وهذا مايتضح لنا جليا في تلك السجالات التي تطالعنا بين الحين والآخر على مواقع التواصل الاجتماعي مايخلق شرخا كبيرا في صفوف المجتمع السوري وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي نحاول فيها إعادة ترميم ماتشرذم في حياة البشر وتشتتهم من جراء الكثير من الأفكار التي غزت عقولهم لتكرس قيما ومفاهيم وأفكارا هي وافدة إلى مجتمعنا ولاتمت لنا بصلة.
ومانرمي إليه في هذه العجالة هو ضرورة الوصول والتوجه في تلك النشاطات إلى تلك الشرائح من المجتمع بأعمال مدروسة وقادرة على التأثير واستعادة ذاك الفضاء الذي احتله التطرف وإزالة تشوهات حاول الغزاة تكريسها في نفوسهم، لإعادتهم إلى جادة الحقيقة والصواب.
ولاأحد يستطيع أن ينكر دور الأدب والفن في محاربة التطرف والتخلف، فالأدباء والفنانون هم رسل المجتمع في البحث عن الحقيقة ورسم الطريق الصحيح للوصول إلى عقول وقناعات الجمهور العام بمن فيهم من تركوا نهبا للأفكار الرجعية المتشددة.
الجهود التي تبذل كبيرة جدا وتمتد إلى غير بقعة من مجتمعنا السوري على امتداد مساحاته، ولكنها تفتقد في الكثير منها إلى منهجية واستراتيجية، فليس الغاية والهدف أن نسجل في أجندة النشاطات ماأنجزنا، بل أن نترك أثرا، ونحدث علامة فارقة، ومنعطفا جديدا في نفوس من نتوجه إليهم، ونحقق قيمة مضافة إلى معتقداتهم، لنشكل نقطة تحول في مسيرة حياتهم.
وياحبذا أن تتوجه أقلام المبدعين نحو الشباب خصوصا، فهم مازالوا خارج دائرة الاهتمام، رغم أنهم يشكلون الشريحة الأكبر، نأخذ بيدهم نرعى مواهبهم، نثمن إبداعاتهم، نحاورهم وندخل إلى عالمهم، فهم بناة المستقبل وجذوة الحياة التي لاتنطفىء.