|
دمشق.. مجتمع قارىء.. النوايا لا تكفي..!...د . صطيف: يجب أن نرتقي بأدائنا لنقدم كتباً جديرة بالقراءة شؤون ثقا فية وذلك بتسليط الضوء على مناهج فكرية وثقافية ترضي الذائقة التي قد تكون هي صاحبة صنع القرار في تحديد ما يمكن للقارىء وطالب المعرفة أن يتناوله وعندما تحدد الخيارات أمامه بنوعية محددة ولا يجد سواها أمامه ربما تحفر فيه عميقاً لأنه لا خيار بديل, فهي من ناحية قد تكون مجدية في الحث على القراءة ومن ناحية أخرى قد لا تكون أدت الدور المطلوب في اكتساب المعرفة بكل أشكالها لأن الخيارات محدودة ومنتقاة كما ذكرت سابقاً تعكس رؤية أصحاب القرار بهذا الشأن وهنا نكون قد ضيقنا المساحة أمام القارىء الذي من المفترض أن يختار هو لا أن تحدد الخيارات أمامه, وهذا ما حصل في معرض الكتاب الذي افتتح بتاريخ 27/8/2007 بمشاركة مجموعة من دور النشر الخاصة في المركز الثقافي العربي في كفر سوسة حيث أخذت العناوين المعروضة منحى متشابهاً الى حد كبير وتوجهت لشريحة معينة, رافق هذا المعرض معرض لصور نادرة عن دمشق وقامت مديرية ثقافة دمشق بإطلاق (مشروع دمشق مجتمع قارىء) برعاية وزارة الثقافة واتحاد الناشرين السوريين وبعض دور النشر الخاصة لتصل الى غاية فحواها (لنجعل القراءة عادة) وبالافتتاح الرسمي تعاقب على منبر الكلمة ممثل وزير الثقافة الدكتور علي القيم ورئيس اتحاد الناشرين الدكتور عدنان سالم ورئيسا الهيئة العامة للكتاب ورئيس تحرير مجلة الفكر والثقافة الأستاذ ربيع الديركي والشاعر مصطفى عكرمة. حيث أكد الجميع على أن حب الكتاب وتشجيع الناس على القراءة هو ما يجمعهم, وحثوا على ضرورة التعاون كمؤسسات وأفراد لنشر الثقافة, وأشار الدكتور عبد النبي اصطيف الى ازدهار الكتب والقراءة في العالم الغربي في حين أن أمة اقرأ لا تقرأ لأنه لا يقدم لها ما هو جدير بالقراءة وبالتالي يجب أن نرتقي بأدائنا لنقدم كتباً جديرة بالقراءة. في حين أشار الدكتور عدنان سالم الى أن يكون عنوان المشروع (لكي تستعيد دمشق دورها الحضاري في بناء المجتمع القارىء) عوضاً عن (دمشق مجتمع قارىء) حيث عقد مقارنة بين تجار وصناع وعمال دمشق قديماً وحديثاً كيف كانوا ينتظمون في حلقات دراسية التزاماً وليس إلزاماً بشكل دوري في البيوت والمساجد ولم يكن بيت يخلو من مكتبة بعكس ما هم عليه الآن.. وكيف أن أبناء القرن العشرين لم يكن فيهم من يستغلي سعرالكتاب, ومن خلال تجربته كقارىء وناشر وكاتب يقول: (لحظة تحول الكتاب من الازدهار الى الانحسار صاحبها كفّ يد المجتمع عنه وبسط سلطة الرقابة فإنني أرجح أن يكون ذلك هو السبب الرئيسي في حالة العزوف القرائي!!!) وكان قد رد الدكتور علي القيم على ما أسلفه الدكتور عدنان سالم بأن وزارة الثقافة ليس فيها رقابة إلا رقابة الضمير والقرّاء, وحثّ على ضرورة إعادة ألق الكتاب عبر عملية التواصل مع المجتمع المدني والهيئات الفكرية والثقافية وأن لا تقتصر احتفالية (دمشق مجتمع قارىء) على دمشق وحدها بل أن تكون في جميع المحافظات والمدن السورية لأنها تعني القارىء العربي بكل أطيافه. وتبع ذلك ندوة تضمنت محورين المحور الأول تحدث عن تاريخ التوثيق وأهمية القراءة والمجتمع القارىء بدمشق وتم تفصيل الحديث عن السفر الكبير لتاريخ ابن عساكر وقد تحدث بهذا الموضوع الأستاذان علي القيم ومحمود الأرناؤوط. أما المحور الثاني من الندوة فقد تناول أهمية القراءة وأسباب العزوف عنها في وقتنا الحاضر تحدث فيها الأستاذان يحيى الغوثاني وأيمن الشوا. وقد أدار المحورين مدير الثقافة بدمشق الأستاذ غسان كلاس ويذكر أنه تخلل حفل الافتتاح مقاطع فيلمية عن بعض أعلام دمشق أمثال (محمد كردعلي-رضا سعيد-جمال الدين القاسمي) إضافة لفيلم وثائقي عن آثار دمشق المتنوعة.
|