والتي أكدت جميعها في حينها، إهمال النساء لصحتهن، وتأجيلها لآخر قائمة الاهتمامات، فالأولوية لما يحتاجه البيت والأبناء من طعام ولباس ومستلزمات تعليم.
يحدث أن تشعر الأم بأعراض تنذر بمرض، ومع ذلك تمتنع عن زيارة المركز الصحي أو الطبيب، فهذا ليس من أولوياتها، هذا كان قبل الحرب وكانت الأمور المعيشية أفضل بكثير بالنسبة لغالبية الأسر السورية، والخدمات الطبية أيضا كانت مؤمنة لأغلب المناطق والأرياف، فكيف الحال اليوم، مع تدمير الكثير من المراكز والمستشفيات، وانتشار الفقر وتدني مستوى معيشة النساء اللواتي أصبحن في غالبيتهن المعيلات لأسرهن.
هناك مؤشرات تقول إن زيارة الأبناء للطبيب لم تعد أولوية، واستبدلت غالبا بشراء بعض المسكنات والمضادات الحيوية من الصيدلية القريبة من البيت، وذلك إما بسبب الفقر أو قلة الوعي الصحي، أو للسببين معا.
هذا كله يقودنا لأهمية العودة إلى برامج التمكين الصحي، لكن هذه المرة لجميع أفراد الأسرة، وليس للأم وحدها، وهنا يبرز دور الإعلام وتنظيم حملات تختار كل فترة عنوان، تنفذ له أفلام قصيرة توضيحية وتقدم ندوات وزيارات للمدارس.
إن التوعية الصحية قد تفيد في الوقاية، وهذا مهم ومهم جدا «أيضا»، لكنها لن تفيد بالعلاج، وعليه نقول درهم وقاية ومزيد من الدراهم وتحسين المعيشة للعلاج.