تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نعمة أم نقمة

ما بين السطور
الثلاثاء 9-10-2018
هشام اللحام

يوصف الجمهور عادة بأنه اللاعب رقم 12 في ملاعبنا، وتحديداً في مباريات كرة القدم التي تمتلئ مدرجات ملاعبها بالجمهور،

ما جعل للفرق التي تلعب على أرضها وبين جمهورها أفضلية وميزة، حتى وإن كانت أضعف من منافسيها، لأن تشجيع الجمهور وهتافاته التي تدعم اللاعبين، هي حتماً تبث روح الحماسة والعزيمة عندهم.‏

إذاً الجمهور بالأساس نعمة تحسد عليها الأندية الجماهيرية، ولكنه في بعض الأحيان يتحول إلى نقمة وعبء على الأندية، وقد يكون عاملاً سلبياً في المباريات عندما يهتف ضد لاعبيه فيربكهم وتكون هناك الأخطاء التي قد تكلف غالياً.‏

ما دفعني لكتابة هذه الزاوية والحديث في موضوع الجمهور، ما تعرضت له عدة أندية في الأسابيع الأولى من الدوري الكروي، من عقوبات وغرامات مادية بسبب الجمهور الذي لم يلتزم بالتعليمات التي أكدت على التشجيع الأخلاقي والروح الرياضية وعدم استخدام المفرقعات، وأيضاً عدم إثارة الشغب عند الخسارة.‏

فالأندية (معظمها) تعاني مادياً، وفوق هذه المعاناة تكون الغرامات الثقيلة، ففي قرارات اتحاد كرة القدم الخاصة بالمخالفات والشغب كان هناك جملة من العقوبات، ومنها تغريم ناديي تشرين وحطين بستمئة ألف ليرة، بسبب المخالفات التي وقعت في مباراة الفريقين الأخيرة، أي في مباراة واحدة كانت الغرامة 600 ألف، والناديان بأمس الحاجة للمال الذي وجد لينفق لتطوير أداء الفرق، وليس ليسدد كغرامات؟!‏

ما حدث يدفعنا إلى المطالبة بإقامة ندوات للتوعية، وإعادة النظر في روابط المشجعين ليكون دورها أكثر فاعلية في تنظيم دخول الجمهور وأساليب التشجيع التي يجب أن تكون حضارية أساسها الروح الرياضية.‏

كم سررنا في السنوات الماضية عندما شاهدنا جمهور تشرين نموذجاً للتشجيع المنظم والمحترم، وكم سررنا عندما قرأنا في قرارات اتحاد الكرة الأخيرة توجيه الشكر لجمهور نادي الطليعة وحصوله على لقب الجمهور المثالي في المرحلة الثانية، وهذا يعني أن التشجيع المثالي ممكن إن كان هناك توعية وتنظيم وبعد عن التعصب الأعمى، وهذا ما نأمله في كل المباريات التي تشهدها ملاعبنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية