الليكود الاسرائيلي في الانتخابات يعد فوز العدو الاكبر لعملية السلام في الشرق الاوسط.
وقال الدار في حديث لقناة الجزيرة أمس.. على جميع العرب الا يتوقعوا بعد فوز حزب الليكود فكرة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفكرة احلال السلام في المنطقة لان الشيئين هما نقيض لمبادىء هذا الحزب.
وأشار الى ان حزب الليكود هو من أهم الداعمين لمشروع التوسع الاستيطاني في مدينة القدس وهي العقبة الكبري بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
بينما أكد قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي أمس أنه لا يمكن حل الصراع في الشرق الاوسط الا بالوسائل السياسية مطالبا اسرائيل باستخلاص العبر من اخفاق عدوانها على غزة وقبله على لبنان قبل عامين.
ودعا الاتحاد الاوروبي الحكومة الاسرائيلية المقبلة الى احترام تعهداتها فيما يخص عملية السلام.
ونقلت ا ف ب عن الرئاسة التشيكية للاتحاد قولها في بيان لها تأمل ان تحترم الحكومة الاسرائيلية المقبلة التعهدات التي قطعتها اسرائيل بخصوص عملية السلام.
الى ذلك امتنع البيت الابيض عن التعليق على نتائج الانتخابات الاسرائيلية مشيراً الى ان الولايات المتحدة ستواصل مع الحكومة الاسرائيلية المقبلة اياً كان رئيسها, جهودها الرامية الى احلال السلام في الشرق الاوسط.
على صعيد آخر اكد رياض زيتونية مدير الاحوال المدنية في قطاع غزة ان العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة أدى إلى تدمير الكثير من المباني والمقار الحكومية ومنها مبنى السجل المدني في غزة.
واعتبر جميل سرحان مدير الهيئة الفلسطينية لحقوق الانسان الاعتداءات الاسرائيلية على المؤسسات الرسمية جرائم حرب وامتدادا لسياسة الاحتلال الاسرائيلي في ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني.
بموازاة ذلك أدان رئيس مؤسسة عامل لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الدكتور كامل مهنا جرائم الحرب والمجازر والابادة الجماعية الاسرائيلية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والتي تعتبر انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية جنيف واتفاقيات حقوق الانسان. وفي القدس اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس الأول عددا من المصلين في المسجد الاقصى المبارك بعد احتجاجهم على اقتحام مجموعات يهودية متطرفة للمسجد المبارك وتنظيمها مسيرات استفزازية في باحات المسجد وترديد الشعارات المعادية للاسلام.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن سلطات الاحتلال اعتقلت المصلين بعد أن تصدوا للمتطرفين اليهود وشرعت على الفور في استجوابهم والتحقيق معهم.
من ناحيته أدان الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين الاعتداء الجديد الذي قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي على أرض البيارة الموقوفة وفتح بوابة فيها للكنيس الذي أقيم مؤخرا في حي الواد بالبلدة القديمة بالقرب من المسجد الاقصى المبارك.
وقال التميمي ان الاثار والنتائج الخطيرة للحفريات الاسرائيلية تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك وأسواره بدأت تظهر للعيان من خلال الانهيارات المتتالية للطرق والاسوار.